"خطأ" أم "إهانة"؟.. جدل في إسبانيا حول "العلم المقلوب" في إفطار ملك المغرب
أثارت صورة تظهر العلم الإسباني "مقلوبا" في الإفطار الذي أقامه الملك المغربي، محمد السادس، على شرف ضيفه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، جدلا كبيرا في إسبانيا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى هامش زيارته للمغرب، استضاف محمد السادس، سانشيز حول مائدة إفطار أقيمت، الخميس، على شرفه في مؤشر إلى أهمية الزيارة بالنسبة للمغرب، بعد عام من أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين.
لكن صورة للإفطار أثارت غضب الإسبان بعدما انتبهوا إلى أن علم بلادهم ظهر مقلوبا في القاعة، واستغرب خافيير فيلا دي سافينيل، وهو شريك في شركة استشارية للبروتوكول، وتساءل، في تغريدة على تويتر، كيف أن لا أحد من فريق رئيس الحكومة الإسبانية انتبه إلى أن "العلم نصب بشكل مقلوب".
وسخر الصحفي الإسباني، خافيير نيكري، من رئيس وزراء بلاده، وكتب أن سانشيز "وضعوا له العلم مقلوبا في المغرب، بينما اكتفى هو بالابتسام".
واعتبر بعض الإسبان أن ذلك كان إهانة في حق إسبانيا. وصرح الصحفي الإسباني، سانتي كونزاليز، لإذاعة "ليبرتاد ديختال" أن ملك المغرب أهان إسبانيا بحضور سانشيز".
وبعد الضجة، قلل القصر الرئاسي الإسباني في حديث لصحيفة "إلندبندنتي" من أهمية مما اعتبرته "خطأ بشريا".
والخميس، زار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المغرب بعد إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
ووجد رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانتشيث يوم الخميس نفسه معزولا وهو يتمسّك بموقفه الأحادي بخصوص النزاع بالصحراء الغربية، وذلك داخل قبّة مجلس النواب في خضمّ العهدة الحالية الأكثر تعقيدا، كنتيجة مباشرة للتصريح اللاّشرعي الوارد ضمن الرسالة السّرّيّة التي أرسلها الى ملك المغرب محمد السادس، معلنا تأييد حكومته لما يسمّى" مبادرة الحكم الذاتي"، بهدف إجهاض مقتضيات الشرعية الدولية مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. ويصل رئيس الحكومة الإسبانية الى الرباط محاطا ومحروسا من قبل الرفض القاطع لمجلس النواب الإسباني
ومن خلال نقاشات ومداولات ساخنة بمجلس النواب الإسباني بشأن الصحراء الغربية، إنتقدت جميع الأحزاب السياسية موقف الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني دون تحفّظ ، واصفين إيّاه بالخيانة للشعب الصحراوي، ومناشدين رئيس الحكومة التأكيد أمام ملك المغرب بأن الإطار الوحيد الذي يتعيّن على إسبانيا الدفاع عنه هو إطار الشرعية الدولية، الداعيّة الى إحترام حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير.
إن عزل رئيس الحكومة الإسبانية سطع شعاعه أمس الأربعاء واليوم الخميس بين سخونة النقاشات وعصى التصويت حول مبادرة لإجبار الحكومة الإسبانية على الدفاع عن مسار الأمم المتحدة بصفة صلبة وتقويّة لا غبار عليها. علما بأن المبادرة السياسية تأتي غداة سفر رئيس الحكومة الى الرباط ، وهي التي تشير بوضوح تام " الى أن شريحة من حكومة الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني غيّرت بشكل أحاديّ موقفها بشأن النزاع بالصحراء الغربية، عكس ما تدعو إليه قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي نفسه".
وينبّه المتقدّمون بنصّ المبادرة " الى أن المسلك السياسي لحلّ النزاع بالصحراء الغربية المرتكز على مختلف قرارات الأمم المتحدة الداعيّة الى حلّ متفاوض عليه يستجيب لطموحات الطرفين تحت إشراف بعثة المنورسو، يحوز اليوم على دعم المنظمات الدولية والأوروبية، وكذا تأييد الغالبيّة العظمى السياسية والإجتماعية الممثّلة داخل مجلس النواب".
ويؤكّد قرار مجلس النواب الإسباني، الذي لم يصوّت ضده سوى الحزب الإشتراكي،" أن مجلس النواب يمنح دعمه لقرارات الأمم المتحدة وبعثة هذه الأخيرة لتنظيم الإستفتاء - مينورسو- مع الإقتناع بأن الحوار والتفاوض والإتفاق بحسن نيّة وبتوجّه بنّاء، من شأن ذالك أن يؤدّي الى حلّ سياسي عادل، واقعيّ، معقول، دائم، ومقبول من الطرفين للنزاع السياسي بالصحراء الغربية".