-->

تردي الأوضاع المعيشية بالمغرب: احتجاجات شعبية عارمة ومؤشرات تنبئ "بانفجار اجتماعي غير مسبوق"


عاشت أزيد من 30 مدينة مغربية مساء أمس السبت على وقع احتجاجات شعبية عارمة تلبية لدعوة الجبهة الاجتماعية المغربية، للتنديد بارتفاع تكاليف المعيشة و بالقمع المنهجي لمختلف الفئات الاجتماعية والأصوات الحرة بالمملكة، وسط مؤشرات تنبئ "بانفجار اجتماعي غير مسبوق".
فأمام الارتفاع المطرد في اسعار المواد الغذائية وفي ظل ازمة الوقود بالبلاد و التهاب ثمنها، خرج المحتجون امس في وقفات متفرقة بمدن مغربية مختلفة استمرت لساعات متقدمة من الليل بعد صلاة التراويح، رددوا خلالها شعارات منددة بغلاء المعيشة، من قبيل "شعلوا فينا العافية (النار)" و "جيب الشعب راه خوا. باراكات من الكوى". كما رفعوا شعارات تتهم المسؤولين في المملكة بالفساد، واصفين اياهم ب"المافيا".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للمسيرات التي عمت مدن المملكة، منها مسيرة نفذها المحتجون الذين تجمعوا أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، حيث رددوا هتافات تساءلوا عبرها عن مصير أموال الشعب : "فلوس الشعب فين مشات.. فالبهرجة والحفلات" و"هذا مغرب الله كريم.. لا صحة لا تعليم".
كما رفع المحتجون لافتات كتب عليها عبارات مثل "يكفي من التهميش والفقر والاحتقار"، و"الكرامة والحرية، لا مخزن لا رعية"، و"الشعب يريد نظاما ديمقراطيا".
واستنادا لما اعلنت عنه الجبهة الاجتماعية المغربية المشكلة من أزيد من 30 هيأة نقابية وجمعوية وحقوقية وشبابية ونسائية في بيانها الداعي لمظاهرات امس، فإن هذه الاخيرة ستتواصل وستشمل جميع المدن، الى جانب اعتزامها تنظيم مسيرة وطنية في الدار البيضاء سيتم الإعلان عن تاريخها قريبا، وقد حشدت لها الجبهة كل فروعها بمختلف جهات المغرب.
ويتعالى الغضب في الشارع المغربي بعد ان "طفح الكيل" كما يعبر عن ذلك المواطنون، جراء الغلاء الفاحش الذي ألهب جيوبهم وأثر بشكل كبير على مقدراتهم الشرائية.
وفي السياق، أكدت الجبهة الاجتماعية المغربية على ان هذه الأشكال الاحتجاجية تأتي ردا على "الهجمة المسعورة على قوت الجماهير الشعبية ورفض الدولة طلب تسقيف الأسعار لحماية جيوب المواطنين".
وسجلت ان الوضع الوطني والمحلي يتسم أساسا "بالغلاء الفاحش لأسعار المواد الأساسية والمحروقات وانخفاض المخزون الوطني وهو ما بات يهدد الأمنين الغذائي والطاقي بالمغرب وبات ينبئ بانفجار اجتماعي غير مسبوق".
وفي تصريحات ادلى بها خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بمدينة سلا، أكد الطيب مضماض، منسق الجبهة الاجتماعية المغربية بالمدينة ان المحطات النضالية الجارية ضد الغلاء والزيادات في الاسعار ستتواصل حتى إسقاط الغلاء الذي "يعد نتيجة طبيعية لسياسات الدولة المغربية وحكومة الباترونا"، منبها الى ان الزيادة في الاسعار التي فرضت على الشعب المغربي، تخدم مصالح المسؤولين في الحكومة خاصة فيما تعلق ببيع المحروقات والزيوت والاسماك.
وأكد ان الاحتجاج سيتواصل حتى اسقاط الفساد والاستبداد والغلاء.
كما نقلت مصادر اعلامية عن فريد الماحي، الناشط في الجبهة في كلمة باسم المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بمدينة وجدة، ان الاحتجاجات هي أيضا "ضد التهميش والفقر الذي تعيشه مدينة وجدة في ظل انتشار رقعة البطالة و اتساع حزام الفقر وسط غياب بديل اقتصادي للمدينة، ساهمت فيه ارتجالية و إخفاقات من تعاقبوا على تسيير الشأن المحلي و الإقليمي في ظل غياب برامج وحلول تستجيب لحاجيات الساكنة لوضعيتهم المأزومة".
وأشار في نفس الوقت إلى أن الجبهة الاجتماعية بوجدة تدين وتشجب تصريحات وزير العدل الرامية إلى "التستر على ناهبي المال العام و مرتكبي الجرائم الاقتصادية وحمايتهم، ضاربا عرض الحائط دستور 2011 والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الذي وقع عليها المغرب".
كما طالبت الجبهة على لسان الماحي، بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *