-->

نزهة الخالدي وشيرين أبو عاقلة ... صحفيات يتحدين الاحتلال

 


الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية ونظيره الصهيوني في فلسطين وجهان لعملة واحدة في محاربة كل اسباب ووسائل كشف الحقيقة وفي مقدمة ذلك وسائل الاعلام والصحفيين وفي هذه الورقة نحاول تقديم مقارنة بين الصحفية الصحراوية نزهة الخالدي التي تعرضت لابشع الممارسات الحاطة من الكرامة الانسانية داخل سجون الاحتلال المغربي والصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة التي اغتالتها ايادي الغدر الصهيونية وهي تحاول تغطية مظاهرة بمدينة جنين الفلسطينية.
شيرين أبو عاقلة سيرة ومسيرة
ولدت شيرين أبو عاقلة في 3 كانون الثاني/ يناير 1971 في القدس لأسرة مسيحيّة تعود جذورها إلى مدينة بيت لحم. تخرّجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس. درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام - فرعي العلوم السياسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن عام 1991. عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل: وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونت كارلو.
انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية، حيث عملت أبو عاقلة على تغطية أحداث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كافة حتى قُتلت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في 11 أيار/ مايو 2022. غطّت شيرين أحداث الانتفاضة الفلسطينيّة عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليّات العسكريّة الإسرائيليّة المختلفة التي تعرّض لها قطاع غزة. وكانت أول صحفيّة عربيّة يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام 2005، حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.
في 11 أيار/ مايو 2022، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابتها بعيار ناري بالرأس وأن وضعها حرج للغاية خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين. لاحقًا بعد دقائق، أعلنت وزارة الصحة أنها توفيت في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين متأثرة بإصابات خطيرة في الرأس .
أعلنَ مدير دائرة الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية ريان العلي الانتهاء من المرحلة الأولى من تشريح جثمان أبو عاقلة، حيث أكَّد أنه لا يُوجد أيُّ دليلٍ على أنَّ إطلاق النار كان من مسافة تقلًّ عن متر، وأضافَ أنه تمَّ التحفظ على مقذوفٍ مشوه حتى تتمَّ دراسته مخبريًا، فيما أكَّد مدير معهد الطب العدلي في نابلس أنَّ الرصاصة التي أصابت شيرين أبو عاقلة كانت قاتلة وبشكلٍ مباشر في الرأس. اقتحمت شرطة الاحتلال بُعيد ساعات من اغتيالها الصحفيّة الفلسطينيّة منزلها في القدس ثمَّ قامت بفضِّ التجمّع في محيطه واعتدت بالضربِ على المتضامنين.
نُقل جثمانها إلى كنيسة دير اللاتين بجنين للصلاة عليها، ولاحقًا نُقلت إلى نابلس لإجراء التشريح لها بعد طلب النيابة العامة الفلسطينية وموافقة ذويها في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية.ثم نُقل جثمانها إلى مقر مكتب الجزيرة في مدينة رام الله ثم إلى مستشفى الاستشاري العربي.
أُعلن عن أن مراسم تشييعها ستتم يوم 12 أيار/ مايو 2022 انطلاقًا من مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة.
أقيمت جنازة أبو عاقلة يوم الجمعة 13 مايو في القدس. وتم إيقاف الموكب في المستشفى الفرنسي (القديس يوسف)، حيث أوقفت الشرطة الإسرائيلية المشيعين الذين حاولوا حمل نعشها وضربتهم بالهراوات ، وكاد نعشها يسقط على الأرض في لقطات بثتها قناة الجزيرة.
نزهة الخالدي سيرة ومسيرة
نزهة الخالدي صحفية وناشطة صحروية من مدينة العيون المحتلة عاصمة، الصحراء الغربية، من مواليد 27 ديسمبر 1991
في 21 أغسطس 2016، تم إلقاء القبض عليها على شاطئ فيم لواد من قبل الدرك الملكي بعد تسجيلها مظاهرة لدعم تقرير المصير للصحراء الغربية.
كانت تعمل في تلفزيون الجمهورية الصحراوية وفي 4 ديسمبر 2018، تم اعتقالها مرة أخرى بعد بث مظاهرة أخرى عبر الفيسبوك، وتم الحكم عليها في 20 مايو 2019 من قبل الاحتلال المغربي.
وعبر المقرر الخاص المعني بتعزيز الحق في حرية الرأي والتعبير، والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب، والفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي،  عبروا عن قلقهم الشديد من الاعتقال التعسفي الذي طال الصحفية الصحراوية  نزهة الخالدي ، وطالبوا سلطات الاحتلال  المغربية  بالرد في غضون ستين يوماً  عن اسباب  اعتقال وردود عن  اصناف التعذيب التي كانت عرضة لها خلال فترة الاحتجاز..
وقالت  منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الخالدي اعتقلتها الشرطة في 4 ديسمبر 2018، بينما كانت تنقل مباشرة على «فيسبوك» مشهداً في شارع في الصحراء الغربية. وقال إريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي لقسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»: «لا ينبغي أبداً لمن مارس حقه في التعبير السلمي أن يخاف من السجن لأنه ادعى أنه صحافي. على السلطات ألا تستخدم قانوناً وُضع لمنع شخص غير مؤهل من الادعاء بأنه طبيب، مثلاً، لمعاقبة أشخاص تُزعجها مواقفهم».
وتوجهت جبهة البوليساريو إلى الأمم المتحدة تطالبها بالتدخل لإطلاق سراح نزهة الخالدي. وقال سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، في رسالة إلى كولين ستيوارت، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ورئيس بعثة المينورسو، وإلى مساعدي الأمين العام للأمم المتحدة المكلفين بكل من إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام وأعضاء مجلس الأمن، للتذكير بحالة نزهة الخالدي- قال إن السلطات المغربية تنتهك حقوق الإنسان والحريات في ظل تعتيم إعلامي كامل مفروض على المناطق الصحراوية المحتلة، حيث يتعرض الصحافيون والمدونون والمدافعون عن حقوق الإنسان الذين يغطون انتهاكات حقوق الإنسان في الإقليم للاضطهاد والاحتجاز بدون وجه حق.
منظمات حقوقية ومدنية تدعو الى الغاء محاكمة الناشطة الحقوقية نزهة الخالدي، وإلغاء التهم غير القانونية الموجهة اليها
ووجهت العديد من المنظمات الحقوقية والسياسية بكل من الدنمارك، السويد والنرويج رسالة الى الحكومة المغربية، ووزيرها للعدل والحريات، من اجل الغاء محاكمة السيدة نزهة والى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بزنازين الاحتلال..
وأبرزت الرسالة  أن الصحفية نزهة الخالدي تعرضت لإعتداء  من قبل السلطات  المغربية عندما كانت  تقوم بتصوير فيلم حي للمظاهرات السلمية التي شهدتها مدينة العيون بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية بتاريخ 04 ديسمبر 2018
وأوضحت الرسالة أن الصحفية  نزهة  كانت تصور مظاهرة سلمية داعمة لبعث مسلسل التفاوض الأممي بين جبهة البوليساريو والمغرب بجنيف.
وأكدت الرسالة " أن اتهام  الصحفية  بالاعتداء المهني يعتبر حجة وذريعة لخنق أصوات الصحراويين الذين ينتقدون سياسات الحكومة المغربية ، مبينة أن التشريع الذي الوطني الذي استندت اليه هذه التهم يعتبر مخالفا لقوانين حقوق الإنسان الدولية .
وعبرت المنظمات في رسالتها عن قلقها من تبعات هذه القضية، التي ستعاقب السيدة الخالدي على ممارسة حقوقها الدستورية، التي من بينها الحق في حرية التعبير، كما ستمنع الكثيرين مستقبلا من ممارسة حقوقهم.
 وأضافت الرسالة "علاوة على ذلك، فحقيقة ان السيدة الخالدي مهتمة بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان يجعلنا قلقين جدا، بغض النظر عن نتيجة محاكمتها، وهي المحاكمة التي لن تشجع باقي نشطاء حقوق الإنسان، الصحفيين، والنشطاء الإعلاميين على توثيق والتقرير عن انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة والتحديات الاجتماعية والسياسية بالمغرب وبالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية"
ودعت المنظمات الاسكندنافية الحكومة المغربية الى وقف التحرشات الممنهجة وعمليات القمع ضد المجتمع المدني الصحراوي، الصحفيين، ونشطاء حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء  والغاء الغربية، وندعوهم الي اتخاذ إجراءات احترازية لوقف التمييز الممنهج على الصحراويين، شعب الصحراء الغربية.
 وطالبت المملكة المغربية  باحترام التزاماتها بصفتها عضو بكل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من خلال ترقية وحماية حقوق الإنسان الخاصة بشعب الصحراء الغربية.
للإشارة فان من بين المنظمات الشمالية التي بعثت بهذه الرسالة الداعية الى الغاء محاكمة الناشطة الحقوقية نزهة الخالدي كل من منظمة كلوبال اكشن الدنماركية، شبيبة الحزب الليبرالي الدنماركي، فليسراديت فور افريكا النرويجية ومنظمة اماوس ستوكهولم السويدية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *