سيتعيّن على مدريد تشكيل حكومة جديدة لإنهاء الورطة مع الجزائر
أكّد عمار بلاني، المبعوث الخاص المكلّف بمسألة الصحراء الغربية وبلدان المغرب العربي، أنّ “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس، تدمّر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات بين الجزائر والحكومة الإسبانية الحالية”.
وقال بلاني في تصريح لصحيفة “إل كونفيدونسيال” الإسبانية: “سيتعيّن علينا انتظار حكومة جديدة في إسبانيا لإنهاء الأزمة”.
وأضاف بلاني أن “إسبانيا لا تتجاهل القانون الدولي فحسب، بل هي تدوس أيضًا على القانون الأوروبي، الذي قضى بأن المملكة المغربية والصحراء الغربية إقليمان منفصلان ومتمايزان”.
بلاني: ألباريس دمّر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات
وبخصوص إعلان مسؤولين في حكومة سانشيز دعم موقفه من نزاع الصحراء الغربية بدعوى أنه يحترم القانون الدولي، قال بلاني، إن هؤلاء أظهروا انفصالا عن الواقع وعمى، لأن القانون الدولي ينص على أن الصحراء الغربية هي إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي وينتظر تقرير المصير وفقًا للقرار 1514 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، لذلك لا يزال يتعين تحديد الوضع النهائي للإقليم الذي ينتظر الحسم تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضح بلاني أن هذه الحقيقة لا يمكن أن يغيرها إنكار لإسبانيا، لأن ختم الشرعية يعود لمنظمة الأمم المتحدة ولها وحدها. والأخطر من ذلك – حسبه – أن إسبانيا لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل إنها تدوس على القانون الأوروبي الذي قضى بأن المملكة المغربية والصحراء الغربية هما منطقتان “منفصلتان ومتميزتان”، مما ينفي أي سيادة مغربية عليها، فكيف إذن يتم الحديث عن الحق في منح الحكم الذاتي لإقليم لا يمارس المغرب أية سيادة عليه؟
وتابع بلاني، إن هؤلاء المسؤولين الذين يؤكدون بسذاجة “أن هذا الموقف الذي اتخذته حكومة سانشيز ينبع أيضًا من رغبة إسبانيا في المساهمة في الاستقرار الإقليمي”، يجب تذكيرهم أن هذا الموقف، على العكس من ذلك، لن يعيق جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا فحسب، بل سيشجع المغرب أيضًا على مواصلة مغامرته التوسعية الخطيرة، وما ينجر عنها من مخاطر تصعيد وتفاقم التوتر في المنطقة، وستتحمل إسبانيا أيضا المسؤولية عن ذلك.