-->

كفاءات وطنية تعمل بصمت في خدمة المجتمع

 


حينما تغيرت القناعات و بات الربح السريع ديدن غالبية الاطر التي تربت في احضان الثورة، وتجرعت مرارة اللجوء، إنبرى البعض من ذوي الطينة الطيبة من الأطر الصحراوية الى التمسك بمبدأ خدمة الشعب كون رأس المال الذي لا يبور لبناء حلم المستقبل المتمثل في الدولة الصحراوية المستقلة هو الشعب والضامن للاستمرارية.
ومن هذه النماذج الحية التي نسلط الضوء عليها بالقطاع الصحي عرفانا لنا تقدمه لصالح المجتمع اخصائي طب الاطفال عبد الرحمن الميراس واخصائي طب الاسنان لحبيب لسياد، اللذان يعملان منذ عقود بصمت دون كلل او ملل، تغيرت المنظومة الصحية على مدار السنين وهم مستمرون لايعرفون التأخر أو الغياب عن خدمة المجتمع، عملهم الدؤوب مكن من احتفاظ المستشفى الجهوي لولاية السمارة بخدمات طب الأطفال وصحة الأسنان بشكل دائم بل اصبح محج المرضى من ولايات اخرى.
اصبح الانضباط لخدمة المجتمع جزء من عملهم اليومي، تتأخر الرواتب لشهور ويتظاهر الاطباء والممرضون ويهاجرون غضبا على ظروفهم الصحية الصعبة وعبث المسؤولين، ويبقى هؤلاء يستقبلون المرضى لله لا غير.
أطر تنكر لهم الجميع في الوقت الذي يسخرون أنفسهم لبناء الإنسان الصحراوي و التضحية من أجله بكل ما أوتوا من قوة و خبرة و جهد، يسهرون لننام و يتعبون لنستريح و يموتون ألف مرة من أجل أن نعيش كرماء دون تزلف أو حاجة لدعم الأجنبي.
هؤلاء الرجال ما يزالون يعيشون بيننا دون أن نعي أنهم متميزون .. لأن تواضعهم الجميل جعلهم يشبهوننا كثيرا في حركاتهم و سكونهم و كلامهم و حتى في ملامح و تقاسيم وجوههم.
أطر نتقاسم معهم كراسي الحافلات العمومية و يقفون معنا في طوابير الانتظار عند عتبة كل نقاط المراقبة الامنية في إنتظار سيارة محسن لتقلهم إلى أماكن عملهم في نفس المؤسسات التي نعمل بها .. يأكون ما نأكل و يشربون من نفس القدح الذي نشرب منه و قد يلقي بهم التعب الى المبيت في اقرب بيت دون تكبر أو فوقية.
هجر الجميع لغايات دونية و دنيوة، بينما تمسكوا هم بحبل سري ما يزال يربطهم بوثاق قوي مع جذور الام التي كلما تألمت، تألموا هم كذلك و إنتفضوا و لبسوا البياض لحمايتها و تقديم الترياق الشافي لها.
الكل يعرفهم حق المعرفة و لكن لا أحد يقدر و يحترم جهدهم، هم لا يطلبون التقدير المادي و المعنوي.. هم لا يتوددون .. لا يتملقون .. هم يتسمون بذرة كبرياء أكبر حجم بكثير من كلمات شكرنا و عبارات ثناءنا و شواهد العرفان و التكريمات الورقية المفرغة من قيمتها المعنوية ..
إلى نماذج أخرى وفي قطاعات عمل مختلفة يبقى للوطن رجاله والشعب اوفياؤه.

Contact Form

Name

Email *

Message *