-->

عملية نواكشوط .. الجزء الرابع

 


الجزء الرابع ....
بعد ما اتخذ الشهيد الولي قراراه، بتنفيذ خطة ب، وهي ان بعث احدى الفصائل او الفرق لضرب مواقع محددة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، على ان تعود في صباح اليوم الموالي والذي يصادف الثامن من يونيو/حزيران، ويكون اللقاء في اعظم ام التونسي بالقرب من الطريق الرابط بين نواكشوط واكجوجت.
استطرد المحفوظ قائلا: ان القوة الصحراوية او كتيبة نواكشوط التي كلفت بالعملية هي عبارة عن كتيبة خاصة كان قائد الكتيبة الحاج بداتي وتتكون من خمس فصائل وهي:
قائد الفصيلة الاولى: باب ولد لحبيب
قائد الفصيلة الثانية: سيداحمد ركيبي ولد لدور
قائد الفصيلة الثالثة اشريف ولد امديلش
قائد الفصيلة الرابعة حمادي فراجي(البايفو)
قائد الفصيلة الخامسة(مدفعية) الزين ولد باهيه وقد انضمت الينا قبل ذهابنا من وديان التوطرات.
الفرقة الاولى ذهبت مساء السابع من يونيو،
وتبعتها كما قلنا الفرقة الثانية التي غادرتنا صباح اليوم الموالي وهو الثامن من يونيو/ حزيران.
مع العلم ان هناك فرقة تم ارجاعها عند ابيرات اهل الحاج، من قياداتها مالعينين الزاوي، كما ذكرنا سابقا.
الفرقة الاولى بقيادة سيداحمد الركيبي ولد لدور وحمادي فراجي (البايفو) ومحمود ولد سيدي ولد محمود وتتكون من اربع او خمس سيارات.
كان من المقرر ان تنفذ هذه الفرقة مهمتها، بضرب مواقع محددة في نواكشوط، وتعود الينا في وقت أقصاه الثامنة صباحا من يوم الثامن من يونيو.
انقضى الوقت المحدد واصبحنا ننتظر اي خبر عن المجموعة، وعاش الجميع لحظات قاسية من الانتظار في ذلك الصباح الصيفي الساخن.
اجتمع الولي مجددا ببعض القيادات من اجل اتخاذ قرارا اخر مكملا للأول، وهو بعدما انتظر عودة الرفاق في الفرقة الاولى، ومضى الوقت المحدد كلف فرقة أخرى، بقيادة الحاج بدادي قائد الكتيبة وقائد فصيل سلاح الهاون 120 الزين ولد باهية وفرقته وآخرون، اعتقد انها مجموعة من السيارات لا تتجاوز الخمسة ايضا.
كان من المفترض أن تعود المجموعة الأولى الساعة الثامنة صباحا، وعلمنا بعد ذلك أن الفرقة لم تستطع تنفيذ العملية حتى التاسعة صباحا، والمجموعة الثانية كان من المفترض أن تضرب مجموعة من المواقع وتعود في صباح نفس اليوم، وهو الثامن من يونيو/حزيران لكنها لم تستطع تنفيذ العملية، سوى التاسعة ليلا، ولم تستستطع العودة الينا، لأن الطريق المعبد أصبح شبه ثكنة عسكرية من القوات الموريتانية، ممتدة على طول الطريق بين انواكشوط واكجوجت تقريبا، ولكي يصلوا الينا عليهم أن يتبعون الطريق حتى لا يضلوا، وكان ذلك مستحيلا في تلك الليلة.
علمنا بعد ذلك ان الفرقة الاولى، تبادلت إطلاق النار مع قوة موريتانية بضواحي نواكشوط، وفقدت سيارة تحمل سلاح بي ديس B10 واستشهد احد افراد طاقمها، اعتقد انه كان أول شهيد في المعركة، لا أدري هل هو الرامي، او السائق لكن المؤكد انه استشهد أحدهم وأسر الاخر.
كنا مرابطين في نفس المكان، بالقرب من اكراير ام التونسي، نحاول تعطيل تقدم القوات الموريتانية القادمة من اكجوجت، ومن الجنوب من انواكشوط بالايضافة إلى اننا اصبحنا تحت مراقبة الطائرات ايضا، لكننا عازمين على تنفيذ المهمة، حتى نتأكد من أن الفرقتين نفذتا مهامهم، وعادتا ادراجهما خارج نواكشوط على الاقل.
واكد احمد بنجارة من جانبه قائلا: في ذلك المساء، وهو مساء الثامن من يونيو، وبينما كنا نتبادل النار مع مفرزة موريتانية، مر علينا الولي وهو يتفقد المجموعات وسأله احمد سلامه عن اخبار الفرقتين التي ذهبتا إلى انواكشوط، وهل نفذت مهامها، فرد قائلا رحمه الله: نعم تم ضرب انواكشوط، لكن قالوا في بلاغ كاذب انهم قتلوني انا.
وهو رحمة الله عليه كان سيستشهد في اليوم الموالي، وهو التاسع من يونيو.
في نفس الليلة، وفي ساعة متأخرة تجاوزت الثانية عشر ونصف ليلا، ولم تصل اي من الفرق، امر الولي بالتحرك للانسحاب من ام التونسي باتجاه بنشاب، استمر المسير طوال ساعات الليل.
كانت القوات الموريتانية تراقب تحركاتنا، وتتبعنا في نفس الاتجاه، عند ساعات الفجر الاولى، وبعد ظهور ضوء النهار، لاحظنا ان الطائرات الاستطلاعية ترافقنا، وتعطي الأوامر والاحداثيات للقوات الموريتانية من خلفنا.

..... يتبع ....
تحقيق بلاهي ولد عثمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *