رئيس حكومة القذافي: الحسن الثاني أكد لي أن الصحراء ليست مغربية (فيديو)
فضح عبدالسلام جلود رئيس وزراء ليبيا الأسبق والذي كان الذراع الأيمن للراحل معمر القذافي، رواية النظام المغربي حول استعمار الصحراء الغربية مؤكدا أن الملك الراحل الحسن الثاني، أخبره أن الصحراء ليست مغربية.
وقال جلود في حوار أجرته معه قناة “فرانس24″، للحديث حول مذكراته التي أصدرها مؤخرا، أنه حينما تم الإعلان عن تأسيس جبهة البوليساريو في 1972 بحضور الرئيس الجزائري هواري بومدين: “ذهبت إلى المغرب لمقابلة الحسن الثاني ودعوته لدعم البوليساريو لتحقيق استقلال الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني، ولكن الحسن الثاني قال لي أنا أعيش في حقل من الألغام في بلدي وعندي من المشاكل ما يكفيني والصحراء الغربية لا تعنيني وهي ليست مغربية حتى ادافع عنها”٠
هذه هي العلاقة التاريخية بين إسبانيا والصحراء الغربية
بعد أن فاجأ رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز الإسبان قبل غيرهم، بتغيّر موقفه المفاجئ إزاء قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. نشرت مؤسسة التلفزيون والإذاعة الحكومية في إسبانيا مقالا تفسيريا حول تاريخ القضية الصحراوية منذ فترة الاحتلال الإسباني، وإلى غاية تاريخ رسالة سانتشيز المثيرة للجدل إلى الملك المغربي.
يقول التلفزيون الحكومي الإسباني في مقال نشر على موقعه الإلكتروني يوم 18 مارس 2022 إنّ الصحراء الغربية كانت مستعمرة إسبانية سابقة حتى العام 1976. ومنذ ذلك الحين أصبحت موضع نزاع إقليمي بين المغرب، الذي ضمّ الإقليم في عام 1975 باعتباره أرضًا خاصة به، وجبهة البوليساريو التي تطالب بوضع الاستقلال.
لكن قرار الأمم المتحدة رقم 690 الصادر في 29 أفريل 1991، يعترف بحقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وقد حدّدت الخطة الأممية فترة انتقالية يتعيّن على سكان الصحراء الغربية خلالها الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج مع المغرب عبر استفتاء شعبي ديمقراطي لتقرير المصير.
المستعمرة الأكبر في العالم والوحيدة في إفريقيا
والصحراء الغربية هي بالنسبة للأمم المتحدة واحدة من 17 منطقة لا تزال في وضعية استعمار. وهي الأكبر في العالم والوحيدة في إفريقيا.
هذه المنطقة غنية بالثروة السمكية والفوسفات، وهي تقع غربي الصحراء الكبرى وتبلغ مساحتها 270 ألف كيلومتر مربع. تحدّها من الشمال المغرب، ومن الشرق الجزائر، ومن الجنوب والجنوب الشرقي موريتانيا.
احتلتها إسبانيا في عام 1884 بعد مؤتمر برلين الذي قسّمت فيه القوى الأوروبية إفريقيا. وبعد خمسة عقود، اعتبرتها إسبانيا مقاطعة تابعة لأراضيها وأطلقت عليها تسمية “الصحراء الإسبانية”. حتى عام 1965 عندما طلبت الأمم المتحدة إنهاء استعمار الإقليم.
في تلك الفترة، كانت المملكة المغربية التي حصلت على استقلالها في العام 1959، قد طالبت بالفعل بضمّ الصحراء الغربية إلى أراضيها، وهو ما فعلته موريتانيا أيضًا. في الوقت نفسه، نشأت حركة البوليساريو لتطالب باستقلال الصحراء الغربية.
الخيانة الإسبانية الأولى..
في عام 1975، قبل ستة أيام من وفاة الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو. وقّعت إسبانيا ما يسمى باتفاقيات مدريد التي تنازلت بموجبها عن إدارة المستعمرة، للمغرب وموريتانيا. وتوقفت عن الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه مستعمرتها السابقة.
في 26 فبراير 1976، غادرت إسبانيا الصحراء، ثم انسحبت موريتانيا بعد فترة وجيزة. ليحتلّ المغرب معظم الأراضي الصحراوية، بعد أن كان قد أرسل قبل سنة من ذلك، 350 ألف مغربي في ما يسمى بالمسيرة الخضراء.
ومع تأييد القانون الدولي لمطالبها، أعلنت جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية في 27 فيفري 1976. ثم اندلع نزاع مسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو وانتهى بوقف إطلاق النار بعد 16 عامًا.
اعتبرت الأمم المتحدة اتفاقيات مدريد لاغية وباطلة ، لأن إسبانيا لم تستطع نقل السيادة بحكم الأمر الواقع إلى المغرب وموريتانيا. ولهذا السبب واصلت الأمم المتحدة اعتبار إسبانيا الدولة القائمة بالإدارة في الصحراء الغربية. على الرغم من أن المغرب يحتلّ الصحراء الغربية على أرض الواقع.
تأجيل مستمرّ لاستفتاء تقرير المصير
في 6 سبتمبر 1991، دخل وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو حيز التنفيذ. وكان من المقرر أن ينتهي بإجراء استفتاء لتقرير المصير.
حدّدت من أجل ذلك فترة انتقالية يتعيّن على سكان الصحراء الغربية في خلالها الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج مع المغرب.
وفي عام 1999، قدّمت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) قائمة تضمّ 86.425 شخصًا لهم حق التصويت في استفتاء تقرير المصير. لكن المغرب اعتبر أن العدد غير كافٍ، وزعم بأن العدد الحقيقي للناخبين ينبغي أن يكون 240 ألف ناخب.
الخيانة الإسبانية الثانية..
في العام 2007، قدّم المغرب مقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية إلى الأمم المتحدة. ووفقًا لهذه الخطة المغربية، التي أيّدها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم الجمعة. سيكون للصحراء الغربية هيئاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية المستقلة، مع استمرار ارتباطها سياسيا بالمملكة المغربية.
وإذا تمّ المضيّ قدمًا في مقترح الحكم الذاتي، فسوف يتخلى المغرب عن سلطات التنمية الاقتصادية والبنية التحتية والثقافية والاجتماعية في الصحراء الغربية. لكنّه سيحتفظ بالمسائل الرئيسية والاستراتيجية مثل الدفاع والعلاقات الخارجية، حيث سسيظل ملك المغرب مهيمنا عليها. لتختفي بذلك أي إمكانية لاستقلال الصحراء الغربية، يقول التلفزيون الإسباني.
المصدر: الشروق