قائد الجيش الصهيوني في المغرب… محاولة لاستفزاز الجزائر
تثير زيارة رئيس الأركان الصهيوني إلى المغرب التساؤل بشأن هدف دولة الاحتلال من التمدّد في العمق المغربي، وفتح أبواب الشراكة كافةً، في وقت زعمت هيئة البث العبرية الرسمية “كان”، أن “افيف كوخافي، تناول مع مسؤولين أمنيين مغاربة مسائل أمنية ثنائية، علاوة على موضوع التحالف الإقليمي لتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
ويقول الخبير الأمني ومدير موقع “مينا ديفونس” المتخصص في شؤون التسليح، أكرم خريف لـ”الشروق”، عن الزيارة “الهدف الذي تريده المغرب من استضافة كوخافي هو استفزاز الجزائر والاستقواء بعدوها التقليدي”، ويتابع “كانت الخطة المعدة من المغرب لإحداث التقارب مع دولة الاحتلال الترويج لفكرة التقارب مع المكون اليهودي ذي الأصول المغربية، ليتم لاحقا تطبيع العلاقات بين الجانبين، ودحرجة فكرة المكون اليهودي المغربي”.
معهد إسرائيلي: الجزائر تشكل مانعا من تعميق تغلغلنا في المنطقة
وعن التعاون العسكري واعتماد الرباط على تل أبيب كما تسوقه الصحافة العبرية، يقول خريف “المعلوم أن عقود التسليح التي تبرمها دولة الاحتلال تظل سرية للغاية، ولا توجد تأكيدات من مصادر مستقلة تثبت وجود صفقات سلاح كبيرة بين الجانبين، والمؤكد كذلك حتى ولو تم التسليم بوجود هذه الصفقات حقا، فإن موازين القوى بين الجيش الجزائري والمغربي غير متكافئة بل لا مجال للمقارنة بين قدرات الجيشين أصلا”.
وفي تقرير لقناة الميادين، تحت عنوان “إسرائيل تحاول الاقتراب من حدود الجزائر”، قالت فيه “دوافع التقارب بين إسرائيل والمغرب لا تقتصر على الأخير، فالأمر مرتبط أيضا بالجزائر، التي تعدّها إسرائيل خطرا على أمنها القومي”، وذكرت كذلك أن “الحكومة الإسرائيلية عبّرت عبر وسطاء أميركيين، عن قلقها الشديد من تزايد قوة البحرية الجزائرية، التي باتت تشكّل خطرا على إسرائيل، وخصوصا مع تمسك الجزائر بالموقف المعادي لإسرائيل، التي تحتاج إلى ضمان أمن تجارتها البحرية”.
أكرم خريف: القوة العسكرية بين الجزائر والمغرب غير متكافئة
ويمرّ ما بين 60% و70% من إجمالي التجارة الخارجية “الإسرائيلية”، والمقدَّرة قيمتها بنحو 80 مليار دولار، عبر مضيق جبل طارق وممرات بحرية، لا تبعد عن بعض القواعد البحرية الجزائرية سوى نحو 100 ميل بحري.
وصدرت، في الآونة الأخيرة، عدة دراسات عن المؤسسات “الإسرائيلية”، وخصوصا “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” (INSS) وغيره، تشير إلى متابعة حثيثة لما يجري في المغرب العربي، من أجل مراقبة الجزائر، إذ يعدّها الإسرائيليون الدولةَ المحورية في المغرب العربي، وهي، في تراثها الثوري، تشكل مانعا من تعميق التغلغل الإسرائيلي في تلك المنطقة.
وأعرب رئيس حكومة الاحتلال، يائير لابيد، الذي كان وزيرا للخارجية الصهيونية سابقا، عن “هواجس من الدور الذي تؤديه الجزائر في المنطقة، وتقاربها مع إيران، والحملة التي قادتها ضد قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي”.
ورغم سعي المخزن الحثيث لتوسيع دائرة التطبيع مع الصهاينة، فقد نفذ نشطاء ومواطنون وقفة احتجاجية أمام البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، مرددين شعارات تستنكر زيارة كوخافي إلى الرباط، معتبرين أن حلوله بأرض المملكة “جريمة تطبيعية جديدة ضد الشعب المغربي والفلسطيني وشعوب الأمة”.
من جانبها، قالت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن زيارة كوخافي هي “مواصلة ربط المغرب/الدولة بالكيان الصهيوني الإجرامي والسعي للتنزيل الممنهج لصهينة الوطن”.
وأكدت المجموعة في بيان تحوز “الشروق” نسخة منه أن “استقبال رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني أفيف كوخافي في أول سابقة معلنة ورسمية من نوعها في تاريخ مهازل التطبيع في الأمة هو بكل مقاييس الذاكرة والهوية والحضارة والموقع والموقف المغربي، ويوم عار وخزي ونكبة تسجل بمداد الإهانة لتاريخ المغرب والخذلان لمواقف الشعب المغربي قديما وحديثا، عبر استضافة أكبر عنوان حاليا للإرهاب والإجرام الصهيوني: رئيس أركان جيش الحرب”.
المصدر: الشروق اونلاين