-->

ماكرون يومين من السير وسط حقل الغام!!

 


الكاتب أزعور إبراهيم
يشعر النظام المغربي بالخوف، وعليه أن يخاف فعلا؛ لأن فرنسا سلمت - أخيرا- بحقيقة تحرر الجزائر من دائرة نفوذها، والرئيس الفرنسي (ماكرون)، سيكون في الجزائر، بعد خمسة أيام، لمدة يومين، و يتعين عليه أن يأتي معه بفاتورة تحسين العلاقات مع الجزائر، وأن يكون أكثر شجاعة في نقاش ملفات بعضها داخلي، وبعضها خارجي، تنتظر الجزائر استجابة فرنسية، ملموسة بشأنها.
في عمق المواضيع التي ينتظر أن تناقش، تأتي قضية الصحراء الغربية، وتأمل الجزائر في أن تتمكن من دحرجة الموقف الفرنسي التاريخي، الموالي للمغرب، لصالح تطبيق قرارات الشرعية الدولية، على الاقل.
وبالنظر إلى أهمية المكانة الرفيعة التي أصبحت تتمتع بها الجزائر، ودورها في تحريك خيوط الوضع الإقليمي حولها؛ لم يعد المغرب يعني شيئا،بالنسبة لفرنسا، لذلك، لم تعد ملزمة بمنع انهياره سياسيا و ماليا واجتماعيا، و ليست لها القدرة على فعل ذلك.
ولأنه قضية الصحراء الغربية، طالت أكثر مما هو متخيل،أصبحت فرنسا تشكك في جدوى وقوفها إلى جانب الطرف الظالم، وهي بصدد تصحيح هذا الخطأ الذي كفها فقدان نصيب من فرص الإستثمار في الجزائر، وتحرك الأرض من تحت أقدامها في دول الساحل الإفريقي التي لها حدود مع هذا البلد الكبير في كل شيء.

وإذا حركت فرنسا، الراغبة في أن يشق أنبوب الغاز الجزائري الأوروبي أراضيها، المبعوث (دي مستورا) في المنطقة، فهذا يعني بأنها بصدد تبني موقف جديد لصالح قضية الصحراء الغربية، و بدون شك سيغضب الملك المتواجد في باريس، منذ ستة أشهر، وهو يعرض على (ماكرون) تسليمه مفاتيح المغرب، مقابل الحفاظ على دعم كامل لصالح الرباط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تكسر فيها فرنسا، القوالب التقليدية، بل أن الرئيس (شارل ديغول)، فعلها عام 1966، عندما كان البادي في تحسين علاقات فرنسا بالسوفيات عام 1963 وألمانيا، التي كانت تحتل بلاده، في عام 1962، من أجل تطور فرنسا اقتصاديا، و عسكريا.

Contact Form

Name

Email *

Message *