-->

من الذاكرة الشفهية ... اطلالة على تاريخ الشعب الصحراوي


من ذاكرة الاباء : الام المرحومة أخيارهم منت لمام ولد أ با الشيخ ولد مولود
من مقابلة مع الام المرحومة أخيارهم منت لمام ولد أ با الشيخ ولد مولود .
تقول ( لقد ازدادت عام ( أم الد ﯖن أوالربيعة الزينة ) ولم تعرف التاريخ بالأرقام ، لكن حسب ما يعتقد أنه سنة 1927م على وجه التقريب في منطقة ( لمريرة ) بالقرب من ﯖلب لحمارفي ( زمور ) ، حسب بعض المعلومات عن تاريخ الربيعة الزينة .
ــ نشأت أخيا رهم لمام بين أحضان أبويها مع إخوتها ، في عائلة متدينة كالعائلات الصحراوية الأخرى من أبناء وطنها ، ومن أكثرالمناطق التي عاشت فيها العائلة هي : منطقة واد الساقية الحمراء ، حيث ولدت في منطقة زمور, وهي المنطقة التي سكنتها بكثرة , لأنها صالحة وملائمة للسكن من حيث : الماء والأشجاروالأعشاب الكثيرة , التي تنمو فيها المواشي , بالإضافة إلى مناخها الجيد على الدوام .
لقدعاشت أخيارهم في وسط اجتماعي , يطبعه الدين والأخلاق ، والقيم والعادات الكريمة التي تميزبها المجتمع الصحراوي منذ القدم ، وقد تأثرت بتلك التربية الحسنة , التي ورثتها عن المجتمع الصحراوي , فكبرت وترعرعت في وسط اجتماعي تربت فيه على الفضيلة والأخلاق الكريمة : من دين وآداب وطبائع حسنة , تعلمتها على الأسس الدينية الصحيحة : كالقراءة والصلاة فحفظت ربع القرآن الكريم ، في سن الطفولة وكانت تتعلم وتعمل في آن واحد ، لمساعدة أبويها وبمعية إخوتها وعلى غرارأبناء وبنات وطنها ، اللواتي كن يعملن ويتعلمن رغم حياة البدو والترحال التي كانت يطبعها التنقل لتربية المواشي من منطقة إلى أخرى في عرض الصحراء الغربية ، بحثاعن الأمطاروالماء والكلأ . غيرأن ذلك لم يكن عائقا في تربية النشء ، لدى المجتمع الصحراوي الذي يكرم أهل العمل ويجسد مكارم الأخلاق في الاجيال الصاعدة , وذلك ما تعهدت عليه وعبرت عنه الأم الكريمة ، في تربيتها ودينها منذ عمرالطفولة. وفي ذلك الوقت ومع تقدم العمروالعقل ، تعلمت أخيارهم من الأدب والشعرالحساني إلى جانب التعلم الديني , ما أهلها إلى اكتساب المعرفة من الآباء والأجداد التي نشأت وتربت وعاشت في أوساطهم أثناء مرحلة الطفولة وحتى مرحلة الشباب والكهولة ، وهذا هو دأب النشء الصحراوي الصالح . وفي ذلك الوقت , الذي عرف بالبساطة والخلو من التعقد والمظاهرالفاسدة .
كما تصفه الأخت الفاضلة آنذاك خلال المراحل التي عاشت فيها ، كانت كل مظاهرالحياة تتميز بالأ خلاق الكريمة عموما .
تقول الام (لقد كانت المناطق الصالحة للزراعة في الصحراء الغربية كثيرة ، ولها منتوجات زراعية وفوائدها وفيرة ونذكرمن بينها : الرياظ في واد الساقية ، منطقة إيزيك ، أم أبدوز، أم الشـﯖاﯖ ، لرماث ، ثم حقول إ يمريكلي و تيغزرت , تينيـﯖير بالقرب من الد اخلة ، وكل هذه المناطق كانت زراعية وأهم منتوجا تها :
ــ الشعيروالقمح والذرة ثم بعض الخضر، وهي منتوجات تساعد في التغذية , حسب خصوبة الأرض ووفرة الأمطار، و لما تكن ( الصابة ) جيدة تجمع منتوجاتها , ثم يخزن الزائد منها في المرس الذي يحضربجا نب الحقل ، لتخزين الحبوب ولحفظها من التلف حتى وقت الحاجة .
وبطريقة التخزين هذه تبقى الحبوب مصانة ، وقابلة للا ستعما ل لوقت طويل في با طن الأرض .
ولابد أن تبقى المطا ميرمحروسة حتى وقت معين ، ومن بين الغلات والبذورالتي تخزن على الدوام حتى أوقات الأمطار، لتبدأ الزراعة بواسطة : المحراث والخيل والإبل ثم البغال والحمير , وعند ما تنبت الزراعة تحرس حتى يتم الحصاد في آخرالسنة ، وهكذا د واليك في كل عام تأتي الأمطار بوفرة كبيرة وتنبت الأرض بغلات كثيرة تفيد المجتمع في معيشته ، والزراعة لدى المجتمع الصحراوي من أسباب وفرة العيش والغنى والرخاء الاجتماعي في أرض الوطن .
*ــ أما في حالة قلة المطرأوقلة البذوروالاحتياج للتغذية والوسائل الزراعية والبضاعة , فإن الصحراويين الرحل عند الضرورة , يبعثون إلى الأسواق بالقوافل والأجلاب : كالإبل والغنم والصوف والجلود وكل ما يمكن بيعه من الوسائل , ثم تباع بالنقود لتشترى منها الوسائل والتغذية وحتى البذور، مع كل ما يمكن من توفيرالاحتياجات التي تأتي بها (القافلة أوالرفڭة) ، وقد تأتي بالوسائل والاحتياجات للمواطنين عامة ولأهلها خاصة ، كالعائلات التي أرسلتها للشراء من الأسواق ، وبذ لك تتوفر التغذية والوسائل عند العائلات ، وكل السكان الذ ين تجمعهم روابط التعاون والمحبة والأخوة ، والتي هي روابط متأصلة في المجتمع الصحراوي منذ زمن بعيد ، ولا زالت قائمة ــ ولله الحمد ــ في مجتمعنا الصحراوي الأصيل .
*ــ وقد تطرقت الأم إلى جوانب النشاط والتسلية خلال مراحل الطفولة وحتى للكبار، وما كان يقوم به المجتمع من العاب ونشاط لكل جنس على حدة ، ونوعية هذه الألعاب كالعاب مشتركة بين الشعب الكباروالصغارأوالعاب فئة معينة في حد ذاتها سواء كانوا ذ كورا أوإناثا ، بمعنى أن لكل شريحة العاب خاصة زيادة على الا لعاب المشتركة العامة .
لقد كانت عند نا الأ لعاب التقليدية المشتركة وغيرالمشتركة للعامة , والغرض منها التسلية والنشاط فالذكورلهم العاب معينة مثل :
ــ ( العاب : هيب ، د بلي ، آرذ وخ ، قا ش ، أم الطالبات ، أصويدح بران ظامة ، أخميسة ، أكبيبة ...) .
ــ أما البنات فلهن : ( العاب : الأوزار، لعبة تغنجة ، ريرح ، وأنواع من الرقص بالحنة والملابس ووسائل الزينة ... ) ، وكانت أصناف الأ لعا ب المشتركة من بينها كذ لك :
ــ ( السيـﯖ ، الرقص، الطبل , أمد يفينة , السباق، أكرور، خيل أمبية ، نيروبة ... ) وكلها العا ب تسلية بين الأطفال و حتى الكبارفيما يعني : ( ظامة والسيـﯖ وتقنجة والسباق على الخيل والإبل ... ) وكانت الالعاب ووسائل الزينة مدعمة بالصناعة التقليدية المحلية لأنها كوسائل لتأدية النشاطات المختلفة ، مع إبرازالزينة والجال في كل من تلك الجوانب التنشيطية .
*ـ التجارة والمشتريات الأخرى : فمن عدة أسواق محد د ة كان المواطن يذهب إليها للبيع والشراء وللحصول على الوسائل في داخل أرض الوطن ، كما توجد أسواق على الحدود مع الجيران تؤدي نفس الغرض ، وقد كانت ( الرفـﯖة ) ترسل نحو المد ن في الداخل وإلى الد ول المجاورة للبيع والشراء ولسد الاحتياج ، فالمجتمع الصحراوي توجد بالقرب من حدود أرضه أسواقا رسمية ومعروفة مثل : (سوق لمعيليل ، سوق لـﯖصا بي ، سوق سيد الغازي ، سوق سيد أمحمد بنعمر...) وهذه الأ سواق تعتبرمفيدة في التبادل التجاري ، من خلال بيع أشياء وشراء أخرى ، كالبضاعة وكل السلع التي من الممكن تسويقها .
وتقع الأسواق المذكورة في جنوب المغرب ، كما يوجد سوق ( المـﯖار ) في تندوف بالجزائرالشقيقة سنويا ، و توجد أسواق في موريتا نيا وأخرى في الصحراء ، إلى جانب ( المدن والقرى ) وهي قرى في الصحراء أصبحت منذ الخمسينيات آهلة بالسكان ، وتتوفر فيها التجارة بكثرة وملائمة للسكان مثل :
أجديرية ، آغوينيت ، الدورة ... ومن كل هذه الجهات ، كانت القوافل تأتينا بالوسائل والمواد الغذائية التي نحن في حاجة إليها في كل مدة ، إلى جانب الوسائل التي تدعم الانتاج الوطني والاستهلاك ، في أوقات الاحتياج لدى المجتمع الصحراوي ، الذي كان يعتمد على قدراته الخاصة كالاقتصاد الاكتفاء الذاتي .
*ــ ومن بين وسائل المواصلات والإتصال : الجمال والخيل والبغال ثم الحمير، التي تستعمل في : الحمل والركوب والنقل ، و(البواها ) الذين يبحثون عن أماكن : المطروالكلأ والمراعي والمياه ، ومثلهم الخطاروذ وي الحاجات والزيارات ، الذين يتناقلون الأخبارإلى العائلات في الصحراء بعيدا عن المد ن . فالأخبارلكل الناس تأتي عن طريق ( الخطار) ، والخطارهم أناس يستعملون الجمال ، في السفركوسيلة للركوب بحثاعن أغراض مختلفة من بينها : ضالة الإبل والتجارة ثم الد يون والودائع وأماكن نزول الأمطاروالزيارات والتنقلات وإيصال الآمانات والودائع إلى أهلها...فالخطارهم وسيلة الإتصال المفيدة. لنقل الأخبار بين الناس في ذلك الوقت ولأنهم يجوبون مختلف الجهات ، ويتناقلون الأخبارحتى تصل لمعظم الناس أومن لديهم غرض فيها ، وقد تأتي الأخبار تلقائية من المارة بأسباب وبد ونها ، وتأتي في كل وقت من خلال الرسائل و( المارة) ، ونعني بالمارة الناس المتجولة في كل مكان وزمان بد ون حدود .
أما عن أنواع ومضامين الأخبارفلا ضابط لها ، فقد تأتي سارة وتأتي غيرذلك ، وأغراضها متعد دة كثيرة
ولاسبب معروف عن حركتها ، لكن العلاقات الاجتماعية هي وليدة تلك الحركة الدؤوبة ، التي لاحدود لها في زمان ولامكان معين ، وقد يتناقل الخطارالرسائل بين الناس كذلك ، وهي من وسائل الإ تصال المفيدة .
*ــ وعن التعاون بين المجتمع الصحراوي آنذاك ، كان يتجسد في مختلف الجوانب فيما بيننا وفي أمور عدة مثل : لمنيحة ، إصلاح المياه ، الرحيل ، التويزة ، الحرث والقوافل التي تسافر نحوالاسواق وفي كل الأوقات وخاصة أوقات الاحتياجات ، فلا يخلو جانب في المجتمع من التعاون البناء بين المواطنين .
وفي إطار مساعدة الضعيف والمريض والمحتاج بكل ما هو ممكن ، دأب المجتمع على التعاون وعلى الإصلاح وحل النزاعات والخصومات ، التي تطرأ بين الناس ، ثم التأ مين والدفاع عن الوطن .
وقد كانت كل هذه الجوا نب , مدعاة للوحدة والتعاون والرحمة ، بين كافة شرائح المجتمع الصحراوي .
بالنسبة للاأمراض والطب : ومما نعالج به الأمراض هوالطب التقليدي المستعمل للأمراض في المجتمع الصحراوي ، وهي الأدوية التي نعالج بها الأمراض المختلفة , عند ما تطرأ من وقت لآخروتوجد في: الأشجاروالأعشاب ، بالإضافة إلى الحجامة والكية والتدهين ... وهي من بين الأدوية التي نعالج بها ، مالم تكن أ مراضا مستعصية أوخطيرة , عند ها لابد من فحص الطبيب وتشخيص المرض ، وبعد ذلك تأتي مرحلة الطب الحديث أوالتقليدي ، أوكليهما في مثل أمراض البرد والمعدة... وما يشبه ذلك من الأمراض .
وعن طرق العلاج فإنها تختلف بين الناس ونذكرالبعض منها على سبيل المثال وليس للحصر :
ــ ( العلك ) : ويستعمل لأمراض ( إيـﯖندي ) ، وذلك لما تحدث أمراض بأسباب المرارة أو الأملاح أو روائح كريهة ضارة , يستعمل العلك مع السكر لتلك الأمراض , فإنه نافع من الأمراض التي سببها التسمم الغذائي أوالمرارة أوالتخمرأوالروائح الغازية السامة ... وكل من الأمراض التي نعالجها بالأدوية التقليدية .
ــ ( الشم ) : ويصنع من السكر و( تيدكت ) يد ق حتى يصيرغبرة , ويستنشق مع الأنف فإنه دواء نافع من الأمراض التي سببها الروئح الكريهة وينشط حاسة البصر، كما يخفف من أوجاع الرأس والبعض من آلام إ يڭندي ، فيمكن أن تزول باستعمال العلك الكثيرمن الأ مراض المؤلمة والخطيرة .
ــ وهناك ( الحجامة ) : وذلك عند ما تكون أمراضا ( كالتورم ) أو وجع بدون تورم ,فإن الحجامة تكون
نا فعة منها ، وللحجامة أوقات وطرق ومواقع على الجسم , وخبراء يعالجون بها كل ما دعت الضرورة لذلك , فيباشرو ن العلاج بعد معرفة أ نواع المرض المعني بالعلاج ، وقد تم التوصل إلى علاج الكثيرمن الأ مراض بالطب التقليدي المفيد ، في العلاج ولا يكلف نفقات كبيرة .
ــ ( الكية ) : وهي تنفع في أمراض الرأس وحتى الأعضاء ، ويقا ل أن الكية والحجامة نافعتان من التورمات ( السرطانية ) إذا كانت في ظاهرالجسم ، أما إذا كانت الأمراض في الأعضاء الداخلية ، فمن الأحسن للا مراض الداخلية الأدوية التي تستعمل مع الفم ثم الطب الحديث . وتوجد أدوية أخرى بالتدهين والد لك أوالمسد لمرض الأعضاء , وهي تنفع من أمراض : ( السوار ﯖ ) ووجع الأعضاء والمفاصل وأوجاع البرد والتقطعات التي تطرأعلى الجسم , من جراء الأحمال الثقيلة والأعمال الصعبة ، وبالأدوية التقليدية أوالطب التقليدي , كان المجتمع يتداوى تقليديا : بلحم الإبل وبشحمها وحتى بمرقها وبجلودها، فتشوى في النارثم تؤكل ، ( آوتي) وينفع من أمراض (بوصفير) أوالتهاب الكبد والمعدة كذلك ، ويتداوى الصحراويون الأوائل بشوى اللحم على الناروأكله جافا في بعض الأوقات وبطرق معروفة .
ويتم الدواء أيضا من خلال : ( لـﯕلية ) أوالشعيريسخن على الجمرويأكله المريض للعلاج به من أمراض المعدة فإن ذلك نافع منها ، إن لم تكن الأمراض قوية ، فإذا كانت قوية لابد من الطب الحد يث والفحوص الطبية لتشخيص المرض ، إلا إذا كان المرض معروفا من قبل فلا بأس بعلاجه قبل الفحص .
ــ وفي مجال الكسوريقام بربط الكسرمن خلال ( أجبيرة ) , ثم التدهين بالد سم والود ك وهو شحم الإبل الطائب أوالمحمص على الجمروالمفيد للعلاج , ولكل فئات المجتمع سواء كانت شبابا أ وشيبا تتداوى به .
*ــ وخلال مرحلة ما قبل الاستعمار, كان الشباب الصحراوي يعمل كثيرا , ويتعلم من الكبارفي مختلف مجالات الحياة , ويشارك في الأفراح بنشاط كبيرمن : العاب وسباق على الإبل والخيل ووسائل الطرب مثل الرقص , ويحضرما يلزم لذلك من ملابس ووسائل الزينة , بغية الأفراح والتسابق من أجل الفوز والنشاط في الأسروالإحتفالات من خلال :
ــ ( آبراز ) وما يستلزم من حركات وأهازيج وعادات وتقاليد وطنية , ذات البعد الثقافي والاجتماعي الصحراوي ، كما كان الشباب الصحراوي يقوم بالأعمال مع والديه وذويه , ويساعد هم في المهام وكل متطلبات الحياة اليومية ، فالذكورمن الشباب يدخلون الحرب مع الرجال الكبار، والإناث يقمن بالأعمال في المنزل , ويساعد ن الأمهات في كل المهام التي تقوم بها المرأة , في المجتمع الصحراوي .
كما أن المرأة تحضر الوسائل والزاد للرجال في أوقات الحرب , وتتولى حفظ الأطفال والمنازل والمال بعد الرجال في غيا بهم . وفي أوقات الحرب تتولى كذلك المرأة العمل في الخلف. وفي أوقات السلم في غياب الرجال في المهام البعيدة تتكلف المرأة بالعمل حتى يرجعوا من غيابهم , أويرجع البعض منهم فيتولون كفالة النساء , وعند ذلك يقتصرعمل المرأة على بيتها والمهام الداخلية المعنية بها .
*ــ أما عن الشباب في مرحلة الثورة فقد أبلوا بلاء حسنا ، في مرحلة النضال , ود خلوا الحرب إلى جانب آبائهم , حيث صعد وا الجبال وقاتلوا العدو , فلم يتأخرالشباب الصحراوي كغيره من الرجال بإ يمان وعزم قويين في الحرب , فتحملوا المسؤوليات والمهام الصعبة , وكان الشباب سباقا إلى مواقع النضال والاستشهاد والقتال إلى جانب الرجال ، وكان جيل الثورة من أعظم الأجيال الصحراية في التضحيات ، بل هوأ قوى شوكة وبأسا على العدو, سواء كان ذلك في ساحات القتال , أوفي مواقع النضال الأخرى أين ما وجد ت وكيف ما كانت صعوبتها ، فإن الشباب ظل يواجه الصعاب بتضحيات عالية وعزم لا يلين .
ــ أما الإناث من الشباب : فقد ناضلن وعملن بجد وثبا ت , إلى جانب كل من أمها تهن وإخوانهن من الشباب في أعمال الثورة منذ 1975م حتى لقد كانت المرأة الصحراوية سباقة إلى ميدان النضال والعمل في القواعد الشعبية للثورة ، عملت وربت وغذت وعالجت وتحملت معظم الأعمال , في القاعدة مساندة ومؤازرة لأخيها المقاتل في التضحيات والعطاء في مامضى من مراحل الثورة الصحراوية المظفرة .
إن ما تساند المرأة به رفيقها على قمم الجبال منذ أربع عقود خلت ، فكانت المعلمة وهي الطبيبة والمربية والعاملة في القواعد الخلفية للثورة. الصحراوية ، ولم يؤثرتعليم الشباب الصحراوي في الخارج على الثقافة الوطنية , بل تنورت بالعلم والمعرفة حتى أصبحت ثورة قادرة ومتكاملة . وقد جسد ها الشعب الصحراوي في شعار: ( تربية الأطفال على نهج الأبطال ) , ذلك الشعارالذي جاء ت به الثورة , وجسد ه الشعب عمليا في الممارسة الفعلية ، رغم ظروف الحرب القاسية , فإن الثورة الصحراوية كانت ثورة تحرير وبناء وثقافة. وكل ذلك في آن واحد ، فلم تترك الثورة الصحراوية جانبا ولا فنا من الفنون , إلا وعملت عليه وأمرت بتبنيه أوالقيام به ، وهذا ما عبرت وأشارت عليه السيدة أخيارهم في الـﯖاف الآتي :
ذوك أبنا ي الصحراويين *** أﯖرا و أو نجحوأ وتفـــنٌ
حتى زاد المقاتلين *** هد فهم عن ما عـــــنٌ .
وهذا دليل على أن الصحراويين علموا أبناءهم مع الحرب ، وقد تم ذلك في ظروف الحرب بنجاح ، وأن المقاتلين حققوا أهدافهم في الحرب ولم يرجعوا عن تلك الأهداف ، على الرغم من الانشغال بالحرب فقد ركزوا على ما ينبغي القيام به من : التكوين والتعليم والتربية في أوساط المجتمع , وكان ذلك في ظروف الحرب واللجوء عن أرض الوطن
رحم الله الام أخيارهم منت لمام ولد أبا الشيخ .
ـ رحم الله كاتب اسطر هذه المقابلة الذي واكبنني في حفظ الموروث والتراث الشفهي للشعب الصحراوي الحسين امبارك لحبيبب
ـ أجراء المقابلة االمرحوم الحسين امبارك لحبيب.

ـ الاشراف العام الاستاذ محمد عالي لمن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *