-->

كيف اخترقت المخابرات المغربية المؤسسة البرلمانية الأوروبية؟

 


بقلم الاستاد إدريس فرحان مدير جريدة الشروق الصادرة بإيطاليا
الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية الكبرى والقنوات العمومية والخاصة الإيطالية نشرت تفاصيل حصرية عن كيف أن بانزيري وكوسولينو كانوا يتلقون “تلقيا الأوامر” من المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات، لادجيد ، محمد ياسين المنصوري ؟
منذ إنفجار قضية الرشوة بالبرلمان الأوروبي لم تتوقف كبريات الجرائد الإيطالية والمواقع الإلكترونية والقنوات العمومية والخاصة عن التحدث عن نشر تفاصيل حصرية ، كيف أن بانزيري شكل خلية تجسس من برلمانيين أوروبيين عملت طوال هذه السنوات لصالح المغرب مقابل رشاوي مالية تقدرب من
ملايين من الأورو ..؟؟
هذه خلاصة لما تطرقت إليه طوال الأسابيع الماضية الصحافة المكتوبة والمرئية والإلكترونية الإيطالية
مع الأسف ، إنها ليست قصة بسيطة عن مفسدين وفاسدين “قطرغيت” ، بل أصبحت “لعبة تجسس” حقيقية أبطالها الرئيسيين ضباط الإستخبارات العسكرية المعروفة بلادجيد “DJED “. أي المديرية العامة للدراسات والمستندات التي يوجد على رأس إدارتها العامة منذ سنة 2005 محمد ياسين المنصوري ونواب برلمانيين أوروبيين بزعامة الإيطاليين بانزيري وكوسولينو
المخابرات الفيدرالية البلجيكية ” Vsse ” بالتعاون مع مخابرات الدول الحليفة في الإتحاد الأوروبي وصلت لحقائق دامغة بأن المغرب نجح في خلق بقاع مفسدين الكبار. أو بالأحرى “المتسللون” الكبار داخل مؤسسات الإتحاد الأوروبي ، وبشكل خاص البرلمان الاوروبي
والهدف كان واحد هو : تكييف قرارات مؤسسات الإتحاد الأوروبي مع مصالح المغرب ، والقيام به من خلال السلاح المقنع للمال وإفساد كتلة من البرلمانيين الأوروبيين
.هذا ما كشفته التحقيقات الصحفية لجريدة لاريبوبليكا ” La Republica ” الواسعة الإنتشار التي توقفت بشكل دقيق عند المعطيات والمعلومات التي أدت في النهاية إلى إصدار القضاء البلجيكي في حق مذكرة التوقيف في حق النائب البرلماني الأوروبي السابق أنطونيو بانزيري وإلقاء القبض عليه صحبة نائبة رئيس البرلمان الأوروبي Eurochamber ، إيفا كايلي ، ومساعدها وشريكها ، الإيطالي فرانشيسكو جيورجي ” Francesco Giorgi ” ، و المدير العام لمنظمة “لا سلام بدون عدالة” غير الحكومية نيكولو فيجا تالامانكا ” Nicolo Figa Talamanca
كل شيء بدأ قبل ستة أشهر حين دخلت على خط التحقيقات الأمنية ضباط المخابرات الفيدرالية البلجيكية 007 بتعاون مع أجهزة الإستخبارات الفرنسية والإيطالية والألمانية والهولاندية الذين وصلوا لحقائق دامغة بالألة والباهين بأن هناك “شبكة من البرلمانيين الأوروبيين ” تعمل “بالنيابة” عن المغرب داخل مؤسسة البرلمان الأوروبي
وهذا ما توصل مكتب المدعي العام في بروكسل حيث إكتشف ثروة مالية هائلة للعديد من النواب الأوروبيين ، وتم تحديد العديد من العمليات المالية بين جهاز الإستخبارات العسكرية الخارجي وزعماء شبكة الفساد المكونة من إيطاليين وبلجيكيين ويونانيين
الهدف الحقيقي من هذه العمليات كان هو في الواقع هو الدفاع عن مصالح المغرب داخل مختلف المؤسسات الأوروبية ومنع أي قرار يدين المملكة في مجال حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان .. كل خطوة كانت تهدف إلى القيام “بنشاط تدخل” في مقر الإتحاد الأوروبي وفي المناصب الرئيسية للمؤسسات الأوروبية وبشكل خاص في البرلمان الأوروبي .
الأهداف الحقيقية لهذا الإختراق السياسي والإستخباراتي الغير المسبوق لمؤسسة من حجم الإتحاد الأوروبي هو الحفاظ على دورالرباط في قضية الصحراء المغربية وتبني سياسة المملكة فيما يخص تدفقات المهاجرين
للعلم ، أن عمليات التجسس هذه أطلق عليها داخل القصرالملكي ب ” Altiero Spinelli ” ، بحكم أن رئيسها هو النائب الأوروبي السابق الإيطالي هو أنطونيو بانزيري الذي وشح من الملك محمد السادس بوسام من درجة ضابط في إحدى الأعياد الوطنية للمملكة
وأكبر كتلة سياسية تعرضت للإختراق السياسي من طرف ضباط الإستخبارات العسكرية المغربية ، لادجيد هي المجموعة الاشتراكية لـ S & D. المكونة من ثلاثة إيطاليين: بانزيري وكوسولينو (إم إي بي) وجورجي ، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام اليونانية ذهبت بعيدا حين كتبت بأن هناك إمكانية تورط ستين إسمًا في البرلمان الأوروبي
وحسب مصادر وثوقة من داخل مكتب الإدعاء العام البلجيكي ، فإنه كانت إجتماعات ومحادثات وحفلات العشاء نظمت من طرف مع كبار المديرين المركزيين التنفيذيين للمديرية العامة للدراسات والمستندات مع هؤلاء البرلمانيين الأوروبيين المرتشين
ويمكن الجزم بأنها كانت الخطوة في عملية التجسس داخل مؤسسة البرلمان الأوروبي
وللصدفة ظهرمرة أخرى إسم محمد بلحرش كضابط للتواصل من Dged ، مع أعضاء شبكة التجسس ببروكسيل المقيم بالعاصمة الرباط
هذا الضابط الذي صدرت في حق مذكرة بحث فرنسية في شهر مارس 2018 بتكوين خلية تتجسس كان هدفها إختراق المؤسسات الإسلامية الفرنسية والتحكم فيها وشراء ذمم بعض رجال وضباط الجمارك الفرنسيين
بلحرش هذا إستطاع الإعتماد على وساطة الدبلوماسي عبد الرحيم العثمون سفير المملكة بالعصمة البولونية في كل عمليات التواصل مع النواب الأوروبيين
للتذكير، أن جميع المعلومات التي تم جمعها في البداية من قبل ثبل Vsse ، أي من قبل المخابرات الفيدرالية البلجيكية.أدت في النهاية إلى مذكرة الاعتقال التي صدرت في حق الثلاثة الإيطاليين
كانت في الحقيقة خلاصة لتحليلات إستخبارات بروكسيل بأن أنطونيو بانزيري وكوسولينو وجورجي يتعاونون مع جهاز الإستخبارات العسكرية المغربي المعروف بلادجيد
وهنا لابد من التنويه بالدور المركزي والمحوري الذي لعبه البلوماسي المغربي بوارسو الذي كان الذي يتحرك على طول محور وارسو – بروكسل ..
نقطة أساسية ذكرها الإدعاء العام البلجيكي ،هو أن الثلاثة الإيطاليين المتهمين بالتجسس لصالح المغرب كانوا يأخذون الأوامر من قبل المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات ، محمد ياسين المنصوري ، والذي حسب اعترافات بانزيري الأخيرة إلتقى بهم جميعا .
على سبيل المثال ، قام كوسولينو بالسفر عدة مرات للمغرب في السنوات الأخيرة ولاسيما في سنة 2019 ذهب في زيارة للعاصمة الرباط ..

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *