-->

مقابلة صحفية مع القيادي البشير مصطفى السيد حول دلالات حدث الذكرى الخمسين لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح

 


في الذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح ضد الاستعمار ؛ تستضيف وكالة الأنباء المستقلة الاخ البشير مصطفى السيد احد مؤسسي الجبهة وعضو لجنتها التنفيذية، وامينها العام المساعد سابقا وعضو مكتبها الدائم حاليا لاستعراض دلالات الحدث.
في البداية نرحب بكم الأخ البشير مصطفى السيد ونسألكم :
ماهي اهم  الرسائل التي يمكن ان يبعث بها جيل التأسيس في هذه المناسبة؟
بداية اشكر لوكالة المستقلة منحي هذه الفرصة لمشاطرة الصحراويين مشاعر الفرحة بحلول عيد ميلاد الفكر الوطني المعاصر منتوجا صحراويا خالصا و تجسيده ممارسة ميدانية بالاعتماد على الذات وعلى اعظم التضحيات..
مشاعر الفرحة والتثمين لما انجز والترحم على من حولوه بدمائهم الزكية مؤسسات وطنية واعتراف قاري ودولي وعلاقات صداقة وتضامن مع كافة شعوب الارض...مشاعر الغبطة و الثقة بالقدرة على الصمود و طول النفس ولكن كذلك احاسيس الانشغال بل بعض القلق من التباطؤ في ايجاد الحلول للاشكالات المحصية منذ تقييمات الفترة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر، وهي تغول العدو وتواضع استراتيجيتنا المقابلة، استفحال مظاهر المساس بأمننا الداخلي و بالصورة الداخلية والخارجية لمستوى الحكامة في إدارتنا لشؤوننا وقدرتنا على بناء دولة العدالة والقانون والاقناع بأهليتنا للدولة الوطنية الاجتماعية السيدة..
القلق كذلك على تلكؤ جيل التأسيس على تسليم مشاعل القيادة والريادة لنخب الاجيال الجديدة والتأكد من ان الامانة و المصير كونت وانتقيت لها الطواقم المؤهلة للإتمان عليها..القلق على ضعف نسب الزواج والمواليد و غياب سياسة للتكاثر.
التواصل بين الأجيال وحمل مشعل الكفاح مهمة القيادة السياسية خاصة الرعيل الأول منها، هل ستكون خمسينية الحركة نقطة تحول في استنهاض الاسس والمنطلقات التي اججت الثورة في الصحراء الغربية ، و هل يمكن القول أن جيل التأسيس فشل في ضمان تواصل جيلي فعال يحفظ ديمومة الحركة ومسارها ؟ ؟ 
في الاجتماع ما قبل الاخير لمكتب الامانة والذي يتهم بأنه القيادة السياسية العليا الملتئمة في كل وقت ،أشير الى ان الخمسينية فرصة لتحديث التقييمات ما قبل المؤتمر بالتركيز على الفجوات و التشققات في جدار الجبهة الداخلية و تماسك النخبة واللحمة الشعبية و مراجعة التوصيات الخاصة بأداء مستوى الجبهات.
كان يجب ان تجتمع جميع الهيئات العليا و خاصة الامانة الوطنية بهذه المناسبة لتقيم وتوجه وتخلق المزاج العام. 
الخمسينية فرصة لإستعراض الالتحام الوطني و عرض القوة الناعمة بكل اجناسها واختبار ثرائها وحضورها و فاعليتها.
الاخ البشير مصطفى لا شك ان المناسبة فرصة للتقييم وتجديد الوسائل والاساليب لبلوغ تلك الاهداف التي انطلقت من اجلها الثورة كيف تنظرون اليوم بعد خمسة عقود الى المسار الذي تسلكه الحركة وكيف تخطو في سن الخمسين؟
وماذا تقول قيادة الحركة للاجيال التي تربت في كنف التحدي والصمود ولكن ايضا في ظل المعاناة تحت الاحتلال وفي الملاجئ والشتات ؟
عظمة الذكرى الخمسين لتأسيس التنظيم الوطني الصحراوي المعاصر بجناحيه السياسي والعسكري تفرض بحق عملا جبارا يجدد روح التأسيس من العدم وايمان التأسيس بحتمية حصول كل مؤمل وادراك كل مؤجل ويستلهم تجربة احياء المآثر والايام الخالدة بالمآثر والملاحم ويحيي فكر التأسيس المنطلق من التواضع والبساطة والمبني على الإيثار والالتصاق بالقاعدة وتقديم الثورة على الدولة لأن الاخيرة لا تلهم ولا تجذب ولا تطرب مع انها غاية الثورة ومنتهاها وليس نهايتها لا قدر الله.
الدولة قوانين و سلطات و زجر وقهر تخففها وتلين ملامسها الحقوق الواسعة والمكفولة للمواطن في كل مجالات الحياة.
هذا كلام مفجر الثورة رحمه الله. فهل طلقنا أساليب القيادة والتسيير بهذا المنطق؟ نعم ننحاز الى نمط القيادة والادارة السلطويين لأنه سهل ولا يتطلب سوى الادمان على اصدار الاوامر و تحديث الاجراءات واغناء قائمة الممنوعات.
اما الثورة فهي جد وجهد وثناء واغراء و ارضاء وحوار واقناع وخطب ود و مرافقة.
عند الحديث عن التاريخ الزاخر  للبوليساريو؛ هل يمكن القول أن الحركة اقتربت شيئا ما من المشروع السلطوي؟
وكيف ترون مناسبة مابعد المؤتمر السادس عشر وتجربته الديمقراطية، وهل انعكست إيجابا على الفعل الوطني ام أن التجربة القيادية لم تكون بالمستوى المطلوب؟ 
المؤتمر السادس عشر لم يتميز سوى بالتنافس الشرعي على القيادة و تسويقه كنجاح للانتقال للفصل الابتدائي من الديموقراطية.
فازت الاستمرارية بمعنى استخلاف القائد لشخصه و بالتالي يستمر نفس الاسلوب القيادي الفردي بما له و ما عليه.
وقد نتجت عن التنافس آثار منها السلبي والذي لم يلق الاهتمام الضروري والتعامل المطلوب لتصليب الجبهة الداخلية و تقوية المعنويات العامة و غلق الفجوات و سد الثغرات بناءا على عمليات جبرالخواطر والمصالحات من دون تعويض بمال او ترقيات.
إلى أين وصل شعار الصرامة، والبعض يرى أن المناسبة التاريخية لم تحظى بما يجب من وقوف مع الذات، و اكتنفتها المناسباتية الكرنفالية، خصوصاً ونحن نخوض حربا مفتوحة تتطور أدواتها وتحالفاتها بصورة غير مسبوقة ؟
فيما يخص الشعارات تميز الاعداد للمؤتمر السادس عشر و جلساته الحامية وغداة تنفيذ مقرراته "بشعارين" هما الانسب للجبهتين الاساسيتين، العسكرية( تصعيد القتال) والداخلية( الصرامة في مواجهة الفساد وضعف الاداء و شح الانتاج) .الا ان الشعارين لم يلمس بعد لهما اثر ملموس و كأنما ينتظران شعارات أخرى لممارستهما.
هل بالإمكان توصيف ما مرّت به الحركة من منعرجات، وتقسيمه وفق مراحل ، وهل كان ثمن التماسك البنيوي و وحدة الحركة، إضعافا اللمؤسسات و الإتجاه نحو المركزة الضيقة؟ 
اعتقد ان اكبر المنعرجات التي مرت بها الحركة هي:١) الخروج من مواجهة الاستعمار الاسباني للدخول في حرب ضد حلف كامل مقدمته الجارين التوسعيين المغرب و موريتانيا بعد خيانة اسبانيا لتعهداتها للعالم وللصحراويين و تنكرها للتفاهمات الثنائية مع وزير خارجيتها كورتينا ماوري واستبدالها باتفاقيات مدريد الثلاثية الاجرامية.
٢) استشهاد مفجر الثورة و مهندس اعظم مكاسبها و شروط انتصارها.
٣) أحداث ٨٨ الداخلية .
٤)مسلسل التسوية ووقف اطلاق النار .
ه) استشهاد الرئيس محمد العزيز والذي قاد الامة عقودا متواصلة.
٦) استئناف حرب التحرير الوطنية.
هناك من يقول ان الحركة تخلت  عن هويتها الاديولوجية وان ذلك التنازل كلفها الكثير؟ 
في عالم متغير وتتشكل تحالفاته بسرعة، وفي الظروف الإقليمية والوطنية ، أي مستقبل للمشروع الأممي و لتحالفات الحركة ؟ 
ان كان المقصود بالمشروع الاممي،خطة التسوية،فقد انتهى مفعوله،وان كان يعني المساعي الحميدة وجولات المبعوثين الخاصين و مجهوداتهم لتنظيم لقاءات للمفاوضات فذلك أفق مفتوح لن يثمر الا بتصعيد القتال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *