القضية الصحراوية تشعـل السبـاق الانتخابي في إسبانيا
على بعد أيام من إجراء الانتخابات المسبقة في إسبانيا، احتدم التنافس بين الأحزاب السياسية المترشحة، والتي اتخذت من القضية الصحراوية قاعدة لبرنامجها الانتخابي، في وقت يسود المشهد السياسي انقسام بين أحزابه بين مؤيد لعدالة القضية، وداعم لموقف رئيس الوزراء الحالي بيدرو سانشيز.
قطع حزب سومار الإسباني الجديد على نفسه ضمن برنامجه السياسي المسطّر التمسّك بتعهّده الثابت حيال الصحراء الغربية والدفاع عن حق تقرير المصير بها. وإنطلاقا من قناعته الراسخة بأن مسألة الصحراء الغربية تلقي بثقلها الكبير على السياسة العالمية والوطنية الإسبانية في نفس الآن، فإن حزب سومار أدرج نقاطا محدّدة ضمن برنامجه الإنتخابي للتعاطي مع القضية الصحراوية الهامة بمنطقة المغرب العربي في سياق العلاقات الأورومتوسطية.
تغيير موقف الحزب الحاكم
ومن النقاط الأساسية التي ظهرت في البرنامج الإنتخابي للحزب المذكور، يأتي التعهّد بوقف تغيير موقف الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني عام 2022 فيما يخصّ الصحراء الغربية. وقال الحزب أنه سيلجأ إلى كل القنوات المؤثرة المتاحة لدعم الحق الحر للشعب الصحراوي، سواء تعلّق الأمر على صعيد الأمم المتحدة أو على مستوى الهيئات الجهوية والدولية الثنائية والجوار بالضفة الجنوبية. وأبدى عزمه، حال فوزه، على دفع مساعي بعثة “مينورسو” الأممية بالمنطقة للتوصل إلى حلّ دائم وعادل.
وجاء في فقرات البرنامج الإنتخابي على وجه التحديد: “سنعود إلى الوراء وبسرعة بشأن تغيير موقف الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني في العام 2022 بخصوص الصحراء الغربية باللجوء إلى كلّ القنوات المؤثرة على تطور النزاع بغية دعم الحق الحر لشعب الصحراء الغربية، على صعيد الأمم المتحدة، والدفع بعمل بعثة المنورسو الأممية، على مستوى الهيئات الجهوية والعلاقات الثنائية بجوار الجنوب”.
وبخصوص علاقته بالشعب الصحراوي، يقطع حزب سومار على نفسه التعهّد باتخاذ إجراءات عملية تهدف إلى تحسين حياة الصحراويين، سواء بالمخيمات أو المناطق المحتلة من الصحراء الغربية أو داخل التراب الإسباني، مع العمل على تقوية منظمات حقوق الإنسان العاملة داخل الإقليم، إلى جانب الرفع من سقف المساعدات الإنسانية الخاصة بمخيمات اللاجئين.
الدفع لتطبيق قرارات القضاء الأوروبي
وأكد الحزب في برنامجه على أنه “ يعتمد إجراءات على جناح السرعة تعمل على تسهيل حياة الصحراويين حيثما تواجدوا، سواء بالمخيمات أو المناطق المحتلة أو بالتراب الإسباني، ومنح الدعم لمنظمات حقوق الإنسان الناشطة بالإقليم، ورفع مستوى المساعدات الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين”.
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، سيعمل حزب سومار من أجل الدفاع عن تطبيق قرارات القضاء الأوروبي المتعلقة بالصحراء الغربية، إلى جانب مراجعة محتويات الإتفاقات المبرمة بين المغرب والإتحاد الأوروبي التي تمسّ الصحراء الغربية، وضرورة ضمان احترام الحقوق وحالة الإقليم. وقال في برنامجه: “سنعمل من داخل الاتحاد الأوروبي على احترام التقيّد بقرارات القضاء الأوروبي الخاصة بالصحراء الغربية، ومراجعة مضامين الاتفاقات المبرمة بين المغرب والإتحاد الأوروبي التي قد تطال الصحراء الغربية”.
لجنة عمل حول مسؤولية إسبانيا التاريخية
ويعتزم حزب سومار تنصيب لجنة عمل للخوض في المسؤولية التاريخية لإسبانيا تجاه الشعب الصحراوي، تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير مفصّل يتضمّن الإجراءات الضرورية لتطبيق المبادئ الحقيقة والعدل وجبر الضّرر وعدم التكرار، بالنظر إلى الوضعية الحالية للشعب الصحراوي والمسؤولية التاريخية للدولة الإسبانية.
« نعتزم إنشاء لجنة عمل تعنى بالمسؤولية التاريخية لإسبانيا تجاه الشعب الصحراوي، ملزمة بإعداد تقرير مفصّل يتضمّن الإجراءات الهادفة إلى تطبيق مبادئ الحقيقة والعدل وجبر الضّرر وعدم التكرار فيما يتعلق بالوضعية الحالية للشعب الصحراوي والمسؤولية التاريخية للدولة الإسبانية”.
إن حزب سومار يجدّد تعهّده بالوقوف إلى جانب الشرعية الدولية بالمنطقة والدفاع عن الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير. إن هذا الحزب السياسي سيقف في خندق الدفاع عن حقوق للشعب الصحراوي، مع إتخاذ خطوات ملموسة للتوصل إلى مستقبل تسوده الحرية وتقرير المصير للصحراويين.
المصدر : الشعب