ضغوط الصحافة ترغم غوتيريش على إدانة استهداف المدنيين في جنين من قبل إسرائيل
بعد الضغط المتواصل لأربعة ايام متتالية حول غياب الموقف الواضح من أحداث جنين، وقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ظهر يوم الخميس أمام الصحافة المعتمدة وقرأ بيانا يدين العنف الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في جنين.
غوتيريش: أدين بشدة، جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال الإرهابية، وأدعو إسرائيل- مرة أخرى- إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي
وكان غوتيريش قد أصدر بيانا مقتضبا من سطرين فقط يوم الإثنين الماضي عبر فيه عن قلقه حول تصاعد العنف وطالب أن تنسجم العملية الإسرائيلية مع القانون الدولي الإنساني، ما أثار العديد من التساؤلات المتواصلة حول هذا الموقف الغامض والذي يكاد يؤيد العملية العسكرية الإسرائيلية إذا التزمت إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني فقط.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيانه أمام الصحافة: ” أدين بشدة، جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك الأعمال الإرهابية. وأدعو إسرائيل- مرة أخرى- إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك واجب ممارسة ضبط النفس واستخدام القوة بشكل متناسب، وواجب تقليل الضرر والإصابة واحترام الحياة الإنسانية والحفاظ عليها”.
واضاف غوتيريش أنه شعر بقلق عميق إزاء الأخبار الواردة من جنين في الضفة الغربية المحتلة. وشعر بقلق شديد إزاء الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في مخيم مكتظ للاجئين “هذه أسوأ أعمال عنف تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات عديدة، وكان لها تأثير كبير على المدنيين، بمن فيهم أكثر من مائة جريح وآلاف أجبروا على الفرار”.
غوتيريش: يجب أن يحصل الجرحى على الرعاية الطبية، لقد تضررت المستشفيات والمدارس وتعطلت شبكات المياه والكهرباء
وأضاف: “لقد تضررت المدارس والمستشفيات. وتعطلت شبكات المياه والكهرباء. ومُنع المحتاجون من الحصول على الرعاية الأساسية والإغاثة”. ودعا الأمين العام إلى ضرورة أن يحصل جميع الجرحى على الرعاية الطبية، وأن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الوصول إلى كل محتاج.
وقال غوتيريش إن استخدام الغارات الجوية لا يتسق مع تنفيذ عمليات إنفاذ القانون، مذكرا إسرائيل- بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال- بأن عليها مسؤولية ضمان حماية السكان المدنيين من جميع أعمال العنف. وأضاف: “أنا أتفهم مخاوف إسرائيل المشروعة بشأن أمنها. لكن التصعيد ليس هو الحل. إنه ببساطة يعزز التطرف ويؤدي إلى تعميق دائرة العنف وإراقة الدماء”.
ودعا غوتيريش إلى إعادة الأمل للشعب الفلسطيني في عملية سياسية هادفة تؤدي إلى حل قائم على وجود دولتين وإنهاء الاحتلال، “إنها بمثابة إسهام ضروري من إسرائيل لأمنها الخاص”.
وبعد قراءة البيان أجاب الأمين العام عن ثلاثة أسئلة فقط إثنين منهما حول جنين، وكان أولها حول ما إذا كان بإمكانه أن يوضح ما إذا كانت إدانته في البيان تنطبق على إسرائيل بشكل واضح فقال: “إنه ينطبق على كل استخدام للقوة المفرطة، ومن الواضح، في هذه الحالة، أنه كان هناك استخدام مفرط للقوة من قبل القوات الإسرائيلية”.
غوتيريش: من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا إرسال قوة عسكرية إلى إسرائيل
ثم تهرب غوتيريش من الإجابة على سؤال جاء نصه: “حضرة الأمين العام، ثلاثة من المقررين اتهموا إسرائيل اليوم بارتكاب جرائم حرب محتملة في جنين بسبب أفعال ترقى إلى انتهاكات صارخة للقانون الدولي ومعايير استخدام القوة. هل يتوافق ذلك مع ما وصفته اليوم من الهجمات على المستشفيات والبنية التحتية المدنية؟ هل ترقى تلك الهجمات إلى جرائم حرب؟ ومتابعة لنفس السؤال “بالأمس تحدث سفير فلسطين مرة أخرى عن الحاجة إلى قوة حماية دولية. هل هذا شيء يمكن أن تؤيده؟ هل يحتاج الفلسطينيون إلى قوة دولية لحمايتهم من إسرائيل؟” .
وأختار غوتيريش أن يعلق على الجزء الثاني من السؤال فقط قائلا: “لا أعتقد أنه من الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا إرسال قوة عسكرية إلى إسرائيل. لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق على هذا الاحتمال. لكني أعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد آليات للسماح بحماية المدنيين في هذه الظروف المأساوية”.