-->

المغرب يقيم شراكة مع إسرائيل لتصنيع قمر للتجسس متجاهلا حرب الإبادة في غزة

 


في الوقت الذي بدأ الجميع ينفض من حول الكيان الصهيوني، احتجاجا على الجرائم الوحشية والهمجية التي يرتكبها يوميا بحق الفلسطينيين العزل في كل قطاع غزة والضفة الغربية خاصة، لا يزال النظام المغربي متمسكا بإقامة شراكات معه، في موقف لم يعد يتقبله الشعب المغربي.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية إن النظام المغربي قرر اختيار الكيان الصهيوني كشريك لتصنيع قمر صناعي موجه للتجسس، في قرار يؤكد تواطؤ هذا النظام، الذي يرأس ملكه محمد السادس لجنة القدس بمنظمة المؤتمر الاسلامي، مع الكيان، الذي أصبح بعد مرور شهرين من العدوان أكثر دعمًا له حتى من حلفائه في الغرب.
وأوردت الصحيفة نقلا عن مصادر متطابقة أن المملكة المغربية اختارت مجموعة إسرائيلية، يعتقد أنها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، لتزويده بقمر صناعي موجه لعمليات التجسس والمراقبة، والذي يرتقب أن يحل محل القمر الصناعي “محمد السادس أ”، الذي تم إطلاقه في عام 2017 والقمر الصناعي “محمد السادس ب”، الذي صنعته شركة “تاليس ألينيا سبيس” وشركة “إيرباص” الأوروبية، المتخصصة في صناعة الطائرات والمنتجات المتعلقة بصناعة الفضاء.
وتعكف الشركة الصهيونية “IAI” المختصة في الصناعات الفضائية في تصنيع أنظمة الأمن السيبراني والأمن الجوي والفضاء، وهي مجرد حلقة في مسلسل الشراكة بين النظام العلوي والكيان الصهيوني، الذي خرج إلى العلن منذ إقدام الرباط على التطبيع في ديسمبر 2020.
ومنذ خروج العلاقات المغربية الصهيونية إلى العلن، تسارعت وتيرة التطبيع في مختلف المجالات، وكان البعد العسكري فيها هو الطاغي، فقد وقع الطرفان اتفاقية تعاون عسكري في 24 أكتوبر 2021 بالرباط، وكان ذلك بداية للتوقيع على طلبيات مغربية لشراء السلاح من الكيان الغاصب، بشكل خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة المغاربية، بل في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي برمته.
ويعتبر التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب من بين الأسباب التي أدت بالجزائر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام المغربي، وذلك انطلاقا من هذا التنسيق بين النظامين المغربي والصهيوني، موجه ضد الجزائر، وفق ما تردد على لسان أكثر من مسؤول.
كما يؤكد استمرار التعاون العسكري والأمني بين النظام المغربي ونظيره الصهيوني، افتقاد الرباط لمصداقية مواقفها المتعلقة ببقاء القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، كما جاء على لسان العاهل المغربي، محمد السادس، في مختلف خطاباته بعد توقيع اتفاقية التطبيع والخيانة.
والمثير في الأمر أن الكشف عن هذا المستجد جاء في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول الغربية توقف اندفاعها في دعم جرائم الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإسبانيا لم تتوقف عن تحذير رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، من استمراره في تنفيذ مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، مع التهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما نفد صبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعه رئيس الوزراء البلجيكي وغيرهم من حلفاء الكيان في المنظومة الغربية.
وعلى الرغم مما يشهده المعسكر الغربي من تململ بسبب ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية من جرائم، إلا أن النظام المغربي لا يجد حرجا في أن يستمر في صمته على الجرائم الصهيونية، وهو الذي قال ذات يوم إن تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، إنما جاء بهدف خدمة القضية الفلسطينية، على حد زعم النظام المغربي.
ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من أكتوبر المنصرم، لم يتمكن النظام المغربي من بلورة موقف واضح وصارم ينتقد الجرائم الصهيونية، وكان أبرز ما صدر عن وزارة خارجيته، بشأن انتقاد صمت المجتمع الدولي إزاء تلك الجرائم، وهو الذي بقي يتفرج على المجزرة.
المصدر: الشروق الجزائرية 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *