-->

لماذا كل هذا الذعر من زيارة دي ميستورا؟؟

 


قامت القائمة في المروك على إثر الزيارة الأخيرة للسيد دي ميستورا الممثل الخاص للإمين العام للأمم المتحدة الى جنوب افريقيا ولم تقعد بعد. فبعد أن جعل المخزني هلال من نفسه نكتة أمام اقرانه بمقر الأمم المتحدة بتحديده للمبعوث الأممي، كيف ومتى يتحرك وكأنه واحد من خدام الملك، يطالعنا سي بوريطة بكلام أكثر سخافة وغباوة مع مسحة من الغرور الزائد حيث يصرح: ” أن جنوب إفريقيا ليس لها الوزن والتأثير الكافيين لكي تلعب دورا في ملف الصحراء”، مضيفا على نهج البئيس هلال قائلا: ” إن المغرب سيواصل تنبيه دي ميستورا إلى القواعد والخطوط الرئيسية في مهمته الأممية “.
مرة أخرى يتأكد للقاصي والداني تخبط الدبلوماسية المخزنية وضعف حججها وأن ما زعمت تحقيقه من مكاسب في الملف الصحراوي ما هو إلا سراب لأن الحق الصحراوي يدمغ الباطل ولا يعلى عليه.
فبمجرد استقبال بلاد منديلا للسيد دي ميستورا حتى جن جنون المروك وأصيب بالنرفزة والهيجان و جند كل ابواقه الدعائية في مهاجمة المبعوث الأممي من جهة وجنوب افريقيا من جهة أخرى ووصلت به الهستيريا الى حد التهديد بسحب الثقة من المبعوث الخاص الأممي الذي خالف وضع نظارة الملك واختار نظارة الشرعية والقانون الدولي ليرى بها قضية الصحراء الغربية.
لقد دأب القصر الملكي على محاولات ابتزاز والضغط على جميع المبعوثين السابقين عندما لا يسايرونه في أطروحة احتلاله و غزوه للصحراء الغربية حتى يفرض عليهم التخلي عن الملف و تقديم الإستقالة، الشئ الذي سئمه العالم ولم يبقى مقبولا لدى المجتمع الدولي خاصة في واقع المتغيرات الدولية الحالية ولعل الرد الجريء والصارم الذي أجاب به الناطق الرسمي باسم الأمين العام السيد دوجاريك على الموقف المغربي بأن ” زيارة دي ميستورا الى جنوب افريقيا تدخل في مهامه” ضربة معلم للغافلين بأن زمن مجاراة المروك في الإبقاء على الأمر الواقع في الصحراء الغربية أصبح غير مقبول و أن الانصياع الى الشرعية الدولية لا مفر منه. بالمناسبة كشف أمس السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي السابق إلى الصحراء الغربية مستوى الضغط والإبتزاز الذي مارسه عليه الاحتلال المغربي أثناء أداء مهمته وقال في رد له على الهجوم الذي تعرض له من لدن صحيفة ” ماروك ديبلوماتيك ” يون 4 فبراير قال: ” إن دوري كمُيسر يتطلب مني أن أكون محايدًا تمامًا. لم يسبق لي أن تبنّيت أي اقتراح محدد خلال ثماني سنوات على الرغم من الضغوط القوية التي مارسها المغرب عليّ للدفاع عن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية” وأضاف السيد روس: ” أعرب المغرب عن أسفه لأنني لم أتخل أبدا عن حيادي لإعطاء اقتراحه “الأسبقية” الذي كان يبحث عنه “.
ربما “البوريطيون” في المغرب شعروا بأن حساباتهم بدأت تتبخر وأن خيوط اللعبة أصبحت خارج أيديهم أمام المعطى الدولي الجديد وخوف القوى الكبرى من فتح بؤرة توتر أخرى على أبواب أوروبا بتصعيد الحرب في الصحراء الغربية وإدخال لامحالة من طرف البوليساريو أسلحة يمكن ان تزعزع الأمن في كل المنطقة وتبعثر أوراق الجميع كما واقع حالا بفلسطين. لذا ينتاب الذعر ساسة المروك ويكثرون من التهديد والوعيد والا لماذا هذه الهستيريا التي أصابتهم على إثر زيارة المبعوث الأممي السيد دي ميستورا الى جنوب افريقيا ولقائه بوزيرة خارجية هذا البلد وكأنه لم يجتمع من قبل مع ممثلين عن دولة تركيا البعيدة كل البعد عن المنطقة وبممثلين عن دولة الإمارات العربية دون ذكر بلجيكا وسويسرا وغيرهم.
إن الأمر أكبر من مجرد ضجة إعلامية وسياسية حول زيارة دي ميستورا الى ابريتوريا بل هنا شيء أعمق يكدر رتابة أجواء دولة الاحتلال ويعكر مياهها. فيما يخص الشعب الصحراوي هل هناك فعلا استعداد للتعامل مع المقاربات المطروحة وترويضها لصالح القضية الوطنية؟
إن الوضع القائم في الصحراء الغربية أصبح يُحرج الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خاصة أن القانون يمنح حق تقرير المصير دون لبس أو غموض للشعب الصحراوي و لا يمكن القفز على هذا الحق بعد أكثر من خمسين عاما من الصمود و التضحيات، و الأيام القادمة ستكشف عن ما هو خافي عن العيون.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *