هل تنجح التحركات الدولية الجديدة في اعادة مسار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية؟
رغم ما يشهده العالم من توترات سياسية وعسكرية ، وخلط في الأوراق، وتغليب لغة المصالح الضيقة على القانون الدولي ، ما فجر تحالفات جديدة ، بتطورات ومستجدات جديدة تفرض نفسها، من بينها تطورات القضية الصحراوية التي تزداد بريقا بصمود شعبها وفرض وجوده واستمات دفاعه عن حقوقه، خاصة مع تربع الجزائر الشقيقة على كرسي لمجلس الأمن الدولي ولو غير دائم. وكذا مع فرض جنوب افريقيا نفسها حقوقيا.
ان تعنت الاحتلال المغربي والاستمرار في عرقلة كل المقترحات التي من شأنها إنهاء النزاع في الصحراء الغربية، تعد أكبر عائق يواجه عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، كما أنها كانت من بين العوامل وراء استقالة المبعوثين الأمميين، ، من مهمة الوساطة بعدما وجدوا نفسهم محاصرين رغم محاولتهم الحثيثة من اجل الدفع لإحراز تقدم في الملف .خاصة خلال عهدة المبعوث الاممي هورست كولير.
هذا إلى جانب بعض البلدان الأعضاء في مجلس الأمن التي لها هي الأخرى جزء من المسؤولية فيما يخص عرقلة جهود الأمم المتحدة ومهمة مبعوثيها الشخصيين، خاصة بعدما قطع بعضهم أشواطا مهمة في مسار التسوية من خلال إقناع الاحتلال المغربي بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع جبهة البوليساريو، تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة بعد حالة الجمود التي عرفها الملف في السنوات الماضية”.
جهود الوساطة التي تعمل عليها بعض الأطراف الدولية بغية استئناف العملية السياسية بشكل مباشر بين الطرفين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية تطرح تساؤلات حول نية الاحتلال المغربية في استئناف المفاوضات المباشرة؟ والتي ترجمتها هستيريا ممثل الاحتلال المغربي بالامم المتحدة مؤخرا، بعدما استقبلت جنوب افريقيا المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة السيد ستيفان دي مستورا.
هذا بالاضافة الى مواقف البلدان الداعمة لسياسة الاحتلال المغربي التوسعية والطامحة الى فشل مسلسل السلام وعدم الالتزام بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وكل التداعيات الناجمة عن ذلك.
واضح جدا أن الاحتلال المغربي الذي يحاول ان يظهر أمام المجتمع الدولي بمظهر الدولة المسالمة التي لا تكن العداء لدول المنطقة وشعوبها.
ففي الظرف الذي تمر به القضية الصحراوية و المنطقة بعد استئناف الكفاح المسلح ، يستدعي تعزيز اواصر الوحدة الوطنية .وعلى هذا الأساس، فإن الحرب المعلنة ضد الشعب الصحراوي من طرف الاحتلال المغربي والاخرى الخفية التي تشن داخل المخيمات ، والتكالب الشرس باستخدام ما اصبح يعرف بالجيل الجديد سيكون مآلها الفشل الذريع أمام وعي الشعب الصحراوي، بحساسية المرحلة وخطورة نوايا بعض الأطراف الدولية تجاه الشعب الصحراوي.
ان الشعب الصحراوي ،وهو يستعد لتخليد الذكرى ال 48 لإعلان الجمهورية، لن يتأثر بالشائعات ولا يابه باكاذيب الاحتلال الأمم المتحدة ، كما سيظل عصيا على العدو، وفيا لمبادئ ثورة 20 أماي ومخلصا لأمانة الشهداء.حتى تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال.
ويبقى السؤال هل تنجح التحركات الدولية الجارية في حلحلة ملف تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في افريقيا.
المصدر: الميدان SH