إسبانيا تعدُّ مخططا خطيرا في الأمم المتحدة
إسبانيا أصبحت أخطر من المغرب حين يتعلق الأمر بمحاولات تصفية القضية الصحراوية. حسب بعض التسريبات، تعمل البعثة الإسبانية الدائمة لدى الأمم خلف الكواليس، نيابة عن المغرب، لمحاولة فرض أمر واقع في مجلس الأمن الدولي. فهذه البعثة، منذ علمت أن هناك جلسة خاصة بالصحراء الغربية يوم 16 ابريل القادم، وهي لا تنام ليل نهار لإعداد مشروع خبيث تقول المصادر أنها تريد تقديمه إلى مجلس الأمن باسم الدول الخمسة التي تسمي نفسها، بهتانا، مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية في الأمم المتحدة وهي: إسبانيا، روسيا، بريطانيا، امريكا، فرنسا. حسب التحليل ستحاول إسبانيا، بصفتها قوة مديرة سابقة للصحراء الغربية، أن تقنع الدول الخمسة باعتماد ورقة تقدمها مجتمعة لمجلس الأمن في جلسته الطارئة القادمة يوم 16 ابريل، تقول فيها إنها تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل "وحيد" لقضية الصحراء الغربية. الدول الخمسة المذكورة بعضها موافق مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، وبعضها ممتنع مثل بريطانيا وروسيا، وبعضها موافق ضمنيا مثل فرنسا.
هذا المخطط الإسباني دفع أعضاء حكومة إسبانيا المنتمين لحزب " سومار" إلى الشك أن حكومتهم تناور سريا من خلف ظهورهم في الأمم المتحدة لخلق لُوبِيًا في الأمم المتحدة يعمل لصالح المغرب. حسب جريدة vozpopuli, الصادرة يوم 2 بريل 2024م، فإن أحد إطارات حزب " سومار"، إنريكي سانتياغو، قدم سؤالا للحكومة طلب فيها معلومات حول "التزام إسبانيا بخريطة الطريق الموقعة مع المملكة المغربية في 7 أبريل 2022"، وكذلك حول "الإعلان المشترك" للاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا يومي 1 و 2 فبراير 2023م. النائب المذكور سأل سانشيز مباشرة عما إذا كان يقوم أي نوع من المبادرات المؤيدة للمغرب في الأمم المتحدة؟
وتواصل الجريدة في طبعتها يوم 3 ابريل قائلة أن إسبانيا، خلال زيارة دي مستورا لها يوم 18 ديسمبر 2024م، عبرت له عن تشبثها بدعم الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية. طبقا لهذا، التأكيد استغل المغرب، موازاة مع مناورات إسبانيا، زيارة دي مستورا له في سبتمبر الماضي، وقدّم له رسالة سانتشيز المكتوبة في مارس 2022م، وأن دي مستورا سيقدمها لمجلس الأمن في جلسته القادمة المغلقة، خاصة المقطع الذي يقول فيه بيدرو سانتشيز للملك المغربي:
إنني أدرك أهمية قضية الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب، كما أدرك الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، من أجل إيجاد حل مقبول للطرفين. وبهذا المعنى، تعتبر إسبانيا أن الاقتراح المغربي للحكم الذاتي الذي قدمه سنة 2007 هو الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل هذا النزاع. في هذا السياق الجديد، أضمن لكم بأن إسبانيا ستتصرف بالشفافية المطلقة التي تتوافق مع صديق وحليف عظيم. وأؤكد لكم أن إسبانيا ستفي دائما بالتزاماتها وكلماتها". تحركات إسبانيا والمغرب لمحاولة فرض أمر واقع في مجلس الأمن هو الذي دفع بجنوب إفريقيا وروسيا إلى استدعاء- كل واحدة على حدة- دي مستورا في مرات ماضية، ويبدو، من خلال تهجمات المغرب على جنوب افريقيا، أنها رفضت مثل هذه المخططات، بينما نجهل ما صدر عن روسيا.
ورغم هذا، لا يجب أن نعتبر أن هذا المخطط سينجح أو يحسم القضية الصحراوية لصالح المغرب؛ هناك مخططات أخطر منه مرت في الماضي، لكنها فشلت. القضية الصحراوية ستظل قائمة مادام الشعب الصحراوي قادرا على القتال والصمود.
السيد حمدي يحظيه