في ظل التوتر المصري الإثيوبي.. تساؤلات عن "توقيت" تقارب الرباط وأديس أبابا
استقبل المغرب وفدا عسكريا إثيوبيا بغرض “بحث تعاون ثنائي” من أجل خلق تقارب عسكري بين البلدين، ويأتي ذلك وسط ارتفاع لمنسوب التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة.
وفي هذا السياق، وصفت أوساط مصرية غير رسمية هذا التقارب بأنه “غير مفهوم” في هذا التوقيت بالذات، في غياب لأي موقف رسمي مصري من الزيارة حتى الآن.
و أثارت الخطوة تعليقات وانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر لتزامنها مع إعلان إثيوبيا الانتهاء من أشغال سد النهضة وإرسال مصر “معدات عسكرية وأسلحة مصرية إلى الصومال”، في ظل مزاعم لخبراء مغاربة على أن تقارب الرباط وأديس أبابا “لا يمكن أن يكون موجها ضد القاهرة”.
وكان القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية قد استقبل، هذا الأسبوع، المارشال برهانو جولا جلالشا، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، في زيارة رسمية للمغرب من 25 إلى 29 أغسطس، وهي الخطوة التي لا يمكن فهمها كون البلدان تفصلهما مسافة بعيدة ولا تجمعهما مخاطر وتهديدات مشتركة تقتضي هذا “التحالف العسكري”.
وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي المصري، ياسر الهواري، أن التقارب المغربي الإثيوبي “غير مفهوم في هذا التوقيت بالذات”.
وفي حديث لموقع “الحرة” يقول الهواري إن العلاقات المصرية المغربية كانت دائما قوية جدا، لكن “تقارب الرباط مع أديس أبابا في هذا التوقيت إشارة غير جيدة”، مشيرا إلى وجود “تعنت إثيوبي” فيما يتعلق بحقوق مصر في مياه النيل وليس هناك اتفاق حتى هذه اللحظة ما دفع بمصر إلى تحركات عسكرية في الصومال.
ولفت الهواري إلى أنه “عندما يكون هناك تقارب مع دولة عربية مثل المغرب، فهو موقف غير مفهوم”، مضيفا بقوله أن السلطات في المغرب “ربما يجب أن تقدم لمصر تفسيرا حول موقفها بشأن التقارب في هذا التوقيت بالضبط، ولماذا أثيوبيا؟ رغم عدم وجود مصالح مشتركة بين البلدين”.
خطوة غير مفهومة
وتشهد العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا توترا منذ سنوات، ولا سيّما بسبب سد إثيوبيا الضخم الذي بنته أثيوبيا على نهر النيل والذي تقول مصر إنّه يهدّد أمنها المائي.
وفي هذا السياق، أعلنت إثيوبيا انتهاء أعمال البناء الخرساني لسد النهضة، والانتقال لمرحلة التشغيل.
وتعتبر مصر سد النهضة تهديدا وجوديا وتؤكد على حقها التاريخي في مياه النيل إذ تعتمد عليه في 97 في المئة من احتياجاتها المائية، وخلال الأعوام الأربعة الماضية كانت القاهرة تصدر بيانات تطالب أديس أبابا بالعودة للتفاوض والتوصل إلى حل توافقي.
المخزن يزعم أنّ التقارب المغربي الإثيوبي “ليس موجها ضدّ أحد”
ويسعى المغرب عبر جهازه الدبلوماسي إلى الالتفاف على منظمة الاتحاد الإفريقي، في سياق محاولاته الفاشلة لاختراقها، تارة عبر إقحام الكيان الصهيوني، وأخرى عبر توثيق علاقات ثنائية خاصة مع الدول الوازنة في الاتحاد، على غرار إثيوبيا التي تحتضن مقره، وذلك بهدف جمع أكبر قدر من الدعم لقضية الصحراء الغربية ومحاولة استدراج تلك الدول للوقوف مع مغالطة الاستعمارية في الصحراء الغربية.
وفي هذا السياق، تأتي زيارة الوفد العسكري الإثيوبي إلى المغرب في ظل تقارب اقتصادي بينهما، حيث تجمع البلدين اتفاقيات اقتصادية، أبرزها مشروع إنشاء منصة لإنتاج الأسمدة في إثيوبيا، والذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال زيارته لإثيوبيا عام 2016.
وبهذا يكون المغرب قد دقّ إسفينا في علاقاته مع مصر، التي تحتضن مقر جامعة الدول العربية، ما يعني أنّها ستنكر على المغرب خطوته هذه التي تصب في صالح إثيوبيا على حساب مصر، ما من شأنه أن يضع المغرب في دائرة الريبة والشك بالنسبة لدول عربية عدة، خاصة منها دول الخليج، التي ستنظر إلى المغرب كدولة تعادي مصالح الدول العربية.
إثيوبيا تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة عبرت إثيوبيا عن تأييدها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال .
إثيوبيا على لسان السفير يوسف كاسايا نائب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة
أمام اللجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية ، أوضح قائلا " تؤيد إثيوبيا حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير تماشيا مع قرار الجمعية العامة، كما ندعو الطرفين إلى استئناف المفاوضات المباشرة والسعي إلى إيجاد حل أفريقي لهذه المسألة"