نحن و تضخم الأنا.
بسم الله الرحمن الرحيم!
نحن و تضخم الأنا.
" تضخم ألأنا عند الأفراد و عند الشعوب - Inflation de L'ego".
أعتقد، بأن أبناء جيلي، دارسي الباكالوريا - شعبة الأدب - ، يتذكرون جيدآ، درسآ في مادة الفلسفة، يسمى" الأنا ".
الشعوب، كما الأشخاص تصاب ب" داء"، تضخم ألأنا.
هناك نوعان من" تضخم " ألانا.
الأنا الضارة و الأنا النافعة.
الأنا النافعة، مرتبطة بالوعي الصادق بالذات و الأنا الضارة مرتبطة بالوعي المشوه بالذات.
الأنا الضارة، تأكل من الحيز النفسي و المعنوي و -أحيانًا - الجغرافي و تسمم نفسها و تسمم محيطها و تصبح " toxic", لكل من يقترب منها.
الأنا النافعة،" أنا " موضوعية و تنظر للواقع حولها بموضوعية و بتجرد.
لا تعطي للأشياء أو للظواهر حجمآ أكثر أو - أقل - من حجمها الطبيعي.
بشكل أدق، هي" أنا" واعية.
لا مفر عند الحديث عن " ألأنا"، من المرور و لو مرور الكرام، على " أبي" ألأنا، و هو الدكتور"سيغموند فرويد"*.
قسم الحاج" فرويد"، ألأنا إلي ثلاث أقسام.
1 - الهو" id".
2 - ألأنا" ego".
3 - ألأنا ألأعلى أو ألأنا العليا " super - ego ".
ركز الدكتور" فرويد" في دراسته و أبحاثه على العلاقة الجدلية بين الوعي و أللاوعي.
ألأنا، غالبآ ما تكون واعية، حسب الدكتور" فرويد " و تتعامل مع الواقع الخارجي ب " موضوعية".
ألأنا ألأعلى" أنا"واعية جزئيآ و هي أساسآ مرتبطة بالوعي الداخلي، أو " المحكمة" الأخلاقية، و هنا يتقاطع مفهوم" المحكمة"بمفهوم الضمير، عندنا نحن العرب و المسلمين.
الآن، تعالوا نقوم بالإسقاطات.
ما يجري على الأفراد، فيما يخص تضخم " ألانا"، يجري على الشعوب و المجتمعات و ألامم.
هناك، شعوب و أمم و مجتمعات مصابة بتضخم " ألأنا".
نظرتها لذاتها و لمكانتها مشوهة في" مرآة" التاريخ.
قد تعطي لتاريخها أكثر مما يستحق و قد تبخسه أقل مما يستحق.
تعالوا، الآن نضع أمامنا خريطة العالم و ننظر و بتجرد للأزمات و المصائب المنتشرة على طول كوكبنا و عرضه.
هل، فيكم عاقلآ واحدآ يعتقد بأن العالم سيترك كل أزماته و كل مصائبه و مشاكله و حروبه و يسرع لحل قضيتنا نحن - الصحراوييون-؟
إنها قمة الرومانسية و قمة تضخم " ألانا".
سيتركون حرب روسيا و أوكرانيا، مشكلة" تايوان" و حروب المستقبل في جنوب - شرق آسيا.
ألأوروبيون، الآن لا يشغلهم شيء، كما يشغلهم موضوع قلة " الإنجاب".
القضية الفلسطينية و مشكلة" إسرائيل" الأوجودية.
السودان، الجوائح و الأوبئة، تغير المناخ و تغير الولاءات و تغير الخرائط.
سيترك، العالم كل هذا و يهرع لمساعدة الصحراويين على حل قضيتهم و إستقلالهم.
و يحرك بيكم مغشماكم.
عضو لا يوجع، لا يعالج.
دعوني، أصارحكم.
هل تعلمون، بأن قضيتنا الآن، ينظر لها العالم على أنها قضية كالأمراض " المزمنة"، لا يمكن علاجها و لكن يمكن التعايش معها .
صارت قضية تعيش على" المهدئات".
عضو، آخر من أعضاء جسم المجتمع الدولي، يتم فحصه كل شهر أبريل من كل سنة.
يتم تمديد ولاية " المينورسو" و يتم تمديد اللجؤ و المعاناة و الألم.
هنا، يدخل على خط عجالتنا، موضوع اليوم.
تضخم" ألانا".
لقد إبتلانا الله بتضخم" ألانا".
و مصيبة، المصائب، هي أننا أصبنا في" أناءنا"أللاوعية.
العلاج، في هذه الحالة، يكون بالتقييم الثوري، العلمي و الواقعي ل " أناءنا".
من نحن و ماذا نريد و لماذا نحن هنا و لماذا طال بنا المقام
على أرض الغير؟
الإجابة على هذه الأسئلة، هي ألتي ستضعنا و ستصنفنا، هل نحن " أنأ" واعية أم " أنأ" لا واعية.
شيء كامل ما جابوه" أصمايد" لمدافع، سيضعنا في خانة" ألأنا" أللاوعية.
تضخم "ألأنا"، داء غير قابل للعلاج و لكنه قابل للمراجعة.
دكتور : بيبات أبحمد.
# دكتور " سيغموند فرويد"، هو عالم و طبيب من أصل نمساوي.
إختص في طب الجهاز العصبي و هو مؤسس مدرسة و علم التحليل النفسي.
ولد 6 ماي 1856.
و توفي سنة 1939.