محلل سياسي موريتاني يفضح النفاق المغربي ويتحدى النخب الموريتانية في الحديث عن القانون الدولي في الصحراء الغربية
الندوة التي نظمها في انواكشوط يوم السبت 15فبراير 2025 المركز الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات بحضور سفير المغرب في انواكشوط وبعض الشخصيات الوطنية والأجنبية؛ ولم ينم إلى مسمعي ان من بينهم مثقف صحراوي قادم من مخيمات العزة والكرامة في تيندوف. وهي دولة يعترف بها البلد المضيف؛ وجيشها طرف في نزاع مسلح هو إكسير الندوة ومحتواها النظري؛ تخللتها مداخلة لباحث مغربي اسمه الشرقاوي الروداني؛ طالب فيها موريتانيا بتصحيح موقفها من القضية الصحراوية؛ وذكر أن فرنسا واسبانيا تعترفان بمغربية الصحراء؛ وأن موريتانيا تأخرت عن الركب "المتحضر" وتساءل هل موريتانيا قادرة أن تستوعب دويلة في شمالها ؟
يقصد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تتنازع على السيادة مع بلده المملكة المغربية؛ على الصحراء الغربية.
لست ضد حرية التعبير ولم أعد أزور المغرب منذ أزيد من خمس عشرة سنة؛ لأنني أشعر بالخزي حين أكون هناك ولا أزور النشطاء الحقوقيين والسياسيين الصحراويين المقهورين في بيوتهم في الجزء الخاضع للسيطرة المغربية من الصحراء الغربية؛ فأنا أحترم القانون عموما خصوصا وأنني إن لم أحترمه هناك فسأكون عرضة لتلفيق بالمخدرات أو الإرهاب او اي شيء؛ لأن سلطات الأمر الواقع عبر التاريخ تمتاز بكل شيء سوى التورع عن الزج بمخالفيها فيما تريده؛ هذا إن وافقوا اصلا على دخولي للصحراء الغربية.
ولأني لا اريد أن أنغص ذكرياتي مع المظلمة الصحراوية الفصيحة التي لاتحتاج تعالما ولا تحاذقا؛ ومع اللاجئين الصحراويين وخرير شايهم في صباحاتهم المتكررة هناك منذ نصف قرن في الجنوب الجزائري.
لكني اتحدى مثقفينا الذين يمسون ويصبحون في المغرب الشقيق وليسوا بالضرورة أصدقاء الشعب الصحراوي ولا البوليساريو كما يسمونني أنا وغيري؛ ويشاركون في الندوات والخلوات والجلوات هناك؛ أن يتحدثوا هناك عن القانون الدولي ويتلفظون بمجرد كلمة الصحراء الغربية وكونها أرضا ليست مغربية؛ وأن استفتاء تقرير المصير هو الحل الوحيد القادر على هزيمة البوليساريو في مسارها التحرري؛ وأن المغرب يجب أن ينسحب من ارض الصحراء الغربية ويترك الصحراويين وشأنهم حتى يعم السلام المنطقة؛ ثم يعود مثقفنا إلى أرضه دون أن يوضع شيء في غرفته في الفندق او تنتشل محفظة نقوده وهاتفه ثم يعادا إليه بفعل فاعل أو يخلو أحد الضباط به في المطار او تعرض عليه حافلة صغيرة للشرطة في زاوية الشارع حيث يقيم خدماتها بالحماية من "الغاضبين"
قدرنا في موريتانيا أن نتعاطى مع الفاجعة الصحراوية بوقار يعطي اعتبارا لمن سالت دماؤهم ودموعهم وأعمارهم قديما وحديثا وتشتتوا وتفرقوا منذ نصف قرن؛ فشعوب المنطقة تفهم فيها مالا تريد ان تفهمه جحافل المثقفين والباحثين؛ وأبسط مفهوم فيها أن جدارا أمنيا بملايين الألغام يشق الإقليم المتنازع عليه ومنعا باتا لحق أصيل من حقوق الإنسان هو تقرير المصير ثابتان ومسكوت عنهما في استدامة الصراع؛ واستمرار سقوط وتساقط الضحايا وتهافت المنظرين والمتكلمين؛ وأن الذي فعل هذا عليه أن يصحح هذا.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا