مجلة “لومانيتي” الفرنسية : مقتل 127 مدنيا صحراويا بمسيرات مغربية - صهيونية منذ 2020
جاء في مقال اليومية الفرنسية “لومانيتي” (بورتريه للشابة زوينوهة شيخ علي) أن “ما تكلمت عنه زوينوهة بهدوء كبير يثير الفزع، إنها ألغام مضادة للأفراد أو الدبابات، إنها عشرة ملايين لغم منتشر في رمال الصحراء الغربية، على طول ما يعرف – جدار الرمال – الذي يمتدّ على 2700 كلم، الذي أقامه المغرب في سنوات 1980 من أجل تقسيم الشعب الصحراوي والحيلولة دون عودة هذا الأخير إلى أرضه، الصحراء الغربية“.
وأوضحت الصحيفة التي نقلت عن مدير المكتب الصحراوي للتنسيق والعمل لمكافحة الألغام، طالب حيدر، أن “هناك 72 نوعا من الألغام، من 14 بلدا مختلفا، وهي الكمية الثالثة في العالم بعد كل من لاووس وأفغانستان“.
وأفادت اليومية الفرنسية بأن هذا المكتب مكلف بتكوين المتطوعين، على ارتباط بالأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وإرسال فرق لمهام “خطيرة جدا” منذ استئناف الحرب في سنة 2020، بين جبهة البوليساريو والمغرب، الذي أصبح يتوفر على طائرات بدون طيار قاتلة.
وأضافت ذات الوسيلة الإعلامية أن “ما لا يقل عن 127 مدنيا صحراويا يسكنون في الأراضي المحررة قد قتلوا منذ ذلك التاريخ بسبب تلك الطائرات” التي وفرها له بشكل خاص الكيان الصهيوني.
كما أشارت إلى أن هذا السبب هو الذي حال حتى الآن “دون عودة زوينوهة إلى مهمة إزالة الألغام“.
وتابعت الصحيفة أن هذه المهام أصبحت قليلة جدا، إذ أن هذه المنظمات غير الحكومية، وأمام الخطر الكبير، أوقفت نشاطها من أجل سلامة وأمن المستخدمين.
وأوضحت زوينوهة شيخ علي: “إنه في سياق الحرب أصبح الأمر خطرا اليوم، لكنني على استعداد للعودة عند تنظيم أي حملة. لقد كان لدي رضيع لا يتعدى بضعة أشهر عند ذهابي في سنة 2018، وخلال انطلاقي لأداء المهمة لم أكن أعرف إذا كنت سأعود أم لا“.
وعلى غرار المئات من مواطنيها، فإن زوينوهة التي تعيش في مخيمات اللاجئين الصحراويين، قد تطوعت في إطار بعثات لنزع الألغام، إما بدافع “الواجب الوطني” أو بسبب تاريخها العائلي.
وصرحت المناضلة الصحراوية في هذا الخصوص، أن هذا الالتزام أمر بديهي، “لأنني أقوم به بدافع الواجب الوطني، من أجل المساهمة في تطهير أرضنا”، وكذلك بسبب تاريخي العائلي، وعلى غرار حوالي 6000 صحراوي، فإن والدها كان ضحية تلك الألغام.
لا تزال نحو عشرة ملايين من الألغام المضادّة للأفراد والدبابات منتشرة في رمال الصحراء الغربية، لا سيما على طول ما يُعرف بـ “جدار العار” (جدار الرمال)، الذي أقامه المغرب في ثمانينات القرن الماضي بهدف “تقسيم الشعب الصحراوي ومنع عودته إلى أرضه”، حسبما أكدت يومية “لومانيتي” الفرنسية، التي التقت بشابة صحراوية تطوّعت للمشاركة في مهمة نزع الألغام.