وصلّى الله وسلّم على نبيه الكريم.
نقطة نظام -2-
في نقلي لأحداث سابقة سقط منها بعض الأسماء سهواً وخصوصا من أصبحوا أعضاء اللجنة التنفيذية الأولى ولم ينتخبهم المؤتمر التأسيسي وإنما ترك أمرهم للجناح العسكري ليكونوا أعضاء من ضمن اللجنة التنفيذية الأولى.
فالمؤتمر انتخب عضوين فقط _بالإضافة إلى الأمين العام_ هما: محمد لمين البهالي وأحمد محمود مولاي أحمد؛ إلّا أنّ الزعيم الولي مصطفى السيد والأمين العام غالي سيد المصطفى رفقة عضو المكتب السياسي محمد سعدبوه. لما وصلوا إلى المجموعة التي كانت تجمع الأسلحة التي نفذت عملية 20 مايو 1973 كلفا كل من الفرّاح ولد حسني والصالح ولد غشيو للقيام بمهمة في المناطق الشرقية، فأنجزاها على أكمل وجه والتحقا برفاقهم بعد انتهاء العملية، وعلى ما في عملي، اجتمعت هيئة الأركان وتبنّت عضويتهما في أول لجنة تنفيذية مضيفة لهما الشهيد محمد سعدبوه وبعثت برسالة إلى الجناح السياسي ليضيف العضو الرابع من الجناح السياسي، ولم يُشعر بذلك إلا إبان إنعقاد المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية، مؤتمر الشهيد عبد الرحمن عبد الله 25 أغسطس 1974، والذي تبنى الإقتراح الذي جاء به الوفد من الأرض المحتلة لأن السرية كانت تقتضي ذلك.
لم أتناول الشخصيات الصحراوية البارزة التي كانت سندا للثورة في تلك الحقبة، وقدّمت خدمات جليلة للشعب الصحراوي سواءً في الأرض المحتلّة أو في موريتانيا أو الجزائر أو ما يسمّى جنوب المغرب، ربّما تحين الفرص للخوض في هذا الموضوع، لقد تناولت نقاطا محدّدة.
هناك قضيّة لا بد من التذكير بها وهي: هل غاب عن أهل الغي أنّ نشأة المرابطين كان قائدهم أبو بكر بن عامر وإمامهم عبد الله بن ياسين (في إحدى المعارك التي كان أبو بكر بن عامر يقودها وبّخه عبد الله بن ياسين لأنّه لو مات يفشل القوم). ثمّ إنّ المجاهدين الموريتانيين والصحراويين ضد الإستعمار الفرنسي كانت كلّ كوكبة منهم لها قائد وإمام، الإمام يقوم بالتحريض والفتوى ورفع المعنويات، ولا يغيب عن أهل الغي أنّ الشهيد الولي مصطفى السيّد كان هو إمام الثورة وزعيمها بدون منازع، ألا يعلم أهل الغي أن أوّل من دخل كلمة شكر للرئاسة هو الشهيد الولي مصطفى السيد في أوّل تدخل له في المؤتمر الثاني للجبهة، وأنّه كلّما تكلّم تنكسر الهامات؟ غفر الله لأهل الغي ومن تاب تاب الله عليه (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه فاعتبروا يا أولي الأبصار).
نقطة أخرى، سألت الأخ التقي الطاب سيديا (بوصولة) الّذي كان من ضمن المجموعة التي اعتقلت شهر مارس 1972 في مدينة الطنطان، وقد أوردت ذكر الخليل احميّن، فأفادني بأنّه لم يكن ضمنهم لأنّه نُبّه من الإدارة أنه لا يحق له الظهور في مظاهرات وهو إداري، وإنّما كانت المجموعة الخمسة كالآتي:
الولي مصطفى السيّد، ماء العينين اخليهنا، سيدي عبد المالك اظمين، محمد عالي الغزاري، والتقي الطالب سيديا (بوصولة).
وهنا أريد أن أذكّر أن الخليل بعد مراجعتي مع مديرية شؤون الشهداء أفادوني بما يلي:
الخليل احميّن انطلق شهر يونيو 1973، رقمه العسكري 73|06 1380، والدته كَجمولة سيد إبراهيم، استشهد في عملية الوركَزيز 13\09\1983 ودفن في الخنكَة. زوجته توفة عثمان اعلي.
فيما يخص إبراهيم عبد الرحمن بوجمعة، قلت إنّه ذهب في مهمّة إلى الشرق ولم يظهر له أثر، فراجعت مديرية شؤون الشهداء فأفادوني بما يلي:
المجاهد إبراهيم عبد الرحمن بوجمعة ضمن مجموعة عملية خنكَة اكسات 20 مايو 1973، رقمه العسكري 73|05 0024، الأم اسحابة الصالح لغزال، زوجته مينتو محمد لمين لمجد، توفي إثر مرض عضال في مدينة تيندوف 17\05\1981.
فمعذرة على التقصير في حق الرجال. والعبد الضعيف مسؤول عن ذلك التقصير، وما يُقدّمه هو انطباع شخصي والجبهة الشعبية كتنظيم لا ناقة لها ولا جمل فيما يقال على لساني فمعذرة.
هناك بعض الأخوة يقولون أنّهم كانوا في طريقهم إلى المؤتمر ووقع حيف في حقهم، فلو قاموا بأعمال كما قام بها رجال 20 مايو قبل التحاقهم بالصفوف لسجلنا ذلك.
اللهم ربّ نجنا من باعثي الظلمات الحالكة في وضح النهار.
وفي الختام قال النبي صلّى الله عليه وسلم: " من كثُر كلامه كثُر سقطه ".
عبيد ربه الضعيف محمد الأمين أحمد.
16/12/2025

تعليقات
إرسال تعليق