-->

ندوة فكرية : من الصعب إيجاد حل بشمال مالي في غياب تحرك جزائري فاعل (خبير سياسي مصري)


القاهرة ـ نواقشوط ـ تندوف (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) لاحظ  الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية بان دور الجزائر اخذ في الاهمية بالنسبة لمنطقة الساحل مبرزا في مداخلة له  بان "عمليات الاختطاف والتجاوزات في المنطقة قد اظهرت  أن الوضع غير مستقر"، مبرزا في مداخلة في  ندوة فكرية نظمها مركز لاماب " ان الجزائرتحركت منذ بداية التمرد بعرض مساعيها الحميدة والوساطة
واعرب الخبير عن قناعته بأنه من الصعب إيجاد حل بشمال مالي إذا لم يكن هناك تحرك جزائري أكبر،كون الجزائر تظل الرقم الأهم في معادلة الحل، في نظره
'' ان مقاربة الجزائر في معالجة الوضع، ورفض أي تدخل أجنبي كانت صائبة. ثم  أن مشكلة دول الساحل، جنوب الصحراء، هي هشاشة الدولة، ومعالجة هذه الهشاشة وقيام دول لديها القوة في تسيير شؤونها الداخلية سيخدم أمن واستقرار المنطقة،ما يحدث هو نتيجة مباشرة للتدخل العسكري الغربي في ليبيا  بحسب رؤية الكاتب''
"هناك مؤشرات تفيد بوجود علاقة بين أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولكن في هذا الوضع من الصعب جدا رسم خريطة التحالفات في شمال مالي، لأنها في الواقع انعكاس لبروز موازين وعلاقات قوى، وتخاطب مختلف القوى الفاعلة، أو تداخل مصالح مشترطة، تتقاطع أحيانا وإن كانت ظرفية، دون أن تكون علاقات متينة ودائمة." يقول المحلل المصري في قراءته  لما يحدث في شمال مالي

" أن تعلن دول غربية اعترافها بدولة الأزواد إذا قدمت الأخيرة الضمانات الكافية في محاربة القاعدة، والمساهمة في إقامة الأمن والاستقرار في المنطقة، كما حصل الأمر مع جنوب السودان وجيبوتي وإريتيريا'' يقول المحلل المصري في  قراءته معتبرا "أن لجوء الدول الغربية إلى التدخل العسكري من أجل إعادة الاستقرار في المنطقة مستبعد، كونها أدركت جيدا عدم مقدرتها على مجاراة فاتورة حرب العصابات"
" أن ما يحدث في دولة مالي نتيجة مباشرة للتدخل الغربي في ليبيا، أن الدول التي ساهمت في إسقاط نظام القذافى استخفت بالدور الذي كان يؤديه هذا الأخير في التحكم في العديد من الجماعات المسلحة التي كان يستغلها لتجد نفسها دون قيادة، وبغير هدف يضيف  الكاتب "
واشار الى وجود حساسية  من التدخل قائلا "  هناك حساسية في مثل هذه الأوضاع، فأي تدخل، خاصة للدول العربية، سيُرى على أنه استعمار جديد، ولكن حينما لا يتم التدخل يعتبر أيضا بأنه تخلٍ عن مهام ودور، ولكن الأساس يكمن في تسيير الأزمة والتزام دول الجوار لإيجاد تسوية سريعة، لأن الوضع الحالي يؤثر بصورة مباشرة على أمنها الداخلي. فالأحسن ألا يكون أي تدخل من فرنسا والولايات المتحدة، إلا إذا كان كدعم، أو بوجود طلب واضح، وهذا هو الواقع حاليا من موقف الدولتين."

 في نظرته لطبيعة الحل ،يلفت  الباحث النظر  الى  دور رابطة دول غرب إفريقيا الذي يعتبره بالرائد في الملف،في حال تعثرت المفاوضات، خاصة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد،فإن الخيارات الأخرى ستبرز لدول الجوار خارج الوسائل الدبلوماسية.
"أعتقد أن مالي يمكن أن يتجه إلى إيجاد بديل توافقي مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والتوجه إلى نوع من الاستقلال الداخلي. وأرى أن المفاوضات يمكن أن تضم كافة سكان الشمال لأن الحركة لا تمثل جميع التوارق، بل هناك شرائح أخرى من السكان، مثل العرب والسونغاي، التي يتعين أخذها بعين الاعتبار في حسبان ميزان القوى".

ويرى المحلل أن تنظيم القاعدة هو "أكبر خاسر" نتيجة التحولات التي تعرفها المنطقة،بالقول : فبعدما كان هو الفاعل الوحيد في الساحل بعد انهيار نظام القذافى، ظهر فاعلون جدد في المنطقة، على غرار  جبهة تحرير الأزواد التي أعلنت استقلالها عن باماكو، وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد التي أعلنت انشقاقها عن القاعدة.
"يبدو أن القراءات الأولى التي ربطتها بالقاعدة يمكن أن تكون متسرعة، لأن رهانات هذه الجماعة تختلف عن رهانات القاعدة،. وعلى عكس القاعدة التي تهتم بالعنصر العربي في صفوفها فهي تختلف عنها، حيث إنها مكونة من عناصر غير عربية وتوارف، وهي تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية. أما الفاعل الثالث، جماعة التوحيد والجهاد، فهي لا تملك القوة حتى تفرض نفسها، وتفرض ما تريد، وهي كانت قد أعلنت انفصالها عن القاعدة''، يوضح الكاتب في تشريحه للقوى في شمال مالي " يوضح الكاتب
وعن امتدادات ما تشهده مالي من أحداث، وتداعيات ذلك على المنطقة،يرى الباحث المصري انه ''ينبغي أن يقرأ الوضع انطلاقا من الوضع الداخلي المالي، الذي ستكون له امتدادات على دول التشاد وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *