-->

ندوة فكرية:"معاقبة الشعوب على خياراتها الديمقراطية اسلوب لايجدي نفعا" (كاتب فلسطيني)


مصر، تندوف، نواقشوط(وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة)- لاحظ الكاتب الفلسطيني تحسين يحي ابو عاصي بان اسلوب "معاقبة" الشعوب على خياراتها الديمقراطية عفى عليه الزمن وسيجر كوارث، في مداخلة ضمن الندوة الفكرية "ازواد" سيناريوهات الحل في ظل التغيرات ولعبة الموازين" التي ينظمها مركز لاماب المستقلة للدراسات الاستراتيجية والسياسية بدء من اليوم وحتى الاثنين المقبل
ولاحظ الاستاذ تحسين يحي ابو عاصي في مداخلته "ان جميع المحاولات التي تهدف إلى كسر إرادة الأمم قد آلت إلى الفشل ، وان معاقبة الشعوب على خياراتها الديمقراطية لا تجدي شيئا وما تجربة غزة ومصر عنا ببعيد"
وقال بان التدخل العسكري من قبل في ليبيريا وسيراليون وساحل العاج، وإن حققت بعض النجاحات في مهامها الأمنية ، فإن تلك النجاح لم تكتمل بعد حتى تاريخه ، وهذا مؤشر كبير له مدلولاته مضيفا في محاضرته "  لا أعتقد بأن تلك المجموعة ستنجز شيئا أمام حالة مالي ، خاصة وان هناك نشاطاً عضويا واضحا لعدد من الحركات الإسلامية في المنطقة"  فلكل مرحلة رجالها ومتغيراتها ، ولا يسير التاريخ بوتيرة واحدة ، فكما أن الربيع العربي هو مرحلة جديدة ، فلا بد من أن يكون لهذه المرحلة إفرازاتها الحتمية بحكم معادلة التكامل والتفاعل بين الشعوب ، شئنا ذلك أم أبينا ، وما اضطرابات اليونان ولندن وحركة ( احتلوا وول سترييت عنا ببعيد "
Occupy Wall Street " ، بمعنى انه لا بد من حدوث واقع جديد ربما يعصف بكيانات أخرى جديدة ، أو يؤدي إلى تغيير جديد في الخارطة
كل ذلك مؤشر في نظر المحاضر على أن حركة التاريخ حتمية لا يمكن أن تقف من ناحية ، وان إرادة المظلومين لن تُقهر من ناحية أخرى ، وان جميع المحاولات التي تهدف إلى كسر إرادة الأمم قد آلت إلى الفشل
واستبعد المحلل الفلسطيني  نهج المؤامرة" في  كثير من الاحداث الذي يتبعه الكثير من المحللين  قائلا :" إنني أختلف مع كثير من المحللين القائلين بأن قيام كيان جديد في منطقة الساحل يلتقي مع توجهات وسياسات غربية .. كما لا اتفق مع من يقول بان الإعلان عن ميلاد دولة هناك يُعتبر امتدادا للمشروع الاستعماري الغربي القائم على تفتيت الوطن العربي ومنطقة الساحل ، والتي بدأت بالعراق وامتدت إلى السودان، فهذا في رأيي خلط بين حقيقة الواقع وبين الشهوة السياسية عند هذا المحلل السياسي أو ذاك، فالسودان تتعرض لمؤامرة واضحة أدواتها ليسوا من الإسلاميين لكي يحلو للكثير تعليق فشلهم على بُعبُع الإسلاميين ... كما إنني لا أوافقهم عندما يعتبرون أن قيام تلك الدولة سيؤدي إلى تفكيك دولة مالي إلى 23 كيانا جديدا -يعادل عدد العرقيات الموجودة في مالي.
" ويقولون أن النيجر هي الحلقة القادمة في مسلسل إعادة تشكيل المنطقة، بعد تفتيتها حسب المخطط الغربي، وان قوى غربية تدعم بشكل مباشر الجماعات الإرهابية التي سوف تحول الحدود إلى معابر لتجارة الأسلحة والمخدرات واللصوص وقطاع الطرق، وغيرها من عمليات الإجرام، وتعرض المسافرين لعمليات سطو وضرب ونهب، والاعتداء بالسلاح، وان ذلك هو المشروع الحقيقي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية والصين من خلال صراعاتها القائمة؛ لتفكيك المنطقة إلى دويلات، والاستحواذ على ثرواتها ومواردها الطبيعية الممتدة على طول 5 ملايين كلم مربع
" ولقد فشل هؤلاء مَهَرة الفذلكة الكلامية – حلفاء ومعارضة - في مكافحة الفساد ، وقمعوا الحريات، وامتصوا دماء شعوبهم ، ورهنوا خيرات أوطانهم لصالح  أعداء شعوبهم ، ثم يرتدُون اللباس الوطني وفق أهوائهم كلباس الثعالب ؛ لينطبق عليهم قول الشاعر : برز الثعلب يوما في لباس الواعظين ..... ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين ، واعتبروا أن عدوهم المركزي هو الإرهاب الإسلامي ؛ للتغطية على تحالفاتهم وامتيازاتهم" يقول الكاتب في مداخلته 
في هذا المضمار ذكر  بان مالي كانت  جزءاً من ثلاث إمبراطوريات إفريقية غربية ، هي مملكة غانا ، ومالي ، وصونغاي ، وفي أواخر القرن التاسع عشر سيطرت فرنسا على مالي ، وجعلتها جزءا من السودان الفرنسي ، وضمت فرنسا إليه في ذلك الوقت السنغال ... فلا أحد يتمكن من إيقاف حركة التاريخ ، خاصة من بعد أن ظهر واضحا ذلك الفشل الذريع لجميع تلك الأنظمة الحاكمة في آسيا وإفريقيا ، والتي أجادت بمهارة قمع وذبح شعوبها .
" أعتقد أن العقيدة القتالية المؤدلجة ليس فقط لحركة تحرير الازواد وحلفائها من الحركات الإسلامية الأخرى ، بل لجميع الأجسام المناضلة خاصة في العصر الحديث ، بحيث لا يمكن تطويعها وفق مزاج مصالح الدول ومنطلقاتها  السياسية ، فهي ستقاوم كافة التهديدات التي ستواجهها بعقيدة المقاتل – وما لهذا التعبير من معانٍ عميقة في تقديري –  ففي حرب مالي ازداد الانشقاق في صفوف الجيش المالي لصالح مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد ، وفرَّ معظم عناصر جيش مالي أمام قوة أداء وفعل العقائديين الذين سيطروا على غاو في اليوم الأول من انسحاب الجيش المالي يقول الكاتب الفلسطيني"
واعرب عن يقينه في فشل المجتمع الدولي والإقليمي في التعامل مع قضية ازواد على غرار   تجارب سابقة في أفغانستان وباكستان والصومال والعراق، حتى لو تم الإعلان عن إمارة إسلامية في إقليم أزواد ، واستنساخ تجربة طالبان والقاعدة في أفغانستان.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *