إلى أين يسير قطارنا بعد سنوات الحرب والانتظار "ممارسات"
الصحراء الغربية(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قبل ازيد من عشرين سنة، وفي "ذروة" نهاية الحرب الباردة بعيد سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي وما انجر عن ذلك من تغيرات وسقوط لانظمة سياسية ظلت ردحا من الزمن تشكل حصونا قوية ومتاريس لحرب مشتعلة بين العملاقين (حلف وارسو والناتو)، دعاني ذلك القيادي الذي كان وقتها من اكبر "صقور" جبهة البوليساريو في نظر الراي العام وحتى العدو، وقال لي بالحرف الواحد انكم مجموعة الشباب تشكلون خطرا بل انكم بمثابة ابناء العقرب التي تاكل امها، في اشارة منه للوضعية "المتملمة" التي انجرت عن ما بات يعرف في المخيمات بخريف الانتفاضة عقب تقديم مجموعة من القيادات استقالة غير مسبوقة جراء تناقضات وتراكمات انجرت عن سنوات من صراع الارادات وعدم التسليم على مستوى بعض القيادات المتنفذة في جبهة البوليساريووقلت له يومها ان ما يطالب به الشباب وحتى بعض القيادات في جبهة البوليساريو من "نقد واصلاحات"، مرده اننا لم نعرف كيف نواجه بعض القضايا وفي مقدمتها هذا التواجد الكبير للطاقات الهائلة والثقافات المختلفة، وان ما يقع مجرد ردات فعل عادية بالنظر لطبيعة المجتمع ثم اننا لانعيش في جزيرة بحكم الاحتكاك مع الاخرين، خاصة الحليف الذي كان يومها منفتح بشكل غير مسبوق على تجربة التعددية السياسية.
لكن ذلك القائد اصم الاذان واصر على انني مخطئ ويجب ان ينال مني العقاب بحجة دفاعي عن "التغيير قبل التحرير ".. قلت لايجب ان تحكم علي مثل هذه الاحكام "المسبقة" بالنظر لكونك لم تعرفني ولم تجالسني الا في هذه اللحظة غير المريحة..
امرني بالخروج بطريقة غير لبقة رغم انني كنت من الذين يكنون له احترام يصل درجة "التقديس"، لكن عقب تلك المقابلة خرجت بانطباع، ذكرني بنكتة ساخرة منسوبة للكاتب الانجليزى (برناردشو) انه حضر ذات مرة لحفل غنائ لكن صاحب الكمان لم يكن يجيد دوره في العزف مما خرج على الذوق، فقال الكاتب عندما سئل عن رايه: ان الموسيقار اشبه منه شكسبير في العزف، فقيل له ما علاقة ذلك الكاتب بالموسقيى، فرد مثل علاقة هذا العازف بما يعزف ..كون الاول اخطأ تمثل دوره فنزل الى الهاوية في نظر جمهوره
فالرجل لم يكن في المستوى الذي وضعته فيه مكانة المقاتل الشجاع والصيت الذي بصمته افعاله قبل اقواله في وجدان وضمير الانسان الصحراوي.
ثم عدت من حيث اتيت, وتذكرت مقولة مشهوره لذلك الكاتب الانجليزى (شكسبير): ان الممثل البارع يموت على خشبة المسرح مع انتهاء دوره لكنه يخلد في الذاكرة بالنسبة للمتفرجين مدى الحياة..ودار الزمن دورته، بعد سنوات وسنوات حيث توقفت عجلة الكفاح المسلح مع وقف اطلاق النار، وبدأ خطاب البوليساريو يتغير ويحاول ان يكيف نفسه، فعاود علي الرجل الكرة لكن هذه المرة بخطاب "جديد" دون ان يتمكن من هضم مفرداته و دون ان يتنازل عن فكرة القتال ولا شئ غيره لافتكاك النصر وان العدو لا يفهم الا تلك اللغة وان وقف اطلاق النار مضيعة والانتفاضة التي بدأت وقتها تأخذ مجراها بشكل محتشم، غير قادرة على فعل اي شئ وان كل المراهنين على ذلك انما يراهنون على الاستسلام ...
قلت لايجب الافراط في التشاؤم فنحن على الطريق ولا اظن ان خيار الكفاح المسلح او بالاحرى ارادة المقاومة، باستطاعة اي كان حرماننا منها عندما نريد ذلك، او ترى ذلك القيادة السياسية التي كانت بالنسبة له غير موجودة بحكم التقليص الذي اقره المؤتمر الخامس للجبهة البوليساريو حيث اصبح اعضاء اللجنة التنفيذية سبعة اعضاء بدل من 9 عقب صراع اجندة بحسب العارفين بخبايا البوليساريو، والتوسعة التي ادخلت بعد المؤتمر الثامن حيث تسوعت القيادة الجديدة عبر الامانة الوطنية في صيغتها الاولى...
ثم دارت الايام دورة جديدة، وحملت معها مفاجات منها ان وقع ذلك الرجل في شباك مصيدة العدو عبر لعبة احيكت من طرف المخابرات ضمن الحرب المستمرة والخفية التي لم يطالها وقف اطلاق النار، بل اذكى جذوتها على جميع الاصعدة في ظل التراخ الذي وجدت البوليساريو نفسها فيه بفعل سنوات الانتظار.. ولا اظن انها ستتوقف حتى مع اعلان الاستقلال ... وللحديث بقية ـ سائر على الدرب ـ
لكن ذلك القائد اصم الاذان واصر على انني مخطئ ويجب ان ينال مني العقاب بحجة دفاعي عن "التغيير قبل التحرير ".. قلت لايجب ان تحكم علي مثل هذه الاحكام "المسبقة" بالنظر لكونك لم تعرفني ولم تجالسني الا في هذه اللحظة غير المريحة..
امرني بالخروج بطريقة غير لبقة رغم انني كنت من الذين يكنون له احترام يصل درجة "التقديس"، لكن عقب تلك المقابلة خرجت بانطباع، ذكرني بنكتة ساخرة منسوبة للكاتب الانجليزى (برناردشو) انه حضر ذات مرة لحفل غنائ لكن صاحب الكمان لم يكن يجيد دوره في العزف مما خرج على الذوق، فقال الكاتب عندما سئل عن رايه: ان الموسيقار اشبه منه شكسبير في العزف، فقيل له ما علاقة ذلك الكاتب بالموسقيى، فرد مثل علاقة هذا العازف بما يعزف ..كون الاول اخطأ تمثل دوره فنزل الى الهاوية في نظر جمهوره
فالرجل لم يكن في المستوى الذي وضعته فيه مكانة المقاتل الشجاع والصيت الذي بصمته افعاله قبل اقواله في وجدان وضمير الانسان الصحراوي.
ثم عدت من حيث اتيت, وتذكرت مقولة مشهوره لذلك الكاتب الانجليزى (شكسبير): ان الممثل البارع يموت على خشبة المسرح مع انتهاء دوره لكنه يخلد في الذاكرة بالنسبة للمتفرجين مدى الحياة..ودار الزمن دورته، بعد سنوات وسنوات حيث توقفت عجلة الكفاح المسلح مع وقف اطلاق النار، وبدأ خطاب البوليساريو يتغير ويحاول ان يكيف نفسه، فعاود علي الرجل الكرة لكن هذه المرة بخطاب "جديد" دون ان يتمكن من هضم مفرداته و دون ان يتنازل عن فكرة القتال ولا شئ غيره لافتكاك النصر وان العدو لا يفهم الا تلك اللغة وان وقف اطلاق النار مضيعة والانتفاضة التي بدأت وقتها تأخذ مجراها بشكل محتشم، غير قادرة على فعل اي شئ وان كل المراهنين على ذلك انما يراهنون على الاستسلام ...
قلت لايجب الافراط في التشاؤم فنحن على الطريق ولا اظن ان خيار الكفاح المسلح او بالاحرى ارادة المقاومة، باستطاعة اي كان حرماننا منها عندما نريد ذلك، او ترى ذلك القيادة السياسية التي كانت بالنسبة له غير موجودة بحكم التقليص الذي اقره المؤتمر الخامس للجبهة البوليساريو حيث اصبح اعضاء اللجنة التنفيذية سبعة اعضاء بدل من 9 عقب صراع اجندة بحسب العارفين بخبايا البوليساريو، والتوسعة التي ادخلت بعد المؤتمر الثامن حيث تسوعت القيادة الجديدة عبر الامانة الوطنية في صيغتها الاولى...
ثم دارت الايام دورة جديدة، وحملت معها مفاجات منها ان وقع ذلك الرجل في شباك مصيدة العدو عبر لعبة احيكت من طرف المخابرات ضمن الحرب المستمرة والخفية التي لم يطالها وقف اطلاق النار، بل اذكى جذوتها على جميع الاصعدة في ظل التراخ الذي وجدت البوليساريو نفسها فيه بفعل سنوات الانتظار.. ولا اظن انها ستتوقف حتى مع اعلان الاستقلال ... وللحديث بقية ـ سائر على الدرب ـ