-->

المغرب أمام سيناريو الانهيار بعد عودة المقاتلين المغاربة من سوريا واكتسابهم مهارات حربية

الرباط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) كل المؤشرات تدل على أن موجة
المقاتلين المتشددين المغاربة الذين ذهبوا للحرب في سوريا بمباركة النظام الملكي الذي كان يعلن تاييده للمعارضة ضد نظام بشار الاسد، ولكن السحر هذه المرة انقلب على الساحر وبدأت صفارات الانذار تطلق اشارات التحذير، التي تعتبر هذه المجموعات الارهابية الأكثر إثارة للقلق على الأمن المغربي لسببين، الأول مستوى التدريب والثاني يتجلى في ارتفاع عددهم.
وللتخفيف من وقع الصدمة يحاول المخزن اخراج سيناريوهات مفبركة باعلانه تفكيك خلايا ارهابية، كان اخر هذه المسرحيات المكشوفة يوم السبت الماضي حيث أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك خلية قالت انها كانت تستقطب وتجمع تمويلات لإرسال محاربين إسلاميين الى سوريا ضمن ما يعرف “بالجهاد” ضد نظام بشار الأسد، وهذه حلقة ضمن حلقات عديدة في مسلسل الفبركة الاعلامية لتفكيك خلايا الجهاديين نحو سوريا.
وبدأ المغاربة ينخرطون في ظاهرة “القتال العالمي” مع الغزو السوفياتي لأفغانستان، وكان عددهم محدودا وبتشجيع من الدولة المغربية، ثم ارتفع مجددا مع الحرب الأمريكية ضد أفغانستان ولاحقا مع العراق بينما الموجو الأخيرة هي سوريا.
وكانت السلطات المغربية تتسامح مع هؤلاء المسلحين وتقدم لهم الحماية والدعم بسبب تبني موقف ضد نظام بشار الأسد، وجراء هذه السياسة جرى التغاضي نسبيا على توجه الإسلاميين الى سوريا للقتال بل لم يتردد النظام الملكي في تمويل ذهاب هؤلاء وخاصة مدهم بالسلاح الخفيف.
لكن الأوضاع تغيرت، فالحرب تستمر ويترتب عن هذا ارتفاع المسلحين الذين يلتحقون بسوريا للقتال ضد بشار، فقد التحق أكثر من 800 مقاتل مغربي بسوريا خلال الثلاث سنوات، وهو رقم مرتفع، لكن المقلق والخطير هو أن الغالبية منهم تعاطت للقتل وتدربت كثيرا على تفخيخ السيارات وصنع المتفجرات.
وتحمل الأخبار عن زعامة مغاربة لكتيبات من المسلحين وخوض فرق مغربية موجهات شرسة مع القوات النظامية التابعة لبشار الأسد واكتسابهم مهارات في تزييف الوثائق، ولم يحصل هذا من قبل بل كان المغاربة يوصفون بالأدوات التنفيذية في أفغانستان والعراق. وفي الوقت نفسه، أضحى المغاربة الأكثر خبرة في تهريب وتسفير المرشحين للجهاد الحربي انطلاقا من أوروبا الى سوريا.
ويجد المغرب نفسه أمام سيناريو مرعب، وكانت الأجهزة الأمنية قد تعاملت مع ظاهرة السلفية بعد تفجيرات 11 سبتمبر وأساسا 16 مايو في الدار البيضاء بنوع من “الاعتقال العشوائي ولجماعي” لكن هذا الأسلوب لم يعد ينفع في الوقت الراهن لأسباب حقوقية، وهناك يكمن التحدي المطروح أمنيا في المستقبل القريب، أي مباشرة بعد انتهاء الحرب السورية.
وسبق لبعض المحللين الغربيين أن أكدوا “انتهاء الحرب في سوريا يعني عودة المقاتلين الى أوطانهم إذا لم ينتقلوا الى منطقة أخرى، وقتها ستجد حكوماتهم نفسها أمام أكبر تحد في معالجة هذا الملف”.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *