-->

الصحراء الغربية : الرئيس الصحراوي يدعو الأمين العام الاممي للتدخل العاجل لضمان حماية المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة

بئر لحلو 21 ماي 2011 (لاماب ـ المستقلة )- دعا  رئيس جمهورية الصحراء الغربية ،الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز،في رسالة وجهها الى، الأمين العام الاممي بان كي مون للتدخل العاجل لضمان حماية المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة، بعد الهجوم الوحشي الذي تعرض له منزل عائلة الشعيد سعيد دمبر، مجددا المطالبة بضرورة توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان

وفيما يلي نص الرسالة الكامل:

بئر لحلو، 21 مايو 2011
السيد بان كي مون،
الامين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك

السيد الأمين العام،

لم تكتف سلطات الاحتلال المغربي بعملية اغـتيال جبانة بحق المواطن الصحراوي سعيد سيد أحمد عبد الوهاب، المعروف بسعيد دنبر، في 24 ديسمبر 2010، في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، بل إنها اليوم تعمد، وبأساليب تزداد عنفاً ووحشية، إلى إسكات مطلب العائلة الشرعي في الإسراع بالكشف عن ملابسات تلك الجريمة البشعة ومعاقبة المسؤولين عنها.

فمساء يوم 19 مايو 2011، وأمام منزل عائلة الشهيد سعيد دنبر، الكائن بحي القدس بالعاصمة الصحراوية المحتلة، التأمت جموع من المواطنين الصحراويين لمساندة ذلك المطلب، لإنهاء وضعية مأساوية محزنة، تدفع ثمنها هذه العائلة التي لم تدفن فقيدها بعد، رغم مرور زهاء الخمسة أشهر على وفاته، نتيجة تعنت سلطات الاحتلال المغربي في كشف الحقيقة كاملة، وإزاء المطالب العادلة والمشروعة لكل الشعب الصحراوي في تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان.

ورغم الطابع السلمي الحضاري لهذا الاعتصام التضامني، فقد فوجيء الحضور، الذي كان أغلبه من النساء والأطفال، بهجوم وحشي من طرف تشكيلات مغربية مختلفة، من شرطة وقوات أمن يزي رسمي ومدني وقوات التدخل السريع والقوات المساعدة وما يسمى لمخازنية، في عنف مفرط لم يدخر حتى استخدام الحجارة من الحجم الكبير، مع العصي والهروات، مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة ومتفاوتة الخطورة في صفوف المتظاهرين العزل.

وبعد أن أدى التدخل الأول إلى دخول أغلب المعتصمين إلى منزل عائلة الشهيد سعيد دنبر، فقد لجأت قوات الاحتلال المغربي إلى تضييق الحصار على المنزل بل والهجوم عليه، بدءاً بتكسير سياج النوافذ وقطع التيار الكهربائي ومواصلة رمي المواطنين بالحجارة الكبيرة من الأسطح المجاورة، لثنيهم عن مواصلة الاعتصام داخله.

ومن بين هذه الإصابات، التي امتنعت سلطات الاحتلال المغربي عن الإسراع في نقلها للعلاج، هناك لائحة أولية من أكثر من 40 ضحية، تضم كلاً من : خيرة أحمد لمبارك (والدة الشهيد سعيد) ـ ميمونة مسكة ـ المستحية البلال ـ لمرابط عبد الرحمن ـ نهيلة لعبيد ـ كجمولة الإسماعيلي ـ أم خويتة سيد أمو ـ سيد أحمد الوالي (قاصر) ـ لمامة هيبات ـ حمزة الصحراوي ـ الفيلالي حمدي ـ فاطمة عمار ـ عبد الله السباعي ـ خيرة كنوية ـ الخليفة اسويلم ـ موسى الصحراوي ـ أمنتو الزروالي ـ يوسف الركيبي ـ زليخة محمد عند الله ـ هترة آرام ـ علي أبوجهاد (قاصر) ـ مريم النوشة ـ الساه امبيريك ـ سعيد هداد (معاق ذهنياً ) ـ الولي دنبر (شقيق الشهيد سعيد) ـ الدخنة البلال ـ اطفيلوها بانا ـ مريم البورحيمي ـ شوبيدة لعروصي ـ محمد لمين لخليفي ـ أم لخوت السعدي ـ عبد الله بابيت ـ محمد صالح الشريف ـ عبد الرحمن لمرابط ـ حمدي لمغيمظ ـ الشريف الكوري ـ سعيد لبيهات ـ عليين التوبالي ـ مريم دنبر (شقيقة الشهيد سعيد) ـ النيهة لعبيد ـ بمام زديدات (قاصر) ـ حيمداها النومرية ـ يزانة لمعمري ـ الحافظ التوبالي الخليل الشيخي ـ الدخنة البلال...


السيد الأمين العام،
إن هذا التدخل الهمجي الجديد، وإن كان أكثرها وحشية، فلم يكن هو الأول، حيث سبق لسلطات الاحتلال المغربي أن هاجمت المتظاهرين الصحراويين، المتضامنين مع عائلة الشهيد سعيد دنبر، في ثلاث مناسبات على الأقل، بتواريخ 21 يناير 2011 و21 و 22 أبريل 2011.

إنه لمن المستغرب المستهجن المرفوض أننا لا زلنا نشهد اليوم مثل هذه الممارسات البشعة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فوق إقليم واقع تحت المسؤولية المباشرة للأمم المتحدة.

بعد جريمة الاحتلال اللاشرعي، غير القانوني وغير الأخلاقي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، لم تتوقف الحكومة المغربية عن ارتكاب الانتهاكات الجسيمة والجرائم النكراء، التي لم تتوقف عند التصفية الجسدية، بل والعمل على إخفاء آثار الجريمة والتنكر لمسؤوليتها عنها، بل وارتكاب جريمة جديدة بالقمع الوحشي البشع في حق مواطنين مسالمين عزل، لا ذنب لهم سوى المطالبة بتطبيق ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وضرورة الكشف عن الحقيقة كاملة، سواؤ في حالة الشهيد سعيد دنبر أو في مئات الحالات الأخرى من الاغتيالات السياسية والاختفاءات القسرية.

ومرة أخرى تتأكد الحاجة الماسة إلى ضرورة الإسراع في إرسال لجنة تحقيق دولية مستقلة، للكشف عن حقيقة ما وقع ويقع من انتهاكات مغربية جسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي، والتي لم تكن هذه الجريمة إلا مثالاً عليها، يضاف إلى أمثلة أخى معاصرة، كالهجوم العسكري على مخيم اقديم إيزيك ومدينة العيون المحتلة في 8 نوفمبر 2011، وما وقع في مدينة الداخلة في 26 فبراير 2011، وفي بوجدور والسمارة وغيرها من المدن الصحراوية المحتلة.

وفي هذا السياق، ونحن ندين هذا العمل الإجرامي الجديد في حق المواطنات والمواطنين الصحراويين، فإننا نشدد على ضرورة تدخلكم العاجل من أجل ضمان حماية هؤلاء المدنيين العزل، ونجدد المطالبة بضرورة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.

كما لا يفوتنا التذكير بـإنهاء معاناة العائلات الصحراوية التي لاتكاد تخلو عائلة منها من شهيد أو فقيد أو معتقل، من خلال ممارسة كل الضغوط العقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تنصاع لمقتضيات الشرعية الدولية، وتتوقف عن عرقلة استفتاء وتقرير المصير، وتطلق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين.


في انتظار ردكم العاجل تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام




محمد عبد العزيز،
الامين العام لجبهة البوليساريو

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *