منظمة العفو الدولية تعتبر ما يجري من تحولات اعظم تحدي للانظمة منذ نهاية الحرب الباردة
(لاماب ـ المستقلة ـ )
تعتبر التحولات الاجتماعية السياسية الجارية في العالم في الاشهر الاخيرة، كما جاء في التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية التي تحتفل في هذه السنة بيوبيلها الـ50، من اوسع التحولات منذ انتهاء "الحرب الباردة".
فجاء في الوثيقة ان "العديد من الانظمة الدكتاتورية واجهت لاول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين تحديات لسلطتها المستبدة". ويدعو المدافعون عن حقوق الانسان في غضون ذلك، المجتمع الدولي لعدم تفويت المبادرة، بغية الا تصبح موجة التحولات الراهنة "املا واهيا".
واشار سكرتير عام المنظمة سليل شيتي الى انه "يتعين على حكومات الدول الكبرى القيام بدور اساسي. فقد كانت على مدى سنين عديدة تتغاضى عن ممارسة الانظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا التعذيب والاضطهاد من اجل منافع سياسية واقتصادية. وقد لفتنا الانتباه مرات للخروقات المنتظمة في ليبيا نفسها، ولكن نداءاتنا لم تلق الانصات. ولذلك ندعو لاتخاذ اجراءات وقائية وعدم انتظار الازمات".
ويجري في التقرير من 400 صفحة والملحق الخاص المكرس لبلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا تحليل الوضع المتعلق بحقوق الانسان خلال السنة الماضية فيما مجموعه 157 بلدا. ولم ينج اي بلد من انتقادات منظمة العفو. فانهالت المنظمة باللائمة على الولايات المتحدة بسبب مواصلة ممارسة الاعدام وعدم الايفاء بوعد اغلاق سجن غوانتانامو، وتعرضت الصين للادانة على رفض اطلاق سراح حائز جائزة نوبل للسلام ليو شياو بو، وفي بلدان رابطة الدول المستقلة يطارد النشطاء الوطنيين والمدونين وكذلك السياسيين المعارضين والمرشحين لمنصب الرئاسة. ولا تتصف بالكمال حتى المناطق "النموذجية"، مثل الاتحاد الاوروبي، حيث تعرضت للوم ليتفا وايطاليا على عدم التسامح مع المنحرفين جنسيا.
ومع ذذلك تنظر المنظمة الى المستقبل بتفاؤل وتثمن التقدم الملموس في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في بلدان العالم، بما في ذلك بفضل عمل منظمة العفو.وقال الرئيس الاداري للمنظمة بشكل مجازي ان "فرصة التحولات الجديدة نشأت في الغالب نتيجة المطالبة بالحرية والعدالة، التي عمت بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا كالحريق".