-->

الرئيس الصحراوي يؤكد صعوبة الجزم بهوية الخاطفين ويدين تشفي وزير الخارجية المغربي بمعاناة المتعاونين الثلاثة



الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) أكد رئيس الجمهورية الصحراوية، محمد عبد العزيز ، في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية، بأن سلطات بلاده لا يمكن أن تجزم بهوية منفذي عملية اختطاف الرهائن الأجانب الثلاثة من مخيمات اللاجئين الصحراويين يوم السبت الماضي.
وصرح الرئيس الصحراوي بأن "القاعدة غير موجودة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، وليس لجبهة البوليساريو حتى الآن أية معلومات للتأكيد بأن هذه العملية قد نفذت من طرف القاعدة".
الأكيد في الأمر، يضيف الرئيس الصحراوي، هو "أن سيارتين للدفع الرباعي جاءتا من حدود مالي، واحدة منها توقفت على بعد 70 كلم من المخيمات الصحراوية في حين دخلت الثانية إلى منطقة الشهيد الحافظ (الرابوني) ونجح ركابها في اختطاف المتعاونين الثلاثة".
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية، استنادا إلى شهود أجانب التقتهم بمخيمات اللاجئين الصحراويين، أن عشرة إرهابيين مسلحين شاركوا في عملية الإختطاف، ويبدو أنهم كانوا مستعدين جيدا للعملية نتيجة لوصولهم المباشر لمكان تواجد الأجانب بالمخيم، حسب تحليل الوكالة. غير أن الرئيس الصحراوي قال "بأن كل هذه الوقائع لا تمكننا من تحديد هوية الإرهابيين الذين اقترفوا هذا الفعل. صحيح أن التخمينات تشير إلى إمكانية كونهم من القاعدة، لكننا لا نستطيع حتى الآن تأكيد هذا".
واعترف الرئيس الصحراوي أن هذه العملية "هي أمر جديد على الصحراويين"، مشيرا إلى أنها "ليست نتاجا محليا، بل هي عملية غريبة وجديدة اقترفها إرهابيون قادمون من مالي، هذا البلد الذي يجب التذكير اننا لا نملك حدودا معه، بل أن الخاطفين مروا من موريتانيا للوصول إلينا".
من جهة أخرى انتقد رئيس الدولة الموقف المغربي مشيرا إلى أن بلاده "تنظر بقلق إلى تصريحات وزير الخارجية المغربية".
"لقد شعرنا كيف عبر هذا الوزير عن ارتياحه لهذا الفعل ولهذه المأساة الإنسانية. لقد كان سعيدا لمعاناة هؤلاء الأبرياء، ولا يسعنا نحن إلا أن نعبر عن إدانتنا لذلك"، يقول الرئيس الصحراوي متأسفا لتشفي الوزير المغربي للخارجية لما جرى بمخيمات اللاجئين ضد المتعاونين الثلاثة خلال تصريحاته يوم الربعاء في ندوة صحفية رفقة وزيرة الخارجية الاسبانية.
أكثر من ذلك أضاف الرئيس أن "كلمات وزير الخارجية المغربي وضعتنا في حالة شك وجعلتنا نتساءل ما إذا كان من الممكن أن الحكومة المغربية هي التي تحرك مثل هذه العمليات ضد الشعب الصحراوي"، مشيرا إلى "أنها إن لم تكن قد فعلت ذلك في الماضي فيبدو على الاقل أنها تنوي ذلك في المستقبل. ونحن ندين هذه الرؤية المغربية".
وخلص الرئيس الصحراوي في هذا الموضوع إلى أن "الإرهاب يجب أن يدان من طرفنا جميعا، وبالخصوص الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، يجب إدانته من طرف العالم كله".
وبخصوص الدعوة الإسبانية للأمم المتحدة بالتحقيق في أمن مخيمات اللاجئين الصحراويين، والتي من المفترض أن تتم عبر بعثة للمفوضية السامية للاجئين وأعضاء من بعثة المينورسو، رد الرئيس الصحراوي أنها "ستكون فرصة لإبلاغهم بضرورة إدانة هذه الأفعال، ليس هذا فقط بل لنطالبهم بدعم الشعب الصحراوي حتى يتمكن من محاربة الإرهاب".
"سوف نطلب بمبادرات تسهل تحرير الشعب الصحراوي وتطالب الحكومة المغربية بوضع حد للإرهاب الذي يشنه على مواطنينا بالمناطق المحتلة"، يقول الرئيس الصحراوي، الذي انتقد موقف وزيرة الخارجية الإسبانية التي طالبت فقط بالتحقيق في أمن المخيمات دون أن تفعل نفس الشيء للتحقيق في الإنتهاكات المغربية اليومية في الصحراء الغربية.
"كان ليكون الأمر أكثر إيجابية ومقنعا لو طالبت خيمينيث الأمم المتحدة بفتح تحقيق حول أحداث مخيم أكديم إيزيك أو الأحداث الأخيرة في الداخلة"، وهو ما لم تتجرأ الوزيرة الإسبانية المطالبة به على ما يبدو.
وانتقد محمد عبد العزيز التوصية التي نصحت من خلالها الدولة الإسبانية رعاياها بعدم زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤكدا أن "كل البلدان التي تدافع عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان يجب أن تدعم الشعب الصحراوي الآن أكثر من أي وقت مضى".
وجدد الرئيس الصحراوي إدانته للعملية الإرهابية ومرتكبيها مشيرا إلى أن اختطاف المتعاونين الثلاثة "يؤثر علينا جميعا، ولا يجب أن يدفعنا إلى حث الناس على عدم المجيء للمخيمات، بل على العكس تماما"، معتبرا أن هذه العملية "استهدفت الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو" قبل غيرهما.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *