المداخلة التي اراد النائب البرلمان الصحراوي القائها بمناسبة تنصيب المجلس الوطني الصحراوي وانتخاب رئيسه
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلةـ توصلت لاماب المستقلة بمداخلة من النائب البرلماني الاستاذ التاقي مولاي ابراهيم والتي قال انه كان ينوي القائها بمناسبة تنصيب المجلس الوطني الصحراوي (البرلمان) والذي تزامن مع انتخاب رئيس البرلمان الصحراوي ببلدة تفاريتي (الاراضي الصحراوية المحررة) ، لكنه تعذر عليه ذلك نتيجة لضيق الوقت ، وهي كما وردت من المصدر :
السيد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيس الدولة
السيد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيس الدولة
السادة أعضاء الأمانة الوطنية والحكومة
السادة أعضاء المجلس الدستوري
السادة أعضاء المجلس الاستشاري
السادة ضيوف الشعب الصحراوي
السادة أعضاء الأسرة الإعلامية
السادة الزملاء النواب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل أن ألج في صلب الموضوع أطلب من الحضور الكريم الترحم على روح والدي الطاهرة الذي انتقل إلى جوار ربه يوم 03ديسمبر2011 في مدينة العيون المحتلة،هذا الأب الذي افتقدته وأنا لم أتجاوز عامي الثاني،وليست له أية صورة في مخيلتي،لأني رفضت رفضا قاطعا جميع أنوع المغريات المادية للعدو المغربي في سبيل العودة للوطن،ورفضت استخراج جواز سفر لزيارته كما رفضت إعداد استمارة خاصة بالزيارات العائلية لأنني لايمكن لي أن أتقبل رؤية عاصمة وطننا العزيز بأم عيني والعلم المغربي يرفرف عليها،فإما وطن مستقل استقلالا كاملا وإما الشهادة دونه،فالمثل الحساني يقول((حي مشكور ولا ميت محكور)).
وأضيف إلى علم الحضور الكريم أني كنت ولازلت من أشد الرافضين للهجرة إلى إسبانيا وغيرها من الدول لأني على يقين أن لشعبي ووطني دين علي لابد أن أسدده طال الزمن أم قصر،كما أن الهجرة في نظري ماهي إلا شكل من أشكال التقاعس عن المهمة النضالية السامية التي سخرنا لها أرواحنا وأنفسنا إلا وهي تحرير الوطن،ففضلت البقاء بين ظهران شعبي أكابد كما يكابد غيري من الوطنيين إلى أن يتحقق رجاء كل صحراوي وصحراوية في نيل الاستقلال والحرية.
إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هي المرجع الوحيد لكل أشكال النضال والتعبير،وعلى هذا الأساس فإني كنت ولازلت من أشد الرافضين لأي شكل من أشكال التعبير والنضال خارج إطار جبهة البوليساريو، ولا زلت أدعو كل الأصوات الحرة إلى النضال والتعبير من داخل مؤسسات الدولة الصحراوية،وأن الإصلاح لن يأتي إلا من الداخل،وماعدا ذلك فهو باطل...باطل...باطل ومحكوم عليه بالفشل الذريع.
السيد الرئيس
الحضور الكريم
إن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيس الدولة يمثل بوزنه الكبير معادلة أساسية في المشروع الوطني وتاريخه البطولي والنضالي لا يحتاج إلى تذكير في هذا المقام،فالرئيس رمز من رموزنا التاريخية والشعب الذي لايحترم رموزه معرض للفشل والضياع،ومن هذا المنطلق فإن الرئيس الذي منحه الشعب الضوء الأخضر في المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو ملزم أمام الله والشعب بتحقيق طموحاته في بناء دولة الحق والقانون التي ننشدها جميعا،دولة لامكان فيها للفساد والمفسدين الذين أصبحوا يشكلون العقبة الكبرى في عملية التحرير والبناء،هؤلاء المفسدين الذين أصبحوا يشكلون لوبي خطير بدأ ينهش الجسم الوطني رويدا رويدا وحان الأوان أن يستخدم الرئيس سيف الحجاج في وجه هذه الطغمة الفاسدة والشعب والبرلمان من ورائه في سبيل تحقيق الإصلاح المنشود،فنعم لدولة الكفاءات والقدرات لا لدولة التوازنات القبلية ولا سيما وأن الرئيس قال في المؤتمر الأخير أن زمن القبلية قد ولى إلى الأبد.
إن الضوء الأخضر الذي منحه الشعب للرئيس هو رسالة واضحة من أجل النهوض بالدولة الصحراوية نحو أفاق واعدة،وأي توجه مخالف لإرادة الشعب معناه بقاء دار لقمان على حالها وزرع الإحباط واليأس في النفوس وهو ما لا نتمناه بأي حال من الأحوال،ولن نسكت كبرلمانيين عن أي تجاوز أو تقصير في حق هذا الشعب الذي حملنا هذه المسؤولية الجسيمة لأننا ملتزمين امامه بالدفاع عن مصالحه العليا ومحاربة كل أشكال الفساد والتعسف والجور داخل أجهزة الدولة.
السيد الرئيس
الحضور الكريم
الكل يعلم أن قوة أية هيئة من قوة رئيسها وبالتالي فإن قوة المجلس الوطني تمر حتما من قوة رئيسه ولابأس أن أستحضر عبارة لشهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد كادت أن تختفي من أدبياتنا وهي عبارة((الإستقرار النسبي آفة الكادر)).
ومن خلال التجربة،أثبت السيد عبد القادر الطالب عمار أنه رجل البناء المؤسساتي وتجربته الفريدة في ولاية السمارة لازالت ماثلة للعيان،كما أن إنجازاته على رأس الحكومة الصحراوية جديرة بالإشادة والتقدير.
ومن هذا المنطلق أرى أنه جدير برئاسة المجلس الوطني حتى يستكمل الخطوات التي حققها الشهيد المحفوظ أعلي بيبة ومن بعده المناضل خطري أدوه عضو الأمانة الوطنية الذي لا يقل شأنا سابقيه، وأرى أنه جدير بقيادة الجهاز التنفيذي ليزرع فيه تلك القيم والخلال النبيلة الغائبة داخل مؤسسات الدولة، تلك القيم والخلال النبيلة التي يشهد له بها القاصي والداني.
وإذا كان السيد عبد القادر الطالب عمار في عملية بناء المؤسسات مثل المهندس المدني الذي يضع الأسس السليمة لأي بناء،فإن السيد خطري أدوه مثل المهندس المعماري الذي يتكفل بمنح البناء شكله المقبول في نظر الجميع،ومن هذا المنطلق فنحن في المجلس الوطني في أمس الحاجة إلى خدمات شخصية كرزماتية مثل السيد عبدالقادر الطالب عمار لمساعدتنا في بناء هذا الصرح المؤسساتي لما لديه من تجربة وحنكة سياسية قادرة على فرض طموحات الشعب الصحراوي في بناء مؤسسته التشريعية على أسس سليمة تدفعنا نحو التحرير من جهة وبناء مؤسسات الدولة من جهة أخرى.
سيدي الرئيس
الحضور الكريم
كل عضو في المجلس الوطني يمثل الشعب الصحراوي ومسؤول عن نقل إنشغالاته بصدق وأمانة داخل قبة البرلمان،فكيف للشعب أن يميز بين البرلماني الملتزم بواجباته والبرلماني المخادع الذي لاهم له سوى تحقيق مصالحه الذاتية فقط؟
ومن هذا المنطلق،فإن بث جلسات المجلس الوطني على المباشر عبر التلفزيون الوطني والإذاعة الوطنية أصبحت ضرورة حتمية،فزمن التعتيم قد ولى بلا رجعة في عهد الشفافية والوضوح الذي يميز جميع المؤسسات التشريعية في العالم،ولن نبخل أي جهد في سبيل تنوير المواطنين بكل حيثيات جلسات المجلس الوطني من خلال جميع الوسائل المتاحة حتى نكون في مستوى الآمال المعلقة علينا.
وفي الأخير،أقول لكل عضو في المجلس الوطني أن علينا حمل كبير يتطلب بذل مجهوادت معتبرة،وعلينا أن نبقى أوفياء لرسالة الشهداء التي رسمت بدمائهم الزكية وماضاع حق ورأه مطالب.الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.