-->

وكالة الانباء المستقلة تفتح ملف الإرهاب والمخدرات واختطاف الرهائن و التحديات الامنية في منطقة الساحل والصحراء في حوار مع كاتب الدولة الصحراوي للتوثيق والامن

وكالة الأنباء المستقلة في حوار مع كاتب الدولة للتوثيق والأمن، السيد : ابراهيم احمد محمود، القيادي البارز في جبهة البوليساريو، وعضو الأمانة الوطنية، وقائد الناحية العسكرية الثانية سابقا، عُين بعد المؤتمر الأخير كاتب الدولة للتوثيق والأمن.


خلال لقائنا بالسيد ابراهيم احمد محمود استقبلنا بحفاوة في مكتبه المتواضع ، ملامح الرجل وبزته العسكرية تدل على عمق ايمانه بقضيته و ارتباطه الوثيق بها، فهو يعتبر ان الحرب لاتزال قائمة حتى يتحرر كامل التراب الصحراوي، سعة اطلاعه وثقافته جعلنا نساله عن اهتماماته ، فذهب بنا واطلعنا على اخر كتاب وقع بين يديه يتحدث عن الملكية في المغرب كما تحدث لنا عن كتاب جديد سيصدر قريبا " الملك المتسلط" اتقانه لبعض اللغات الاجنبية جعله يهتم بالكتابات الغربية خاصة التي تتحدث عن المغرب العربي والقضية الصحراوية ،كما لم يخلو حديثنا معه من الدعابة والطرافة وفي هذه المقابلة نفتح معه ملفات حساسة كقضية الارهاب والمخدرات واختطاف الرعايا الاجانب والتحديات الامنية في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية فإليكم الحوار التالي :
ــ اجرى الحوار لوكالة الانباء المستقلة ـ حمه المهدي ـ 28 فبراير2012
في البداية نرحب بكم في وكالة الانباء المستقلة :
بسم الله الرحمن الرحيم، أشكركم جزيل الشكر على إتاحتكم لي هذه السانحة، والوقت مؤات لتسليط الضوء على هذه الإهتمامات ، خاصة وأننا على مقربة من حدث هام ـ متمثل في قرب عرض الحكومة لبرنامجها أمام المجلس الوطني الجديد، وبعد المؤتمر 13.
وكالة الانباء المستقلة س1- ما هي التحديات التي تواجهها جبهة البوليساريو في ظل المتغيرات الكبيرة والإنفلات الأمني في دول الجوار ؟
ابراهيم احمد محمود ج- يظل التحدي الأول هو الإحتلال المغربي وسياسات هذا الإحتلال، التي يحاول العدو من خلالها طمس وردم وإجتثاث كل فكر وطني او ثقافة أو هوية صحراوية، ترفض الإستسلام او الرضوخ للإحتلال ، وهدفها النهائي هو الحيلولة ـ وبكل الوسائل دون تحقيق الشعب الصحراوي لمشروعه الوطني، المتمثل في الإستقلال والسيادة والكرامة.
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بصفتها عضو في الإتحاد الإفريقي تلتزم كغيرها من الدول بكل مقررات المنظمة، ومنها محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب. وفي هذا السياق، هناك اجراءات سياسية وإعلامية تنبه الرأي الوطني حول هذه المخاطر.
وبالمقابل هناك عمل ميداني متمثل في تدريب وتكوين ورفع مقدرات الوحدات العسكرية وأجهزة الأمن لحماية التراب الوطني بكامله، وليس فقط على الحدود مع موريتانيا ، فمصدر المصائب الآن من المغرب..
وكالة الانباء المستقلة  س2-يوجد توجه مغربي للإنضمام الى دول الساحل والصحراء رغم انها لا تملك حدود مع هذه الدول، ماذا فعلتم في مواجهة هذا القفز على السيادة الصحراوية؟
ابراهيم احمد محمود ج-الحكومة المغربية خارجة عن الشرعية الدولية ومتعالية على الإتحاد الإفريقي، وحكومة تسلك هذا السلوك لا تشرف دول الساحل بعضويتها، وهي تمارس إرهاب الدولة، في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وكالة الانباء المستقلة  س3-هل يوجد تعاون بينكم وبين الدول المغاربية الأخرى في التصدي لعمليات التهريب والإرهاب ؟
ابراهيم احمد محمود ج-نعم، هناك تعاون، للتصدي لهذا العدو المشترك، عدا مع المغرب الذي لا يزال لم يسلم ابسط المعلومات عن حقول الألغام التي زرعها في المنطقة، ولا يساهم بصورة مباشرة في محاربة الجريمة المنظمة والهجرة السرية والمخدرات..
وكالة الانباء المستقلة س4-حاول النظام المغربي توريط الجبهة في عمليات ارهابية بفبركة احداث قرب الجدار المغربي المقسم للصحراء الغربية، مثل: ادعائه تفكيك خلية بأمكالا
وشراء ذمم، ما يمكن ان ينسب لمراكز الدراسات الإستراتيجية لربط الجبهة بالإرهاب، هل يمكن ان تنطلي هذه الإدعاءات على دول وازنة ذات اجهزة استخباراتية قوية مثل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ؟
ابراهيم احمد محمود ج-خلال ما يناهز ال 40 سنة من المقاومة لسياسات الإحتلال المغربية، واجه شعبنا بحكمة انواع مختلفة ومتطورة من اشكال الدعاية والحرب النفسية بدايتها كانت في السبعينيات، حيث كان المغرب يوصفنا بالمد الشيوعي في المنطقة، وبعدها كان يصفنا بالإمتداد للثورة الإيرانية. والآن يحاول إلصاق بنا تهم أخرى من قبيل: المخدرات والإرهاب، وفعلا هذه سياسة تنتهجها الأنظمة الإستبدادية، وتعرف إفتعال الشعار وتغذيه.
ما يطمئننا هو أن العالم بأسره شاهد بما فيه الكفاية على نبل وطهارة كفاح شعبنا.
وكالة الانباء المستقلة  س5-وهل وضعتم استراتيجية لمواجهة مثل هذه الدعاية ؟
ابراهيم احمد محمود ج- استراتيجية الشعب الصحراوي هي استراتيجية الإنتصار في كفاحه التحريري، وهذا معناه وضوح الهدف ووضوح من هو العدو..
الأمن بالنسبة لنا، وكما هو الحال بالنسبة لكل شعوب العالم، هو ضرورة حياتية، وإستراتيجتنا هي بناء دولة الحق والقانون، ويكون الأمن امن ذاتي، مؤسس على الشرعية واحترام حقوق الإنسان، وكل مواطن يشارك بوعي في امنه وامن مكاسبه ومؤسساته، وأمن وسلامة جيرانه.
وكالة الانباء المستقلة  س6- من المؤكد انه في ظل وقف اطلاق النار والحرب النفسية والإستخباراتية هي الوسيلة الوحيدة للصراع بين اطراف النزاع، ما هي الإستراتيجية التي يتخذها المغرب تجاه الشعب الصحراوي في هذا الإطار ؟
ابراهيم احمد محمود ج- الحرب هي صراع ارادات، كل طرف يسعى لإخضاع ارادة الطرف الآخر بكل الوسائل.
وفعلا كل شيء محتمل وممكن، خاصة بالنسبة لنظام مثل النظام المغربي، الذي كانت وسيلته الأولى حرب الإبادة. الآن يستعمل اساليب اخرى، ومنها الأساليب القذرة كتسريب الفساد الى مجتمعنا...
المغرب بمخابراته يستهدف معنوياتنا ووحدتنا وتماسك شعبنا حول مشروعه الوطني، ويوظف المال والنفوذ الشخصي لشراء الضمائر، ولتجنيد صحراويين لصالح مهام مخابراتية وخيانية، لكن فرص العدو قليلة، لأن أبناء شعبنا مخلصين لقضيتهم وأوفياء لعهدهم ولشهدائهم.
وكالة الانباء المستقلة  س7-من المعلوم ان الجدار العسكري والرملي مجهز بالأسلاك الشائكة وملايين الألغام المضادة للأفراد ، لمسافة تزيد عن 2500 كلم، كيف يمكن اختراق هذا الحزام من قبل عصابات المخدرات والتهريب دون مساعدة وتواطؤ من قبل الضباط المغاربة ؟
ابراهيم احمد محمود ج- واضح ان هناك تواطؤ من طرف اجهزة وازنة ونافذة، وإلا لما كان ممكنا أن يُخترق الحزام ، ويجد المهربون البضاعة والثغرة في المكان المناسب والوقت الملائم.
وكالة الانباء المستقلة  س8-في هذه الحالة، إلى أي مدى تقدر الفساد الذي وصل اليه الجيش الملكي المغربي، في ظل انتشار المخدرات داخل صفوف ضباطه؟
ج-الجندي المغربي وضابط الصف وحتى بعض الضباط هم ضحية لهذه الحرب الظالمة، ومكرهون على خوضها، والفاسد والمستفيد من الفساد هو ضباط سامون، يستغلون الوضع للإستثراء بأية وسيلة.
وكالة الانباء المستقلة  س9- ما طبيعة المخاطر التي تضعها الكتابة في اجندتها المستقبلية؟
ابراهيم احمد محمود ج-هي نفس المخاطر التي تواجه دول المنطقة: الجريمة المنظمة، المخدرات والإرهاب. ونتميز من جهتنا بالتصدي لما تنتجه المخابرات المغربية من سموم.
وكالة الانباء المستقلة  س10-في موضوع الرهائن الرئيس الصحراوي أكد على معرفة دقيقة عن هوية الخاطفين، ما هي المعلومات المتوفرة لديكم حتى الآن عن المختطفين؟
ابراهيم احمد محمود ج-لا زالت الدولة الصحراوية تبذل كل الجهود في سبيل تحرير هؤلاء الرهائن، وهذا موضوع خطير ومهم جدا بالنسبة لنا، ونحن على إتصال بالدول والحكومات المعنية، ووجدان الشعب الصحراوي مرتبط بحالة وصحة هؤلاء الإصدقاء، الذين مثَل اختطافهم جرحا عميقا لضمير شعبنا، ولواحدة من أهم مبادئه ـ ألا وهي قدسية الضيف، وكل ما نتمناه ونعمل على تحقيقه ـ هو تحرير هؤلاء الرهائن والإحتفال سويا مع اهاليهم بعودتهم سالمين.
وكالة الانباء المستقلة س11-هل من اجراءات وقائية لمنع تكرار العملية بمخيمات اللاجئين والمناطق المحررة ؟
ابراهيم احمد محمود ج-اول اجراء ـ هو عنصر تحسيس ابناء شعبنا بالمخاطر، وبموازاة مع ذلك الرفع من مقدرات وحدات الأمن، وإتخاذ عديد من الإجراءات لحماية مخيماتنا وأراضينا المحررة وضيوفنا.
وكالة الانباء المستقلة  س12-كيف تنظر الى مستقبل القضية الصحراوية في ظل الدعوة إلى بناء إتحاد المغرب العربي من جديد ؟
ابراهيم احمد محمود ج-المعرقل لقيام الإتحاد المغربي ـ هو الحكومة المغربية، التي عانت كل دول المنطقة من نهجها التوسعي، وعدم احترامها للجيران، وهي صفحة لا يمكن أن تُطوى وتُنسى بهذه البساطة.
وكالة الانباء المستقلة  س13-كنتم فيما قبل قائدا للناحية العسكرية الثانية، وهي الناحية التي يقال انها العمود الفقري للجيش الصحراوي، هل تؤيدون الحسم العسكري للنزاع؟
ابراهيم احمد محمود ج-الحرب فن متكامل، ويفوز فيها من يتقن استخدام وتوظيف كل الأساليب والوسائل لتحقيق هدفه، ومنها بالأساس القتال، الإعلام، والدبلوماسة النشطة.
الحسم العسكري في تقديرنا تم ، لأن العدو حسم المعركة العسكرية، وهذا معروف، ولا أدل على ذلك من تخندق قوات العدو خلف الجدران الرملية والإحتماء بالأسلاك الشائكة والألغام، وغيرها من الحواجز الهندسية.
معنويات العدو منهارة، وإرادة القتال لديه ضعيفة، والجندي المغربي يعي أنها حرب ظالمة ومحكوم عليها بالفشل كأي حرب استعمارية...
وكالة الانباء المستقلة  س14-هل تتوقع عودة الحرب من جديد في المنطقة؟
ابراهيم احمد محمود ج-نحن في حالة " لا سلم لا حرب " ، وبالتالي فالميدان مفتوح لكل التوقعات، وفي مقدمتها إستئناف القتال .
وكالة الانباء المستقلة  س15-امن المعلومات قضية حساسة باتت تؤرق الدول والقيادة الصحراوية باتت مستهدفة بعد نشر " هسبريس المغربية " لما ادعت انها وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية؟ كيف تنظر الى حرب الوثائق هذه ؟
ابراهيم احمد محمود ج-علينا الإستعداد لكل الاحتمالات، أي شعار يصدرعن العدو، يجب توقع ان خلفه أساليب ووسائل لتجسيده.
العدو يقول أننا لا نمتلك مقومات اقامة دولة، وأول مقوم الدولة هي إدارتها،
وبالطبع أسرارها... علينا أن نحمي إدارتنا من الكثير من الأمراض، وفي مقدمتها الفساد، " والكاتم لسره مالك لأمره " .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *