الطوارق يحاصرون تومبوكتو وقائد الانقلابيين يعلن العودة الى الدستور
باماكو/ 01 ابريل 2012(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) (ا ف ب) - بعد ان سيطروا على غاو عاصمة شمال مالي، يحاصر المتمردون الطوارق الاحد تومبوكتو اخر مدينة في المنطقة ما زالت تحت سيطرة الحكومة مواصلين زحفهم السريع في وجه الانقلابيين الذين اعلن قائدهم العودة الى الدستور والمؤسسات الشرعية.
وافاد بعض السكان في اتصال هاتفي عن دوي اسلحة ثقيلة صباحا في معسكر تومبوكتو الذي فر منه الجنود ةقد ترك العديد منهم زيه العسكري وانسحبوا من مواقعهم في النقاط الاستراتيجية بالمدينة، وروى احد الشهود ان "القصف المدفعي الثقيل قوي لكن الميدان خال، ولم يبق احد".وتموقع عناصر ميليشيا عربية، من مجموعة البرابيش النافذة محليا والموالية عادة الى الحكومة المركزية في وجه الطوارق، في شوارع المدينة وخصوصا من حول المطار لكن انتشارهم تقلص عند الظهر.
واعلن الكابتن حمادو سانوغو قائد الانقلابيين في مالي الاحد "العودة" الى الدستور والمؤسسات ووعد "باستشارة القوى الحية في البلاد" في اطار مرحلة "انتقالية" لم يحدد مدتها.وصرح للصحافة "اننا نعلن الالتزام رسميا اعتبارا من اليوم بالعودة الى دستور جمهورية مالي المصادق عليه في 25 شباط/فبراير 1992 والمؤسسات الجمهورية".
واعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد، وهي ابرز عناصر تمرد الطوارق، ان "قواتها تحاصر مدينة تومبوكتو".
وقد ادرجت المدينة التاريخية القائمة على ضفتي نهر النيجر والواقعة على مسافة 800 كلم شمال شرق العاصمة باماكو على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، وكانت المدينة الملقبة باسم "جوهرة الصحراء" محطة هامة على طريق القوافل والسياح الباحثين عن اكتشاف الطوارق.وقد سيطر المتمردون ليل السبت الاحد على مدينة غاو التي تقع على بعد 300 كلم شرقا وحاميتيها العسكريتين بعد معارك دامت يوما وانتهت بفرار الجيش حسب مصادر متطابقة.
وعلى بعد نحو الف كلم شمال شرق باماكو كانت غاو التي تعد نحو تسعين الف نسمة، تاوي مقر قيادة اركان القوات الحكومية في كامل المنطقة الشمالية.
واعلنت الحركة الوطنية لتحرير الازواد "التحرير الكامل" لمنطقة غاو حيث ما زالت تومبوكتو وحدها تحت سيطرة الحكومة.
وقد تم زحف المتمردين الذين استغلوا انعدام الانضباط بين القوات المسلحة بعد انقلاب 22 اذار/مارس، الذي نفذه جنود صف ضد الرئيس حمادو توماني توري، بسرعة فائقة.وعند بداية هجومهم منتصف كانون الثاني/يناير كانوا يسيطرون اصلا على قسم كبير من شمال شرق مالي وجبال افوهراس اراضي الطوارق التقليدية على طول الحدود الجزائرية.
وفي ظرف ثلاثة ايام دخلوا كبرى مدن شمال شرق البلاد التي كانت لا تزال خارجة عن سيطرتهم مثل كيدال وانغوغو وبورم وغاو باسطين نفوذهم على كل شمال شرق البلاد الصحراوي تقريبا.
وتشارك في الهجوم عدة مجموعات مسلحة الى جانب الحركة الوطنية لتحرير ازواد وخصوصا اسلاميو انصار الدين التابعين للقيادي الطرقي عياد اغ غالي الذي كان من ابرز فاتحي كيدال.
وافادت بعض المصادر ان عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يشاركون في الهجوم وهو ما تنفيه الحركة الوطنية لتحرير ازواد العلمانية باستمرار.
كذلك اعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وهو فصيل منشق عن القاعدة يقوده ماليون وموريتانيون، مشاركتها في الهجوم على غاو.
وتقاسمت تلك المجموعات المختلفة الاحد السيطرة على غاو، فدخلت الحركة الوطنية لتحرير ازواد الثكنة العسكرية عند مدخل المدينة بينما سيطر الاسلاميون على الثكنة الثانية في وسط المدينة.
وصرح المدعو "بلقاسم" الناطق باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا لفرانس برس "اننا نسيطر عل المعسكر رقم اثنين وقسم من غاو وهدفنا هو الجهاد وسنساعد اشقاءنا".
وفتح مجهولون ابواب السجن المدني بالقوة في حين نهبت عدة مباني عامة.
واوضح علي ديارا الموظف في مقر الحاكم "اليوم الاحد راينا عدة مشاهد نهب وراينا المتمردين ينهبون مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقد دمر البنك والخزينة وعدة مبان".
وافاد موظف في احد الفنادق "رايت ملتحين يهدمون الفنادق بما فيها الذي اعمل فيه وحانات ويهتفون ان الله لا يجيز الكحول".
وقد اعلن الكابتن حمادو سانوغو مساء السبت انه امر الجيش "بعدم مواصلة المعارك" مؤكدا ان "اللجنة الوطنية للاصلاح والديموقراطية (الانقلابيون) "ستحلل بوضوح الوضع خلال الساعات المقبلة".
واعلن الاحد العودة الى الدستور والمؤسسات مؤكدا "استشارة القوى الحية في البلاد" في اطار مرحلة "انتقالية" لم يحدد مدتها.
وصرح للصحافة "لكننا نظرا للازمة المتعددة الابعاد التي تشهدها بلادنا، وبهدف اتاحة المرحلة الانتقالية في ظروف جيدة والحفاظ على الوحدة الوطنية، قررنا، تحت رعاية الوسيط، فتح مشاورات مع كافة القوى الحية في البلاد في اطار معاهدة وطنية".
واوضح ان من شان المشاورات ان تسمح "باقامة اجهزة المرحلة الانتقالية من اجل تنظيم انتخابات هادئة، حرة ومنفتحة وديموقراطية لن نشارك فيها".
وادلى قائد الانقلابيين بهذه التصريحات الى جانب وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي الذي يزور باماكو منذ السبت للتفاوض مع الانقلابيين حول طريقة العودة الى النظام الدستوري كما طالبت به دول المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا.
وقد اعلنت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو، 15 عضوا) السبت انها وضعت قوة مسلحة قوامها الفي رجل في حالة تاهب بعد سقوط مدينة كيدال الجمعة بين ايدي متمردين طوارق باتوا يحاصرون تمبوكتو.