مخيمات اللاجئين الصحراويين تودع احد رموز الشعر والادب بالصحراء الغربية
ولد الشاعر والاديب ابراهيم اللود الصالح سنة 1924 بمنطقة الساقية الحمراء من عائلة صحراوية محافظة له سبعة ابناء واربعة بنات من زوجتين احداهما بمدينة العيون بالمناطق المحتلة والاخرى بولاية اوسرد بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
ترعرع في بيئة صحراوية وفي كنفها تعلق بتعلم وانشاد الشعر والادب منذ صباه، كما حفظ بعض سور القرآن الكريم، واحكام الدين الاسلامي وقد ترك الشاعر ارثا كبيرا في شعر الحكمة والموعظة والرثاء، كما نشد بعض القصائد في السياسة والحكم.
وهو ما جعل شعره يتغنى به في الصحراء الغربية وموريتانيا وله صداقة كبيرة بعائلة اهل ابا المشهورة في موريتانيا وكانت له صداقة قوية بوالدهم سدوم ولد ابا وقد تغنى شعراء هذه العائلة بشعر ابراهيم اللود وهو مسجل اليوم في اقراص.
شعل عدة مناصب سياسية ابان الاحتلال الاسباني للصحراء الغربية من بينها مكلف بمطقة السمارة واحد الاعيان البارزين بالمنطقة.
اعتمدت عليه الادارة الاسبانية في استفتاء اجرته الادارة الاسبانية سنة 1966.
التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب سنة 1979 ضمن ما يعرف بانطلاقة السمارة.
بعد ارتفاع وتيرة المعارك المغربية في ابادة الصحراويين وتشريدهم من وطنهم تصدى الشاعر لتلك الحرب الظالمة ونظم الكثير من الشعر في ذلك
كان مرجعا في الخلافات التي كانت تنشب بين اعضاء الجمعية الصحراوية والحاكم الاسباني في الصحراء الغربية
الدهر ادفارو فيه الهم ادفارو وامظاه بمعناه
حد اقطع بدفارو لتم حي املي يقطع بمظاه
مشاركته في مؤتمر ألاك التاريخي 5 مايو سنة 1958 الذي عقده الرئيس الموريتاني المختار ولد دداه للتحضير لاستقلال موريتاني حيث عارض ابراهيم اللود بشدة فكرة ضم الصحراء الغربية لموريتانيا تحت الحكم الفرنسي معتبرا ان الشعب الصحراوي لايمكن ان يبتلع تاريخه وارثه الثقافي والجغرافي في اي دولة أخرى او تحت وصاية اي نظام خارج اطار يجمع عليه الصحراويين ويحقق طموحاتهم، وهو الامر الذي أصاب الرئيس الموريتاني السابق المختار ولد داداه بخيبة الأمل.
كما اعتمد عليه كاحد الاعيان في تحديد الهوية الذي تشرف عليه بعثة تنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية "مينورسو" .
وقد اغتالت القوات المغربية شقيقه الاصغر ددي اللود الصالح بمدينة العيون المحتلة قبيل مغادرته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد اعتماده هو الاخر في تحديد الهوية.
كما انصب شعره على تمجيد التضحية والجهاد في سبيل الله ومقاومة القوات المغربية الغازية ورافق شعره الحرب في الصحراء الغربية ويقول في فشل قوات الحسن الثاني في ضم الصحراء الغربية بالقوة والمواجهة الشرسة التي واجه بها المقاتلون الصحراويون قوات احد والزلاقة وفي هذا يقول الشاعر
الزلاقة فشلت ويعود افشل حود مع اثناي الليل
بيه اجبر قدامو جنود يرمو كطيرا ابابيل
كان شديدا في تجريم الخيانة والتحذير منها
يا اولاد الصحراء لاوطان حبها من عزة ليمان
لا تخونو لاوطان وكان شاركوا في الهم اللي يهم
الى ان يقول :
يا الشعب وطوع الله والرسول وكثر لامجاد
وواولي الامر معناها قالها مولانا يشهاد
كما تميز شعره بالنصح والتوجيه لجميع ابناء شعبه خاصة الشعرا الصحراويين الذين يحثهم على التزام منهج وسط وعدم الميل والانحراف على الطريق الصحيح سواء في الالتزام بالضوابط الشعرية او في الحياة العملية.
شاكركم واسمعت اغناكم والكفتات اعياو ايميلو
وزنوهم ياللي عفاكم اكيلو ولا تهيلو
يحظى باحترام الكبير والصغير ويتعامل مع جميع الابناء كأصدقاء قبل ان يكونوا ابناء، ويعتبر مصدر فخر للابنائه بنصحه وتوجيهه والحرص على ان يتعدى نفعهم للجميع.
كان رحمه الله يحذر من الصراع مهما يكن ويرسم لابنائه منهجا في الحياة والعيش في كنف الاسرة الواحدة تحت سقف واحد .
كما ظل رحمه الله ينبذ التفرقة بين الصحراويين تحت اي مبررات كانت وتوفي رحمه الله وهو يدعوا الى الوحدة الوطنية وتماسك الصحراويين امام الحملات المغربية لتشتيتهم وزرع التفرقة بينهم.
اصابه مرض الزمه الفراش تسبب في فقدان الذاكرة ومع ذلك ظل حليما يتلفظ بالحكمة والنصح لمريديه وزواره.
وكان اخر ماقاله من الشعر اثناء مرضه
يالصحراء كنت مافلحك سابق نهشوك اظبوعة
واليوم اندور انفرحك مرجوعة فيد اسبوعة
وقد شيع جنازته جمع غفير من الصحراويين بولاية اوسرد للاجئين الصحراويين في جو مهيب.