-->

هل تتعايش الجماعات الدينية في اليمن وتجنب البلاد الحرب الطائفية؟


صنعاء ـ تقرير فارس عبدالله الحميري مراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة ) .. جهود كبيرة تجرى في اليمن من اجل سد منافذ التعبئة الطائفية وعدم جر البلاد الى حرب طائفية, والحفاظ على اجواء التعايش السلمي بين الجماعات الاسلامية المتعددة .وتعيش اليمن حالة صراع طائفية متقطعة بين جماعات دينية مختلفة في الافكار والتوجهات.ومنذ مطلع العام الجاري 2012 , خلفت مواجهات طائفية متقطعة بين الحوثيين والسلفيين عشرات القتلى والجرحى بمنطقتي " كتاف" و " دماج" بمحافظة صعدة(242 كم شمال صنعاء).
كما شهدت عدة مناطق في كل من محافظات عمران والجوف وحجة الواقعات الى الشمال والشمال الغربي من صنعاء مواجهات طائفية بين الحوثيين والإصلاحيين " جماعة الاخوان المسلمين في اليمن" خلفت عشرات الضحايا من الجانبين.
وتعمل الاطراف اليمنية باتجاه لملمة الاخطاء والمواقف في سبيل عدم جر البلاد الى حرب طائفية واسعة تنذر بين الحين والأخر في الساحة اليمنية .
واتفقت احزاب اللقاء المشترك " اكبر تكتل سياسي في اليمن" وجماعة الحوثيين " على رفض لغة التخريب والتعبئة الطائفية والمذهبية باعتبارها لغة كراهية لا تخدم مصلحة اليمن بل تحاول جرها إلى مربع الصراع والفوضى والفتنة.وحسب بنود الاتفاق الذي وقع, امس الثلاثاء , وحصلت وكالة المغرب العربي على نسخة منه , فقد اكد الطرفان على وقف التصعيد ووضع الخلافات في أي منطقة يمنية على طاولة الحوار بين قيادات الطرفين , وتشكيل لجان مشتركة لحلحلة الخلافات العالقة.كما نصت بنود الاتفاق على التعايش السلمي والتفاعل البناء بما يخدم الوحدة الوطنية والاستقرار العام.ويرى محلل سياسي يمني بان الاتفاقات القائمة هي مجرد " شهر عسل" , وان عملية تحشيد من الاطراف جميعها قائمة وتنذر بمواجهات طائفية محتملة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالعالم بجاش , في تصريح لوكالة "المغرب العربي" , بأنه لا افق امام توافق طويل او متوسط المدى بين جماعة الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك وتحديدا حزب الإصلاح "الاخوان المسلمين" الذي يمثل احد اكبر الاحزاب في تكتل اللقاء المشترك.
وأضاف" الحوثيين جماعة مسلحه خارج الدولة ولديها مشروع شبه دولة داخل الدولة وترتبط بدول خارجية لمواجهة الدولة الجارة المملكة العربية السعودية ما يعني ان قواعد الصراع الاقليمي هي التي ستتحكم لحد كبير في تقرير موقف الحوثيين".
وأوضح بجاش , بان الاتفاق الراهن بين الحوثيين والمشترك اشبه بشهر عسل سياسي، تزامن مع ظروف متعددة بالنسبة للحوثيين لعل احدها تراجع مركز الحوثيين وانخفاض شعبيتهم بعد احتفالاتهم الدينية بما يسمونه يوم الولاية , مشيرا بان الاحتفال كان ضربه غير موفقه للجماعة كونها مستفزة لروح النظام الجمهوري ومناقضة لجوهر الثورة الشعبية والثورات اليمنية بل ومناوئه لروح العصر ومنطقه.
وتابع "بالنسبة للقوى الاخري التهدئة الان مطلوبة مع ظروف الحوار الوطني الذي يتوقع ان ينطلق في اليمن قريبا, وكذلك لان الواجهات المسلحة منهكة للطرفين".
واشار بجاش الى ان كل المؤشرات تقول ان الثقة مهزوزة بين الطرفين, ولكي يكون هناك اتفاق ساسي يصمد طويلا لابد من توفر عنصر الثقة كما ان العامل الخارجي، الصراع الاقليمي هو اللاعب الرئيسي, وايضا التمترس وراء السلاح سيظل مشكلة معقدة حتى بعد سنوات على انقضاء الحوار الوطني اذا افترضنا ذلك, وبالتالي سيظل هناك جماعات مسلحة خارج شرعية الدولة، تمثل كل طرف منها شبه دولة داخل الدولة.
وتتمل اهم الجماعات الدينية اليمنية بجماعة السلفيين , وجماعة الاصلاحيين "الاخوان المسلمين", وجماعة الحوثيين " متمردين شيعة, بالإضافة الى جماعات دينية متعددة كالبهرة , والاثنى عشرية , والاحسانيين , والمكارمة وغيرها من الجماعات الدينية .
وتمتلك معظم تلك الجماعات الدينية للأسلحة بانواعها , فيما تحاول بعض الجماعات الدينية في اليمن الى اخضاع المناطق تحت سيطرتها وتدريس مناهجها تحت قوة السلاح في البلاد./انتهى/

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *