-->

زعيم المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء من جامعات المشرق الى المقاومة ومواجهة الاستعمار


الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) نستعرض من خلال هذه الحلقة مسيرة رمز البطولة والتضحية في سبيل تحرير الصحراء الغربية وطرد الغزاة الاسبان من هذا الاقليم، وبناء كيان للصحراويين.
،اسمه الكامل سيد ابراهيم بصيري من مواليد 1944

درس في المغرب قبل ان يولج جامعات في القاهرة ودمشق .. مع نهاية 1967- التي تشكل سنة متميزة في تاريخ المنطقة اذ بادرت اسبانيا الى طرح مشروع ضم الصحراء ضمن اسبانيا- قرر بصيري مغادرة الدار البيضاء بالمغرب ودخل لاول مرة للصحراء الغربية واقام بمدينة السمارة، حيث تقيم عائلة اهل بصيري، واشتغل بتدريس العربية وعلوم القرآن .
بصير هو رجل هادي مرن يحب ان يستمع للنصح قبل ان يخطو اي خطوة ، حتى في القرارات الصعبة، يفضل مشورة الاخرين عند اتخاذ القرارات..كان الفقيد على يقين انه لن يتاح له ان يعيش اللحظات الحاسمة في عمله السياسي وان قد يكون هو الثمن او بالاحرى الجسر الذي يمر عبره النصر. و وهو الذي ما فتي يذكر رفاقه بالجموع الغفيرة من ابناء جلدته الذين كانوا يدرسون في المغرب و كيف تضع الحكومة المغربية عراقبل جمة في امامهم ، كان لايستبعد قيام انتفاضة في جنوب المغرب ..وطالما قال :انني لاأعرف اسماء هولاء، لكني اعرف طالب بارزا اسمه الولي مصطفى السيد.
وقد بعث اليهم بصير مبعوثين سافروا منتحلين صفة التجار او السياح وكان يؤيد فكرة الحل بطريقة سلمية.لكنه كان يقول انه بناء على تجارب مشابهة انه من النادر الحصول على الاستقلال من خلال الاتفاق..لهذا كان يقول : اذ لم تودي المفاوضات الي نتيجة واصرت اسبانيا على انكار حق استقلال الصحراويين، قد لانستبعد اندلاع الكفاح المسلح..
لهذا لغرض كلف محمد مولود والسالك ولد اباعلي بجمع السلاح ومولاي احمد بالتسليح داخل الجيش الاسباني، يكشف احد المقربين منه في شهاداته .
وكان يقول ان القصد من طلب الاسلحة هو الدفاع عن الصحراء في وجه المغرب وموريتانيا وبمساعدة الحكومة الاسبانية وكان من حين لاخر يحاول الاتصال بالحكومة الجزائرية ويدعوها الي طلب العون في هذا المجال وقد اوضح قبل مظاهرة الزملة لمندوب الحكومة الجزائرية .وفي للقاءمع مجموعة من الجنود جاؤا لزيارته في السمارة، قال: انه لايمكن السماح بان تقسم الصحراء، ولا ان تظل سيئة التنظيم (...) وكشف انه على وشك ثورة وفي معرض جوابه على الاسئلة التي تقول انه بات هدف الملاحقات من طرف اجهزة الاستخبارات الاسبانية، كان يرد: انه لايكثرث لتعرضه للاعتقال او التصفية الجسدية، وان ذلك ليس سوى حرب نفسية. وهوماجعل اسبانيا تفكر في المواجهة التي كانت على اكثر من صعيد،وتدخل على الخط في خلق حزب موالي لها، وتجند الجواسيس وترمي بثقلها في تعقب التنظيم ومحاصرته،خاصة بعد انكشاف امره في اجديرية والسمارة والعيون والداخلة ..
جعلته معرفته بعلوم القرآن وثقافته الواسعة شخصية متميزة ومتنورة في تلك المدينة، لكن عدم امتلاكه وثائق اسبانية،حد من حركته وقلص من انتشار افكاره. وفي سنة 1969 وبالذات في شهر اكتوبر ونتيجة سماع خبر من اذاعة البي بي سي اللندنية، جرى نقاش ساخن بالمنزل حيث كشفت احدى الصحف اللندنية،وبزيرفر ان اسبانيا قد تقدم على تقسيم المنطقة عقب تخليها وتسليمها لمنطقة طرفاية للمغرب. هنا اختمرت فكرة تاسيس حزب او حركة لمواجهة تلك المؤامرة والتصدي لها في المهد..ورغم ان بصيري لم يكترث في بداية الاجتماع لاسئلة الحاضرين، نتيجة ان الجمع كان كبيرا مخافة، كما قال لاحقا ان يتسرب الخبر الى اسماع الاسبان الذين كانت اذانهم في كل مكان،لكن بعد ذلك وفي جلسة مصغرة كان جوابه: على الشعوب ان تكون بطلة، تظهر على الساحة اذا ارادت ان تتخلص من الاستعمار ..وقال دعونا نجعل الجميع يدرك ذلك..!!
وتمخض الاجتماع الذي تواصل طوال الليل عن الاتفاق على تاسيس تنظيم مناهض للاستعمار،اطلقوا عليه حركة تحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب التي عرفت كذلك باسم الحركة الطليعية لتحرير الصحراء.
في هذا الاجتماع لم يكن قد اعلن عن رئيس او مؤسس الحركة، لكن في الاجتماعات التالية تم تعيين بصيري، رغم انه لا يملك وثائق ولازال في طور الضيافة، لكن خبرته وحنكته ودرايته بالقضايا جعلت اعضاء الحركة ينتخبونه دون منازع على راس المنظمة متخذين من العمل السري اسلوبا. واختار بصيري ان يكون عمل الحركة سلميا من خلال تقديم مذكرة تتضمن مطالب الحركة . وفي مرحلة ثانية يتم اللجؤ للقوة في حال رفض الحلول السلمية . ولهذا اتصل بصيري بالطلبة الصحراويين خاصة في العيون .
في البداية اتخذ من الخطاب الديني وسيلة لمواجهة المستعمر الغربي والمطالبة بنصر المسلمين، بينما الهدف سياسي هو خلق اجماع صحراوي لطرد الاستعمار.
اتفق الحاضرون على توجيه مذكرة كان عنوانها رسالة مفتوحة من الشعب الصحراوي الى الحاكم العام الاسباني في الصحراء، والتي كتبها بصيري في السمارة وسلمها اعضاء من الحركة يوم 17يونيو الي الحاكم الاسباني في العيون الذي كان ساعتها في اجتماع للاعلان بان الصحراء هي المقاطعة الاسبانية 53.
وقد اوضح بصيري في هذه الرسالة: " التاكيد على الرغبة الواضحة في الحرية وان الشعب العربي الصحراوي لم يخضع في يوم من الايام لسلطات شعوب اخرى، وهويرفض الانضمام الي اي دولة مجاورة من الشرق او من الشمال او من الجنوب. وطالب من الحاكم الاسباني الاتفاق المشترك مع الشعب الصحراوي ، و ان نمنح الحق في ان نحكم انفسنا بانفسنا وان يتم ذلك بشكل تدريجي ".. هنا انتقلت الحركة من التوجه الاسلامي الي التوجه الوطني فاصبحت تطالب مباشرة باستقلال داخلي للاقليم والاتفاق مع الحكومة الاسبانية لتحديد تاريخ الاعلان عن استقلال الصحراء وبجلاء القوات الاسبانية وبعدم القيام باي استغلال لثرواتها بدون موافقة التنظيم الوطني ..
الواضح كذلك ان الحركة لا تعترض على اجراء الاستفتاء لتقرير المصير طالما ان اسبانيا تعترقف بالحركة .واكدت الحركة انها مع الاستقلال ولكن يجب ان تنضج الظروف وتؤهل الاطر القيادية.. ذلك ماهو مبين في النقاط العشرة التي تضمنتها وثيقة الحركة االطليعية .
وطالبت الحركة من السلطات الاسبانية ان تلمح الي الامم المتحدة ان تضمن للصحراويين كرامتهم وسيادتهم وحريتهم , لكن اسبانيا لم ترد الا عبر قمع الانتفاضة والتنكيل برموزها حيث طالت المئات ممن شاركوا في تلك المظاهرة،وت اعتقال بصيري في تلك الليلة واودعته السجن في حين كانت الاعتقالات والاختطافات قد طالت بقية العناصر وكانت خلية مكتب حركة بصيري تضم6 اشخاص ( بصيري امين عام , عبد الحي ولد سيد امحمد امين مساعد , سيد ولد البصير امين الصندوق ’ مولاي احمد ولد بابا , سلامة المامي الداي , سالم لبصير احمد محمود الحنفي امين المرالات وملكف بتنظيم المنطقة الشرقية _وانضم لاحقا الي صفوف المنظمة اعداد متزايد من العسكريين ومن العاملين ومن الطلبة واتخدت الحركة في البداية ضوابط صارمة بالنسبة للمنخرطين بها اذ كان على العضو الجديد القسم على المصحف والذي كان على النحو التالي:" اقسم بالله العظيم وبكتابه الكريم بانني لم اخون تنظيمي ووطني". وهو ما اعطى لذلك العمل قدسية متميزة وسرية كبيرة وصرامة في التاطير و اداء المهام . كان بصيري نفسه يشرف على التاطير وتعيين المكلفين بالفروع السياسية على مستوى المنطقة.. وكانت له مدرسة في تكوين المؤطرين وتلقينهم تجارب بقية الشعوب من الجزائر الى الصين مرورا بالفيتنام وامريكا اللاتينية. ثم ان المنتسب كان يدفع مساهمة مبدئية قدرها الف بسيطة، لكنها اقل من ذلك بالنسبة للطلبة وذوي الاجور المنخفضة. اتسم عمل الحركة بسرية تامة خاصة على مستوى حلقتها الاولى وتشعبت فروعها وكانت لها فروع في العيون وبوكراع والحكونية والسمارة والتفاريتي وتخذت من الاجتماعات اسلوبا لتقييم العمل .
كان عمل بصيري في التوجيهات ان يسجل في الكاسيت،افكاره الاساسية التي ينبغي عرضها على الحكومة الاسبانية في كل المنطقة وعبر .خلايا التنظيم .
وكان غالي ولد سيد المصطفى هو المكلف بتحضير اللوائح الخاصة بالمنتسيبن ونجحت الحركة بان تفتح جسر من اللقاءات والتواصل مع شتى اطياف المجتمع ، خاصة الطلبة ، العمال ، المجندون في صفوف القوات الاسبانية ، وان تفاتح بعض الشيوخ والاعيان مثل خطري سعيد الجماني ومحمد مولود ولاد السالك ولد ابا علي والنعمة ولد الجماني ومحمد رحال والمامي ولد معطلا اضافة الي بعض ضباضط الصف في الشرطةوالجيش الاسباني مثل الرقيب مولاي احمد .
هنا تحركت اسبانيا وحاولت تحريك الشيوخ والاعيان ،واستباق الاحداث والاستجابة لبعض المطالب مثل ادخال اللغة العربية الي المدارس الابتدائية وترقية بعض ضباط الصف ورفع طفيف في الاجور وفتح بعض المدارس والمنح الجامعية، وبادرت الى تقديم بعض الاعانات بل انها بادرت في خطوة غيرمسبوقة الي تسفير مجموعة من الحجاج الي بيت الله الحرام .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *