-->

القضية الصحراوية الثابت في السياسة الأمريكية و بوادر توحي بالتغير

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يتزايد الاهتمام الأمريكي بنزاع
الصحراء الغربية في الآونة الأخيرة ، ويتزايد معه تغلغل عدالة القضية داخل المجتمع الامريكي من خلال التعاطف مع معاناة الشعب الصحراوي والتأكيد على حتمية الدعم السياسي والإنساني له وهو تيار يجري يجافي منطق المودة وحلقات الوصال بين ما يسمى "الحليفين الاستراتيجيين" المغرب والولايات المتحدة وزواج المتعة الذي يربطهما منذ اعتراف المملكة المغربية في 20 فبراير1778 باستقلال الولايات المتحدة، ثماني سنوات بعد ذلك أمريكا والمغرب توقع معاهدة الصداقة والملاحة والتجارة". حتى أن الرئيس الامريكي أوباما صرح بذلك خلال خطابه الموجه إلى العالم العربي والإسلامي،"أن المغرب كان أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية" يقول الرئيس أوباما، في جامعة القاهرة 4 يونيو 2009 هذه المرة ،ونحن في زمن التحولات ومنطق المناخ الجديد الذي يعصف في كل مكان غربا وشرقا مؤكدا أن التاريخ حركة لا تتوقف ولا تؤتمن حتى من اقرب الحلفاء ، فخلال المراحل وسنوات الإدارات المتعاقبة سواء الجمهوريين أو حتى نظرائهم الديمقراطيين ، ورغم ميول الأخيرين إلى دائرة الحقوق الإنسانية وحق الشعوب في تقرير المصير، يشتد النزاع وتتبارى الدول العظمى في دعمها السخي للاحتلال المغربي سياسيا وعسكريا و اقتصاديا ويزداد الدعم أكثر قساوة ومأساة على الشعب الصحراوي عندما تتخذ حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال المغربي الجدران الدفاعية المدججة بكلّ ألوان و أنواع الأسلحة الفتّاكة التي تم تجريبها وتمرينها في الصحراء الغربية منهجا و أسلوبا ،وفي قمة هذه المعاناة وفصولها المتعددة وتجاهل ذوي القربى قضية شعبنا يزداد دعم هؤلاء للمعتدي و الوقوف الى جانبه. تنتهي الحرب العسكرية التي استمرت لقرابة ستة عشرة سنة وتدخل الهيئة الأممية على النزاع الصحراوي المغربي وتجود بوسطاء أمريكيين بدءا من الوزير جيمس بيكر إلى السفير كريستوفر روس عساها تضفي حيوية وجدية على التفاوض ومساره وعلى أعتاب السبع والثلاثين سنة من عمر النزاع ، وعلى تعدد اللقاءات التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية مسرحا لها كاللقاءات هيوستن 1997الرسمية ، و المحادثات الرسمية بمنهاست 2007 و2008 ثم جولات ماراطونية غير رسمية لا تنتهي ..... وتأثير ذلك ولو معنويا على كلا الطرفين إلا أن الواقع بقى على حاله متناسيا ألم المنفى وألم المعاناة الذي مازال فيه النزاع لا يبرح مكان قرارات الهيئة الأممية وعثراتها المستمرة ، وفي سنوات النسيان من عمر هذا النزاع تتسلل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين غير مخطئة الطريق جمعية أمريكية تدعى "غير المنسيين دوليا" not forgetten internation " ، وتحمل الجمعية ذاتها رسالة الشعب الصحراوي ضد الظلم والقهر عبر العنوان الأبرز.لشعارها "كن صوتا لهم" ، هذه الجمعية التي تمتلك مجموعة من المشاريع الإنسانية بمخيمات اللاجئين الصحراويين كبناء المزارع العائلية ، أكاديمية لكرة القدم ، مشاريع تعليمية، والاهم من هذا خطابها السنوي أمام الدورة السنوية للجمعية الرابعة للأمم المتحدة ، ثم نجاحها في تنظيم الملتقى السنوي حول حوار الأديان بمشاركة دولية واسعة . وفي هذه السنوات التي حدثت فيها متغيرات جمة اتخذت من الحريات وكرامة الإنسان شعارا بارزا، أحتاج الصحراويون إلى من ينصف ربيعهم الذي اغتالته القوى الكبرى وخذلته ، وفي هذا الجو الملبد ينمو ويزدهر ربيعنا ويحتل مساحة كبيرة في أوساط الأمريكيين عن طريق واحدة من أكبر المحطات الإعلامية عالميا وأكثرها تميزا سي ان ان ، وتتبعها عشرات التقارير لمنظمات وهيئات حقوقية ومئات الزيارات للمناطق المحتلة من الصحراء الغربية تتكفل بإعطاء وصفة طبية لحالة صحية محرجة لا تجد العناية الخاصة من طرف خبراء الطب و الأخصائيين عن واقع الصحراء الغربية المحتلة وواقع اللجوء الصعب منذ أزيد من ثلاثة عقود ، كل هذه المعطيات مجتمعة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تتقدم بمسودة لتوسيع صلاحيات المينورسو ومهدت لتأسيس للجنة الأمريكية الصحراوية والتي تضم في عضويتها أسماء وشخصيات بارزة قد تجد الممر اللازم في أحداث لتغيير في الصورة النمطية والسطحية لدى النخب وبقية المجتمع الأمريكي هذا ما ذهب اليه بيان اللجنة التي تعمل على تشجيع الكونغرس الأمريكي من اجل الضغط على الأمم المتحدة للعمل على تطبيق لوائحها و قراراتها التي تنص على تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية و تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. تحمل اللجنة أمال وطموحات كبيرة في اختراق حصن اللوبيات المساندة والداعمة للاحتلال المغربي الذي يقدم نفسه بأنه الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، هذا المناخ بالذات هو ما كان غائبا خلال سنوات النزاع الماضية و أذا أحسن استغلاله وكيفية استثماره نحو مخاطبة الحقوقيين ورجال الإعلام والمختصين وهيئات المجتمع المدني هنا قد يقع تغير في جوهر وخارطة توجهات البيت الأبيض تجاه النزاع و للأمانة أن أدارة الديمقراطيين وفي عهد براك أوباما تبقى الأفضل رغم التستر والخفاء وعدم الإفصاح عن حقيقة المواقف وهذا يعطي انطباعا بضرورة تكثيف الجهود في ما تبقى من عمر عهدة أوباما.
بقلم : الصحفي  مولاي أحمد اليساعة 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *