الاعلام الالكتروني الصحراوي وتحدياته موضوع حوار موقع المصير نيوز مع المشرف على وكالة الانباء المستقلة
الصحراء الغربية ـ اعتبر المشرف على وكالة
الانباء المستقلة المستقلة، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين السيد حمة المهدي خلال حوار مع موقع المصير نيوز أن المواقع الالكترونية الصحراوية المستقلة ساهمت بشكل كبير في نقل المعلومة، وقدمت للقارئ الكثير من الاحداث التي تجاهلتها وسائل الاعلام الرسمية.
وفيما يتعلق بقدرة المواقع الالكترونية الصحراوية المستقلة قال أن وجود صحفي له مؤهلات علمية او تجربة كافية ووسيط اعلامي كافيان لمعالجة الاخبار بالشكل المطلوب من شأنهما ترقية أداء اي وسيلة اعلامية، واضاف ” ويتجلى ذلك خاصة في التفاعل مع الاحداث بالأرض المحتلة، وبعض القضايا الاجتماعية المتعلقة بالخدمات”.
وبخصوص طبيعة المواقع التي تنشط بشكل مستقل اعتبر المتحدث انه اصبح من الضروري تنويع الحقل الالكتروني ليشمل مجالات متعددة، تمس الثقافة، الفن، المجتمع، وغير ذلك. وقال “نتمنى ان تظهر مواقع تخصصية في الادب والثقافية والتحليلات السياسية والمجلات”.
من جهة اكد المتحدث أن المطلوب من الاعلام الالكتروني الصحراوي هو مباشرة المزيد من الجهد لكشف ما يجهله العالم الخاريجي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، خاصة موضوع المناطق المحتلة، نظرا لما يتعرض له السكان هناك من مضايقات بسبب مطالبتهم بالحق في تقرير المصير والاستقلال.وفيما يلي نص الحوار:
اهلا بك الاستاذ حمة المهدي ضيف حوار موقع المصير نيوز؟
ج 1 ـ اهلا وسهلا بكم واهنئكم على النجاح الذي تحققونه في موقع المصير نيوز الرائد وعلى تحمل العبء الاعلامي الكبير الذي تضعونه على كواهلكم رغم الصعوبات والتحديات ومن خلالكم احيي كل الاعلاميين الصحراويين والزملاء في المنابر الاعلامية الرسمية والمستقلة.
إذا كان الدور المنوط لوسائل الإعلام سواء العادية أو الالكترونية هو نقل الرسالة فيما يتماشى وطبيعة العمل الصحفي، في رأيك ما هو الدور الاستثنائي الذي يمكن أن يلعبها الإعلام الالكتروني الصحراوي؟
ج 2 ـ الاعلام الصحراوي يأخذ خصوصيته من كونه إعلام مقاوم وبالتالي الدور الاستثنائي الذي يجب ان يلعبه بالدرجة الاولى هو فضح الاحتلال المغربي لوطننا وكشف واقع انتهاكات حقوق الانسان بالأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية ومواكبة نضالات شعبنا ومعاناته ونقلها للعالم.
هذا لا يمنع ايضا من معالجة القضايا الاجتماعية ونقل انشغالات المواطنين الى المسؤولين ونقد الواقع بطريقة ايجابية تشخص الداء وترشد الى الحلول وتصقل المجتمع من الشوائب وتحرك الوازع الديني والوطني وتحافظ على المصلحة العليا للشعب، وتلعب دورا ايجابيا في نشر ثقافة المحبة والسلام بين جميع ابناء الشعب الصحراوي، بعيدا عن تجاذبات الاشخاص، والتموقف من الاحداث للانتصار للذات وتحقيق المصلحة الفردية الضيقة على حساب القضية الوطنية.
إذن الاعلام الالكتروني الصحراوي والذي لا يخرج عن دائرة المناطق المحتلة، المخيمات، المهجر يواجه تحديات كثيرة لكنه يشترك في كونه اعلام مقاوم له قضية مقدسة يناضل من اجلها ويحارب واقع يفرضه الاحتلال المغربي، فهو اعلام تطوعي غير ربحى يمليه الضمير الاخلاقي والانتصار للشعب والقضية.
تضمن المواقع الالكترونية السرعة في نقل المعلومة لذلك يرى البعض أنه يتعين تضمينها جميع التفاصيل المتعلقة بالحدث حتى يتسنى للجمهور إدراك جميع الحيثيات، ما تعليقك على ذلك؟
ج 3 ـ لكل منبر خصوصيته في التعاطي مع الاحداث ومعالجتها، فإبراز خبر وإعطائه حيزا اكبر من التغطية، او المرور عليه مرور الكرام هو امر يعود الى اهمية الخبر، أو حجم الحدث في نظر أي وسيط اعلامي، واعتقد ان الدور الذي يجب ان تلعبه المواقع الالكترونية او الاعلام بشكل عام هو نقل الاخبار بأمانة، سواء تعلق الامر بالخبر في حد ذاته او الاسترسال في التفاصيل، مع انني لا احبذ اسلوب السرد الممل خاصة في نشر الاخبار المحلية، لا نه اسلوب غير ناجح ويبعث الملل هذا من جهة ومن جهة اخرى يكون الخبر احيانا يعالج شأن محلي يحتاج التلميح وتنقله المواقع الالكترونية التي اصبحت ذات طابع عالمي بمجرد نشرها للخبر يصل الى نهاية الدنيا في بضع ثواني.
مقاطعا ـ لكن بعض القراء يحب التفاصيل ؟
ج 4 ـ متفق معك تماما ان احترام القارئ يجعلنا نقدم له المعلومة كاملة، لكن بأسلوب يجمع اركان الخبر، ونحترمه ايضا عندما نلخص له الخبر ونضعه بين يديه بكل حيثياته وباسلوب بسيط، وبصدق ويمكن ان تقيس مدى احترام اي وسيلة اعلامية لقرائها بصدقية ومهنية ما تقدمه لهم من اخبار.
لكن طبيعة الخبر هي التي تتحكم في نوع التغطية، فإذا كان خبر يتعلق بالمصير وتصفية الاستعمار والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية، والاحداث الوطنية الكبرى، أو ما يجري على ساحة الارض المحتلة هذه الاخبار يجب ان تحظى بتغطية اكبر واعطائها الاولوية في المعالجة، بعدها تاتي التحقيقات والمقابلات اما الاخبار العامة عادة تكون مؤجزة، واظن ان هذا ما يفضله اغلب الناس.
ما تقيمك لأداء المواقع الصحراوية، خاصة التي تشط بشكل مستقل؟ ج 5 ـ ما يمكن ان اسجله هو انني افتخر واعتز بتنوع المنابر الاعلامية الرسمية والمستقلة، كونها مبادرات فردية وجماعية يمليها الاحساس بضرورة الانخراط في العمل الاعلامي للتعريف بقضية شعبنا العادلة، فقد جاءت المواقع المستقلة مكملة للمواقع الرسمية وداعمة لها في فضح الاحتلال وكشف مؤامراته وتنوير الراي العام الصحراوي بالأخبار والاحداث الوطنية المختلفة.
اما من حيث الاداء فلكل وسيط اعلامي تقييمه الخاص، لكن في صميم عملي بالمواقع الالكترونية قمنا بإعداد شبه دراسة تتضمن قاعدة بيانات للمواقع الصحراوية على شبكة الانترنت سواء الرسمية منها او المستقلة، بالاضافة الى الصفحات على مواقع التفاعل الاجتماعي واليوتوب، والحضور الاعلامي الصحراوي على الشبكة، لكننا لاحظنا مدى التفاوت بينها من حيث النشاط والاستمرارية، فالقليل من هذه المنابر استطاعت ان تحافظ على استمراريتها بشكل منتظم، بالاضافة الى توقف العديد منها وظهور منابر جديدة.
اما بخصوص المواقع المستقلة فقد احرزت تقدما كبيرا في المجال وقدمت للقارئ الكثير من الاحداث التي تجاهلتها وسائل الاعلام الرسمية، واستطاعت ان تحقق جمهور يتفاعل معها في نشر الاخبار من خلال التعليقات والرسائل والكتابات المختلفة.
وهذا ما جعلها تتفوق على المواقع الرسمية من حيث نسبة المشاهدة وسرعة التحديث.
في رأيك هل تمتلك القدرة الكافية لمعالجة المواضيع بالشكل المطلوب؟
ج 6 ـ اظن ان وجود صحفي له مؤهلات علمية او تجربة كافية ووسيط اعلامي كافيان لمعالجة الاخبار بالشكل المطلوب، لكن وكما قلت، لكل منبر خصوصيته ولا تخلو اي تجربة من وجود اخطاء وجميعنا نتعلم من أخطائنا، احيانا تطالع معالجات جيدة لبعض القضايا خاصة التفاعل مع الاحداث بالأرض المحتلة، وبعض القضايا الاجتماعية المتعلقة بالخدمات كمعالجة قضية نقص المياه في فصل الصيف او مشاكل التعليم والصحة وسوء التسيير ومشاكل الادارة كلها قضايا تستحق مزيد من الجهد لكن في بعض الاحيان تشاهد اخبار كاذبة او معالجات بعيدة عن الواقع وتغلط الراي العام، بسبب بعض الخلافات بين الصحفيين مع بعض الجهات فيكون الخبر لتصفية حسابات شخصية اكثر منه نقل للحقيقة التي تهم القارئ. تعيب الجهات الرسمية في بعض الأحيان على بعض المواقع المستقلة خاصة أثناء المعالجة الجريئة لبعض المواضيع، ما هو السبب الحقيقي حسب تصورك؟
ج 7 ـ احيانا تنشر اخبار حساسة لها تاثيرها السلبي على القضية الوطنية، وتستغلها ابواق الدعاية المغربية، خاصة ان المواقع الالكترونية الصحراوية هي مواقع حديثة النشأة في مجملها وهي تمر الان بمرحلة البحث عن ذاتها وبناء جمهورها، واعتقد ان الاسلوب الذي يجلب القارئ اكثر ويبني جمهوره بسرعة هي الاخبار المثيرة بغض النظر عن تصديق القارئ لها من عدمه على قاعدة كل ممنوع مرغوب، اعتقد ان نشر هذه الاخبار هي التي تزعج الجهات الرسمية التي تتهم المواقع المستقلة بانها تقدم خدمة مجانية للعدو بنشرها للأخبار المثيرة والمسكوت عنها رسميا.
لكن لتفادي هذه الحساسية لابد من نقل الاخبار الصحيحة والمتوفرة خاصة في مجتمع تسبق الاشاعة فيه الخبر وبالتالي التمحيص والبحث عن الحقيقة من وجهات نظر مختلفة حتى يكون للخبر مصداقية ويضيف جديد للقاري الذي اصبح يصنف المواقع الالكترونية على توجهات اشخاص وليس على التوجه العام للقضية.
تهتم جل المواقع الصحراوية بالطابع الإخباري، هل هناك مبرر في الاستمرار، أم أنه يتعين التخصص في كافة المجالات الاجتماعية، الثقافية، الصحية…؟
ج 8 ـ نقل الاخبار ليس فيه عناء كبير بخلاف التحقيقات والمقابلات والكتابات الادبية الاخرى التي تتطلب الوقت والقدرات المؤهلة بخلاف الاخبار المتاحة للجميع ولهذا يطغى الطابع الاخباري على كافة المواقع الصحراوية.
لكن هذا ليس مبرر لان تبقى كل منابرنا الاعلامية ذات طابع اخباري ونتمنى ان تظهر مواقع تخصصية في الادب والثقافية والتحليلات السياسية والمجلات.
وقد وجدت بعض المنابر التخصصية كصفحة من ينابيع الثقافة المتخصص في الثقافة الحسانية والموروث الشعبي، وموقع البواه الذي يعالج الاخبار باللهجة الحسانية، وموقع ترابنا الثري هو الاخر بمجالات مختلفة وغيرها من المواقع، لكن تبقى الصعوبات التي تعتري هذا المجال قائمة وتبقى الرهانات هي الاخرى على مثقفينا وكتابنا قائمة في خلق المزيد من الفضاءات المختلفة بالوان الطيف الوطني.
فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، هل فعلا أصبح الصحراويون يمتلكون القدرة المطلوبة للتأثير من خلال تلك الشبكات؟
ج 9 ـ اعتقد ان القضية الوطنية اصبحت تتربع على مساحة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع العدد المحدود المتاح له ولوج عالم الانترنت في ظروف اللجوء والحصار بالارض المحتلة واكراهات الغربة بالمهجر، ورغم ذلك إلا ان الابداع وروح العمل للعدد القليل عوض غياب البقية، لكن عندي ملاحظات تتعلق بتقوقع الصحراويين على انفسهم في المجموعات التي ينشئونها وعدم انفتاحهم على الصفحات الاجنبية التي تضم مشاركين من كل الجنسيات، والمشاركة بتعليقاتهم وآرائهم في تلك الصفحات خاصة التي تعنى بمجال حقوق الانسان والحريات ومن ثم تفويت جمهور كبير واعتقد ان انفتاح اكثر على المجموعات والصفحات الاخرى من مختلف الدول بإمكانهالتأثير في كسب جمهور يجهل قضية الصحراء الغربية.
يلاحظ أن المادة الخصبة لإثراء المواقع الإخبارية، الصحراوية طبعا هو نقل ما يجري في المخيمات والمناطق المحتلة من أحداث، بالتالي ما هي الصيغة التي تلزم في بناء مادة اخبارية تكون اكثر تأثيرا بالاتجاه الايجابي؟
ج 10 ـ كل معالجة يتوخى منها صاحبها تحقيق مصلحة عامة وتفويت مفسدة فهي قضية مقدسة يجب ان يشجع عليها وتتناقلها كل صفحاتنا الالكترونية، والساحة مليئة بالاحداث وبإمكان اي صحفي الذهاب الى اي مؤسسة او ميدان ونقل الصورة كاملة بكل حيثياتها.
كما ان المصداقية وتوثيق الاحداث بالصور والشهادات الحية يكون لها تاثير اكبر من مجرد سرد الاخبار بدون صور او بصور مكررة.
لكن معالجة القضايا من زاوية ضيقة تحقق للصحفي او الهاوي إن صح التعبير مصلحة على حساب القضية الوطنية هي التي يكون لها تأثير في الاتجاه السلبي.
وبخلاصة المادة التي يكون لها تاثير ايجابي هي التي تفضح الاحتلال وتبين وجهه البشع، او تساهم في محاربة الفساد من قريب او بعيد.
تتابعون ما تنشره المواقع الالكترونية المغربية من أخبار بشكل مستمر، هل في اعتقادك أن المواقع الصحراوية توفر الرد الكافي على ما تنشره تلك المواقع؟
ج 11 ـ احيانا تتحدث بعض المواقع المغربية عن اشاعات وترد عليها طبعا بعض المواقع الصحراوية، لكن في العموم المواقع الصحراوية في صراع مستمر مع الدعاية المغربية التي تمتلك ذراع اعلامي ضخم لكنه غثاء كغثاء السيل بسبب افتقاره للمصداقية وزيف ما يقدم من اخبار مفبركة لاعلاقة لها بالواقع وهذا ما بات يكتشفه الجمهور، وبوجود ايضا للمنابر الصحراوية والدولية وتقارير المنظمات الحقوقية التي تفضح باستمرار الانتهاكات المغربية في الارض المحتلة.
واحيانا بعض الاشاعات التي توردها وسائل الاعلام المغربية يكون الرد عليها بمثابة اشهارها وإعطاء قيمة لها.
من جهة، هل تم تسجيل بعض المواقع المغربية التي تسوّق للخبر بشكل موضوعي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، أم أن الرقابة التي يفرضها النظام المغربي حالت دون ذلك؟
ج 12 ـ توجد اقلام مغربية متحررة من العقدة التي يفرضها المخزن المغربي على اغلب النخب بشأن قضية الصحراء الغربية، واعتبارها خط احمر لا يمكن تناوله خارج السياق العام للأعلام المغربي الرسمي ووجهة النظر المغربية التي تكرس الاحتلال، ومع هذا استطاعت بعض المنابر والاقلام الحرة من كسر هذه الطابوهات والتحرر من هذه العقدة، وتناول القضية الصحراوية بشيء من الموضوعية، واذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض المعالجات التي تنشر بين الفينة والاخرى على موقع لكم كوم والتعليق على بعض الاحداث في المناطق المحتلة ونشر بعض المقالات عن القضية الصحراوية بطريقة موضوعية، كذلك معالجة القضية وفق القرارات الدولية.
في الأخير، هل هناك رسالة توجهها من خلال موقع المصير نيوز؟
ج 13 ـ رسالتي لكل الزملاء في كافة المنابر الاعلامية بالاستمرار في نقل الحقيقة وتنوير الراي العام الوطني بالمعلومة ونقل هموم شعبنا بما يضمن وحدة صفه ويربك حسابات العدو الذي لايدخر جهدا في طمس الحقيقة والتحريش بيننا وتشتيت الجهد الوطني الجماعي.
وفي الاخير اجدد الشكر لموقع المصير نيوز الذي اصبح متنفس حقيقي لكل صحراوي، واستطاع في فترة وجيزة ان يجد له مكانة في صدارة المواقع الالكترونية، وهو ما يبرهن عليه تحقيقه لاكبر جمهور على الفيسبوك من بين كل المواقع الصحراوية، اشكركم مرة اخرى على هذا الجهد المعتبر وعلى التغطية المستمرة رغم الاكراهات التي تواجهونها فلكم التقدير والاحترام.
المصدر : المصير نيوز
الانباء المستقلة المستقلة، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين السيد حمة المهدي خلال حوار مع موقع المصير نيوز أن المواقع الالكترونية الصحراوية المستقلة ساهمت بشكل كبير في نقل المعلومة، وقدمت للقارئ الكثير من الاحداث التي تجاهلتها وسائل الاعلام الرسمية.
وفيما يتعلق بقدرة المواقع الالكترونية الصحراوية المستقلة قال أن وجود صحفي له مؤهلات علمية او تجربة كافية ووسيط اعلامي كافيان لمعالجة الاخبار بالشكل المطلوب من شأنهما ترقية أداء اي وسيلة اعلامية، واضاف ” ويتجلى ذلك خاصة في التفاعل مع الاحداث بالأرض المحتلة، وبعض القضايا الاجتماعية المتعلقة بالخدمات”.
وبخصوص طبيعة المواقع التي تنشط بشكل مستقل اعتبر المتحدث انه اصبح من الضروري تنويع الحقل الالكتروني ليشمل مجالات متعددة، تمس الثقافة، الفن، المجتمع، وغير ذلك. وقال “نتمنى ان تظهر مواقع تخصصية في الادب والثقافية والتحليلات السياسية والمجلات”.
من جهة اكد المتحدث أن المطلوب من الاعلام الالكتروني الصحراوي هو مباشرة المزيد من الجهد لكشف ما يجهله العالم الخاريجي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، خاصة موضوع المناطق المحتلة، نظرا لما يتعرض له السكان هناك من مضايقات بسبب مطالبتهم بالحق في تقرير المصير والاستقلال.وفيما يلي نص الحوار:
اهلا بك الاستاذ حمة المهدي ضيف حوار موقع المصير نيوز؟
ج 1 ـ اهلا وسهلا بكم واهنئكم على النجاح الذي تحققونه في موقع المصير نيوز الرائد وعلى تحمل العبء الاعلامي الكبير الذي تضعونه على كواهلكم رغم الصعوبات والتحديات ومن خلالكم احيي كل الاعلاميين الصحراويين والزملاء في المنابر الاعلامية الرسمية والمستقلة.
إذا كان الدور المنوط لوسائل الإعلام سواء العادية أو الالكترونية هو نقل الرسالة فيما يتماشى وطبيعة العمل الصحفي، في رأيك ما هو الدور الاستثنائي الذي يمكن أن يلعبها الإعلام الالكتروني الصحراوي؟
ج 2 ـ الاعلام الصحراوي يأخذ خصوصيته من كونه إعلام مقاوم وبالتالي الدور الاستثنائي الذي يجب ان يلعبه بالدرجة الاولى هو فضح الاحتلال المغربي لوطننا وكشف واقع انتهاكات حقوق الانسان بالأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية ومواكبة نضالات شعبنا ومعاناته ونقلها للعالم.
هذا لا يمنع ايضا من معالجة القضايا الاجتماعية ونقل انشغالات المواطنين الى المسؤولين ونقد الواقع بطريقة ايجابية تشخص الداء وترشد الى الحلول وتصقل المجتمع من الشوائب وتحرك الوازع الديني والوطني وتحافظ على المصلحة العليا للشعب، وتلعب دورا ايجابيا في نشر ثقافة المحبة والسلام بين جميع ابناء الشعب الصحراوي، بعيدا عن تجاذبات الاشخاص، والتموقف من الاحداث للانتصار للذات وتحقيق المصلحة الفردية الضيقة على حساب القضية الوطنية.
إذن الاعلام الالكتروني الصحراوي والذي لا يخرج عن دائرة المناطق المحتلة، المخيمات، المهجر يواجه تحديات كثيرة لكنه يشترك في كونه اعلام مقاوم له قضية مقدسة يناضل من اجلها ويحارب واقع يفرضه الاحتلال المغربي، فهو اعلام تطوعي غير ربحى يمليه الضمير الاخلاقي والانتصار للشعب والقضية.
تضمن المواقع الالكترونية السرعة في نقل المعلومة لذلك يرى البعض أنه يتعين تضمينها جميع التفاصيل المتعلقة بالحدث حتى يتسنى للجمهور إدراك جميع الحيثيات، ما تعليقك على ذلك؟
ج 3 ـ لكل منبر خصوصيته في التعاطي مع الاحداث ومعالجتها، فإبراز خبر وإعطائه حيزا اكبر من التغطية، او المرور عليه مرور الكرام هو امر يعود الى اهمية الخبر، أو حجم الحدث في نظر أي وسيط اعلامي، واعتقد ان الدور الذي يجب ان تلعبه المواقع الالكترونية او الاعلام بشكل عام هو نقل الاخبار بأمانة، سواء تعلق الامر بالخبر في حد ذاته او الاسترسال في التفاصيل، مع انني لا احبذ اسلوب السرد الممل خاصة في نشر الاخبار المحلية، لا نه اسلوب غير ناجح ويبعث الملل هذا من جهة ومن جهة اخرى يكون الخبر احيانا يعالج شأن محلي يحتاج التلميح وتنقله المواقع الالكترونية التي اصبحت ذات طابع عالمي بمجرد نشرها للخبر يصل الى نهاية الدنيا في بضع ثواني.
مقاطعا ـ لكن بعض القراء يحب التفاصيل ؟
ج 4 ـ متفق معك تماما ان احترام القارئ يجعلنا نقدم له المعلومة كاملة، لكن بأسلوب يجمع اركان الخبر، ونحترمه ايضا عندما نلخص له الخبر ونضعه بين يديه بكل حيثياته وباسلوب بسيط، وبصدق ويمكن ان تقيس مدى احترام اي وسيلة اعلامية لقرائها بصدقية ومهنية ما تقدمه لهم من اخبار.
لكن طبيعة الخبر هي التي تتحكم في نوع التغطية، فإذا كان خبر يتعلق بالمصير وتصفية الاستعمار والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية، والاحداث الوطنية الكبرى، أو ما يجري على ساحة الارض المحتلة هذه الاخبار يجب ان تحظى بتغطية اكبر واعطائها الاولوية في المعالجة، بعدها تاتي التحقيقات والمقابلات اما الاخبار العامة عادة تكون مؤجزة، واظن ان هذا ما يفضله اغلب الناس.
ما تقيمك لأداء المواقع الصحراوية، خاصة التي تشط بشكل مستقل؟ ج 5 ـ ما يمكن ان اسجله هو انني افتخر واعتز بتنوع المنابر الاعلامية الرسمية والمستقلة، كونها مبادرات فردية وجماعية يمليها الاحساس بضرورة الانخراط في العمل الاعلامي للتعريف بقضية شعبنا العادلة، فقد جاءت المواقع المستقلة مكملة للمواقع الرسمية وداعمة لها في فضح الاحتلال وكشف مؤامراته وتنوير الراي العام الصحراوي بالأخبار والاحداث الوطنية المختلفة.
اما من حيث الاداء فلكل وسيط اعلامي تقييمه الخاص، لكن في صميم عملي بالمواقع الالكترونية قمنا بإعداد شبه دراسة تتضمن قاعدة بيانات للمواقع الصحراوية على شبكة الانترنت سواء الرسمية منها او المستقلة، بالاضافة الى الصفحات على مواقع التفاعل الاجتماعي واليوتوب، والحضور الاعلامي الصحراوي على الشبكة، لكننا لاحظنا مدى التفاوت بينها من حيث النشاط والاستمرارية، فالقليل من هذه المنابر استطاعت ان تحافظ على استمراريتها بشكل منتظم، بالاضافة الى توقف العديد منها وظهور منابر جديدة.
اما بخصوص المواقع المستقلة فقد احرزت تقدما كبيرا في المجال وقدمت للقارئ الكثير من الاحداث التي تجاهلتها وسائل الاعلام الرسمية، واستطاعت ان تحقق جمهور يتفاعل معها في نشر الاخبار من خلال التعليقات والرسائل والكتابات المختلفة.
وهذا ما جعلها تتفوق على المواقع الرسمية من حيث نسبة المشاهدة وسرعة التحديث.
في رأيك هل تمتلك القدرة الكافية لمعالجة المواضيع بالشكل المطلوب؟
ج 6 ـ اظن ان وجود صحفي له مؤهلات علمية او تجربة كافية ووسيط اعلامي كافيان لمعالجة الاخبار بالشكل المطلوب، لكن وكما قلت، لكل منبر خصوصيته ولا تخلو اي تجربة من وجود اخطاء وجميعنا نتعلم من أخطائنا، احيانا تطالع معالجات جيدة لبعض القضايا خاصة التفاعل مع الاحداث بالأرض المحتلة، وبعض القضايا الاجتماعية المتعلقة بالخدمات كمعالجة قضية نقص المياه في فصل الصيف او مشاكل التعليم والصحة وسوء التسيير ومشاكل الادارة كلها قضايا تستحق مزيد من الجهد لكن في بعض الاحيان تشاهد اخبار كاذبة او معالجات بعيدة عن الواقع وتغلط الراي العام، بسبب بعض الخلافات بين الصحفيين مع بعض الجهات فيكون الخبر لتصفية حسابات شخصية اكثر منه نقل للحقيقة التي تهم القارئ. تعيب الجهات الرسمية في بعض الأحيان على بعض المواقع المستقلة خاصة أثناء المعالجة الجريئة لبعض المواضيع، ما هو السبب الحقيقي حسب تصورك؟
ج 7 ـ احيانا تنشر اخبار حساسة لها تاثيرها السلبي على القضية الوطنية، وتستغلها ابواق الدعاية المغربية، خاصة ان المواقع الالكترونية الصحراوية هي مواقع حديثة النشأة في مجملها وهي تمر الان بمرحلة البحث عن ذاتها وبناء جمهورها، واعتقد ان الاسلوب الذي يجلب القارئ اكثر ويبني جمهوره بسرعة هي الاخبار المثيرة بغض النظر عن تصديق القارئ لها من عدمه على قاعدة كل ممنوع مرغوب، اعتقد ان نشر هذه الاخبار هي التي تزعج الجهات الرسمية التي تتهم المواقع المستقلة بانها تقدم خدمة مجانية للعدو بنشرها للأخبار المثيرة والمسكوت عنها رسميا.
لكن لتفادي هذه الحساسية لابد من نقل الاخبار الصحيحة والمتوفرة خاصة في مجتمع تسبق الاشاعة فيه الخبر وبالتالي التمحيص والبحث عن الحقيقة من وجهات نظر مختلفة حتى يكون للخبر مصداقية ويضيف جديد للقاري الذي اصبح يصنف المواقع الالكترونية على توجهات اشخاص وليس على التوجه العام للقضية.
تهتم جل المواقع الصحراوية بالطابع الإخباري، هل هناك مبرر في الاستمرار، أم أنه يتعين التخصص في كافة المجالات الاجتماعية، الثقافية، الصحية…؟
ج 8 ـ نقل الاخبار ليس فيه عناء كبير بخلاف التحقيقات والمقابلات والكتابات الادبية الاخرى التي تتطلب الوقت والقدرات المؤهلة بخلاف الاخبار المتاحة للجميع ولهذا يطغى الطابع الاخباري على كافة المواقع الصحراوية.
لكن هذا ليس مبرر لان تبقى كل منابرنا الاعلامية ذات طابع اخباري ونتمنى ان تظهر مواقع تخصصية في الادب والثقافية والتحليلات السياسية والمجلات.
وقد وجدت بعض المنابر التخصصية كصفحة من ينابيع الثقافة المتخصص في الثقافة الحسانية والموروث الشعبي، وموقع البواه الذي يعالج الاخبار باللهجة الحسانية، وموقع ترابنا الثري هو الاخر بمجالات مختلفة وغيرها من المواقع، لكن تبقى الصعوبات التي تعتري هذا المجال قائمة وتبقى الرهانات هي الاخرى على مثقفينا وكتابنا قائمة في خلق المزيد من الفضاءات المختلفة بالوان الطيف الوطني.
فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، هل فعلا أصبح الصحراويون يمتلكون القدرة المطلوبة للتأثير من خلال تلك الشبكات؟
ج 9 ـ اعتقد ان القضية الوطنية اصبحت تتربع على مساحة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع العدد المحدود المتاح له ولوج عالم الانترنت في ظروف اللجوء والحصار بالارض المحتلة واكراهات الغربة بالمهجر، ورغم ذلك إلا ان الابداع وروح العمل للعدد القليل عوض غياب البقية، لكن عندي ملاحظات تتعلق بتقوقع الصحراويين على انفسهم في المجموعات التي ينشئونها وعدم انفتاحهم على الصفحات الاجنبية التي تضم مشاركين من كل الجنسيات، والمشاركة بتعليقاتهم وآرائهم في تلك الصفحات خاصة التي تعنى بمجال حقوق الانسان والحريات ومن ثم تفويت جمهور كبير واعتقد ان انفتاح اكثر على المجموعات والصفحات الاخرى من مختلف الدول بإمكانهالتأثير في كسب جمهور يجهل قضية الصحراء الغربية.
يلاحظ أن المادة الخصبة لإثراء المواقع الإخبارية، الصحراوية طبعا هو نقل ما يجري في المخيمات والمناطق المحتلة من أحداث، بالتالي ما هي الصيغة التي تلزم في بناء مادة اخبارية تكون اكثر تأثيرا بالاتجاه الايجابي؟
ج 10 ـ كل معالجة يتوخى منها صاحبها تحقيق مصلحة عامة وتفويت مفسدة فهي قضية مقدسة يجب ان يشجع عليها وتتناقلها كل صفحاتنا الالكترونية، والساحة مليئة بالاحداث وبإمكان اي صحفي الذهاب الى اي مؤسسة او ميدان ونقل الصورة كاملة بكل حيثياتها.
كما ان المصداقية وتوثيق الاحداث بالصور والشهادات الحية يكون لها تاثير اكبر من مجرد سرد الاخبار بدون صور او بصور مكررة.
لكن معالجة القضايا من زاوية ضيقة تحقق للصحفي او الهاوي إن صح التعبير مصلحة على حساب القضية الوطنية هي التي يكون لها تأثير في الاتجاه السلبي.
وبخلاصة المادة التي يكون لها تاثير ايجابي هي التي تفضح الاحتلال وتبين وجهه البشع، او تساهم في محاربة الفساد من قريب او بعيد.
تتابعون ما تنشره المواقع الالكترونية المغربية من أخبار بشكل مستمر، هل في اعتقادك أن المواقع الصحراوية توفر الرد الكافي على ما تنشره تلك المواقع؟
ج 11 ـ احيانا تتحدث بعض المواقع المغربية عن اشاعات وترد عليها طبعا بعض المواقع الصحراوية، لكن في العموم المواقع الصحراوية في صراع مستمر مع الدعاية المغربية التي تمتلك ذراع اعلامي ضخم لكنه غثاء كغثاء السيل بسبب افتقاره للمصداقية وزيف ما يقدم من اخبار مفبركة لاعلاقة لها بالواقع وهذا ما بات يكتشفه الجمهور، وبوجود ايضا للمنابر الصحراوية والدولية وتقارير المنظمات الحقوقية التي تفضح باستمرار الانتهاكات المغربية في الارض المحتلة.
واحيانا بعض الاشاعات التي توردها وسائل الاعلام المغربية يكون الرد عليها بمثابة اشهارها وإعطاء قيمة لها.
من جهة، هل تم تسجيل بعض المواقع المغربية التي تسوّق للخبر بشكل موضوعي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، أم أن الرقابة التي يفرضها النظام المغربي حالت دون ذلك؟
ج 12 ـ توجد اقلام مغربية متحررة من العقدة التي يفرضها المخزن المغربي على اغلب النخب بشأن قضية الصحراء الغربية، واعتبارها خط احمر لا يمكن تناوله خارج السياق العام للأعلام المغربي الرسمي ووجهة النظر المغربية التي تكرس الاحتلال، ومع هذا استطاعت بعض المنابر والاقلام الحرة من كسر هذه الطابوهات والتحرر من هذه العقدة، وتناول القضية الصحراوية بشيء من الموضوعية، واذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض المعالجات التي تنشر بين الفينة والاخرى على موقع لكم كوم والتعليق على بعض الاحداث في المناطق المحتلة ونشر بعض المقالات عن القضية الصحراوية بطريقة موضوعية، كذلك معالجة القضية وفق القرارات الدولية.
في الأخير، هل هناك رسالة توجهها من خلال موقع المصير نيوز؟
ج 13 ـ رسالتي لكل الزملاء في كافة المنابر الاعلامية بالاستمرار في نقل الحقيقة وتنوير الراي العام الوطني بالمعلومة ونقل هموم شعبنا بما يضمن وحدة صفه ويربك حسابات العدو الذي لايدخر جهدا في طمس الحقيقة والتحريش بيننا وتشتيت الجهد الوطني الجماعي.
وفي الاخير اجدد الشكر لموقع المصير نيوز الذي اصبح متنفس حقيقي لكل صحراوي، واستطاع في فترة وجيزة ان يجد له مكانة في صدارة المواقع الالكترونية، وهو ما يبرهن عليه تحقيقه لاكبر جمهور على الفيسبوك من بين كل المواقع الصحراوية، اشكركم مرة اخرى على هذا الجهد المعتبر وعلى التغطية المستمرة رغم الاكراهات التي تواجهونها فلكم التقدير والاحترام.
المصدر : المصير نيوز