-->

اسبانيا تكذب الجنرال جياب؟

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يقول الجنرال الفيتنامي جياب ”
الاستعمار تلميذ غبي لا يفهم إلا بتكرار الدروس” وكان يقصد الاستعمار الفرنسي حين لدغ من جحرين في الجزائر وديان بيان فو غير أن المقولة التي تختزن بين سطورها قدرة الشعوب على الانتصار والعاقبة الوخيمة التي تلحق بالاستعمار، جعلتها اسبانيا استثناء في تعاملها مع مستعمرات الأمس حيث لم تزل تحرك بعض خيوط الماضي الاستعماري لتحقيق مصالح اليوم بتوسيع دائرة نفوذها السياسي والاقتصادي، متفوقة على المقولة السالفة في دهاء يتجاوز في حدته غباء بقية الدول الاستعمارية التي رضخت أمام رغبة الشعوب القاهرة في التحرر الكامل من كل مخلفات الاستعمار وتامين الثروة وصون السيادة من اي تدخل يشيب حرية الشعوب المطلقة في أراضيها وقراراتها السيادية.

خرجت اسبانيا من الصحراء الغربية لكنها تركت هناك مسمار جحا تدقه كلما تحدثت الجارة المغرب عن بقية استعمار لا يزال يتجذر في رأس المملكة ويبسط سيطرته على جزء من ترابها.
باعت اسبانيا كل مستعمراتها التاريخية جملة وبأبخس الأثمان لكنها تركت الصحراء الغربية لتبيعها بالتقسيط وتشتري بها كل مرة صمت المغرب عن المدينتين السليبتين التي تتخذها للمساومة كلما استجد الحديث عن المدينتين او الجزر المغربية جغرافيا ، والتابعة لاسبانيا سياديا ،على قضية عادلة اغتصبها المغرب في وضح النهار وسرق من اهلها بريق الانتصار الذي كانوا قاب قوسين او ادنى منه قبل ان يكدر صفوه الاجتياح العسكري للقوات المغربية التي حلت محل اسبانيا بمنطق القوة ورغبة التوسع.
وكعادة الاستعمار يعبث دائما بمصائر الشعوب وحقها في الحرية والاستقلال، فقد عملت اسبانيا منذ اجلاء اخر جندي لها من الصحراء الغربية سنة 1976على ربط الحفاظ على مصالحها وعدم الاعتراف بمسؤولياتها التاريخية في إقليم خرجت منه دون ان تسلمه لاهله الذين كانت تفاوضهم على مصيره، مديرة ظهرها لحقوق الصحراويين الذين يعيشون مشتتين بين الملاجئ والمناطق المحتلة والشتات بفعل ذلك الجرم التاريخي الذي لا يغتفر.
وهي بذلك تبقي المغرب في لبوسها الاستعماري، لتحفظ مصالحها في الصحراء الغربية وتتخذ الأخيرة لابتزازه ومساومته على مدن وجزر تحتلهم من ارضه مع مئات الشركات العابرة للحدود تستغل اليد الرخيصة للمغاربة لترهنهم كعبيد في بناء الاقتصاد الاسباني والهيمنة على موارد البلد من خلال شركاتها العاملة بالمغرب.
اسبانيا إذن تستغبي المغرب وتضعه موضع الاستعمار لان الحرية إذا لم تجد من يسموا ليلامسها ويتنفس من عبقها ويلج بابها مخضبا بدماء التضحية والعطاء تكون حينئذ هيبة يمنحها الاستعمار لمن يشاء ويمنها عليه متى شاء.
لكن الشرفاء من المغاربة استوعبوا الدرس جيدا وما يشهده المغرب من حراك اجتماعي متنامي أصبح يستهدف الملكية بشكل خاص باعتبارها استعمار داخلي يكبل الحريات وينتهك حق الجوار ويدنس كرامة الشعوب، وان انتصار إرادة الشعب على طغيان الفرد أصبحت مسألة وقت للتخلص من ارث الاستعمار وقيوده ومصالحة التي لم تنفك تتحقق على حساب الشعوب المكلومة في كرامتها وحريتها.
مقولة الرجل الثوري الذي التقى بالشهيد الولي مصطفى السيد في العام 1976 داعما دربه التحرري في الصحراء الغربية كما دعمه في الهند الصينية وشمال غرب افريقيا وكل بقاع العالم لايمكنها ان تخطي ابدا لان مصير الاحتلال الى زوال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *