-->

مظاهر الحرية السياسية والاجتماعية

هناك تعريفات كثيرة لمصطلح الحرية فاقت المائة تعريف حيث يختلف مفهوم الحرية
باختلاف الإطار الفكرى الذى يحكم من يتصدى لتعريفة. فالعرب قديما نظروا للحريةعلى أنها نقيض للعبودية ، فى حين تعامل الإغريق معها على أساس التقسيم الاجتماعى الذى طرحوة والذى يرى ان هناك نوع من البشر ارقى من الاخر . ويتعامل المفكرون مع الحرية على انه مفهوم سياسى واقتصادى وفلسفى أخلاقى عام ومجرد ، أو مدلولات متعددة ومتشعبة كمدلول منها يحتاج الى مستوى معين من التحديد والتعريف ، كما تتداخل قيمة الحرية مع نسيج قيم اخرى ولذلك فمن الصعب الفصل بين الحرية والمساواة وأن أى محاولة للسير فى هذا الاتجاةتقود الى المجهول ، اذ أن هاتين الكلمتين المعبرتين يجب ان يرتبطا ويتعايشا جنبا الى جنب لكن كم التعريفات التى تناولت الحرية تندرج تحت مفهومين اساسين للحرية الاول هو الحرية السلبية التى لا تتعدى غياب القيود وانتفاء الاكراة المادى والمعنوى والثانى هو الحرية الايجابية التى تعنى حصول الفرد على حقوقة وامتيازاتة لذلك فهناك عدة سمات تميز قيمة الحرية عما عداها من قيم اولها القدرة على الاختيار او المفاضلة بين الاشياء المادية والمعنوية . وثانيها الخصوصية حيث لاتوجد حرية فيما يستطيع كل الناس ان يتمتعوا بة كالهواء مثلا ، اما ثالثا فهو قدرة الانسان على تحقيق اهدافة لذلك يجب على الحرية أن تتضافر مع المساواة وكذلك العداله لتشكيل هذة القيم لتكون الدعامة ألاساسية للنظام الديمقراطى اذ ان الثقافة السياسية الديمقراطية تؤكد على الحرية كقيمة اساسية , ومع هذا فانة داخل هذة السمات نفسها ، فهناك حول درجة الحرية ومعناها . هناك من يرى ان الحرية بشكلها الايجابى هى التحرر من القيود ولكن لابد ان تكون حرية مسئولة لا تصل الى حد الافلات وأن تكون لها ظوابط وألايتلاعب بها البعض باسم الحرية ليجعلوها فقط مايريدونهمان يفعلوة دون ادنى اعتبار لحرية الأخرين هناك شروط عدة يجب ان تتوافر من اجل أن يكون الانسان حرا مثل التعليم والثقافة حيث أن الجاهل لايستطيع ان يتخذ قرارات مستقلة , خاصة فى البلدان التى يمارس فيها الاعلان الرسمى كذبا منظما , كما أن الانسان الذى يعانى من الاحتياج المادى لايمكن أن حرية يكون حرا لأنة لا يستطيع أن يتخذ قرارة بمحض ارادتة , ولذا تتطلب الحرية معينا من الكفاية المادية , بل اأن هناك علاقة طردية بين الحرية والكفاية , حيث أن حرية الفرد تزداد حين تزيد فرص اشباع حاجاتة . وقد كان الاسلام واضحا فى هذة النقطة حين أقام مبدأ الحرية على دعامتين اساسيتين أولهما تأمين الانسان من الجوع وثانيهما تأمينة من الخوف وجها لوجه أمام قيمتى العداله والمساواة فرغم اختلاف الحرية السياسية عن الحرية الفردية والهدف ونطاق السريان وشروط الممارسة فان التلازم بينهما يبدوا امرا ضروريا . فاذا كانت الحرية الفردية تحفظ للأنسان كرامتة فإن الحرية السياسية تضم الوسائل التى تحمى الحرية الفردية وتحدد لها نطاق حركتها , كما أنة لايمكن الفصل بين الحرية السياسية وكل من الحرية الأقتصادية والحرية الإجتماعية , ومع هذا فإن للحرية السياسية مظاهر خاصة بها ترتبط بوجود الديمقراطية .ولذلك جاء الوقت لتنعم شعوبنا بالحرية الكاملة غير منقوصة فالإنسان يعيش مرة واحدة.
كتب حمدى مرزوق ـ مراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة من مصر

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *