-->

حصاد السنين (مقال)

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) عندما نتامل المسيرة النضالية
للشعب الصحراوي فإنه لا بد من الوقوف على محطات هامة من كفاح شعب اثبت للعالم على مدى اربعين سنة انه متمسك بحقه في تقرير المصير والاستقلال منذ فجر نضاله.
لقد كانت الحركة الجنينية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب طليعة النضال السلمي في الصحراء الغربية ضد المستعمر الاسباني انذاك وهي حركة شبابية نضالية افرزها الحراك الثوري حينها بقيادة الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري وحققت مبتغاها نونها زعزعت الكيان الاسباني واثبتت ان للصحراء رجالها وان الشعب الصحراوي هو صاحب الشرعية والحق في السيادة على ارضه الساقية الحمراء ووادي الذهب و برهنت على ذلك في تنظيمها لانتفاضة السابع عشر من يونيو حزيران 1970 والذي كان حقا هو شرارة النضال الصحراوي ضد المستعمر ، اذن نجاح الحركة في حشد انتفاضة الزملة التارخية اثبت لاسبانيا انها حركة نابعة من رحم المجتمع الصحراوي.
و توالت النضالات و تلاحقت المكتسبات وتكونت الاطر الصحراوية فكان ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الابن الشرعي والوحيد للحركة الجنينية والممثل للشعب الصحراوي بقيادة الشهيد البطل الولي مصطفى السيد رحمه الله، في 10 ماي 1973 حملت المشعل واعلنت الكفاح المسلح في العشرين منه واكتملت الصورة عند المستعمر الاسباني اصبح غاب قوسين او ادنى من تسليم الارض لاهلها، وتكالبت قوى الذل والعار ومدعومة من الاشقاء الاعداء (المغرب وموريتانيا ولد داداه) لتطعن الجار الشقيق في الظهر و تفتح ابواب الشقاق بين الاخوة الاعداء.
ورغم ذلك تلاحقت الانتصارات و فر الاسبان وتركوا الصحراويين بين فكي كماشة ارادت ان تلتهمهم ولكن اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر 
نعم قالها الشابي وكأنه حاضر في حرب الصحراء، فأعلنت الحبهة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لكي تقطع الشك باليقين و تؤكد المطلب الشرعي للشعب الصحراوي في حقه في قيام الدولة الصحراوية وعاصمتها العيون على كامل تراب الساقية الحمراء ووادي الذهب.
كانت حرب ضروس اتت على الاخضر واليابس ذهبت بأغلى الرجال وشردت النساء والاطفال والشيوخ واستقر المقام في ارض الاحرار الجزائر الشقيق, وشيد الحزام الذليل لحماية ذئاب الملك من ثوار الصحراء الذين اثبتوا للعالم ان اهل مكة ادرى بشعابها فوصلت السنة الحرب الى طاطا واغا في جنوب المغرب و ووصل الصحراويون الى باسكنو على الحدود الموريتانية المالية ودكوا العاصمة انواقشوك ولكنهم ما ارادوا اهانة الشعب المغربي ولا الشقيق الشعب الموريتاني، ولكنهم ما ارادو سوى حقهم في الدفاع عن ارضهم ونقل الحرب الى ارض الاعداء.
تلاحقت الانتصارات والاعترافات على المستوى الداخلي والدولي وعلم العالم انه في الصحراء الغربية شعب يخوض معركة التحرير والبناء و انه لا بد من وجود حل متفاوض عليه بين اطراف النزاع، وتم اقتراح اجراء استفتاء لتقرير المصير وفق مخطط اممي افريقي وفقت عليه البوليساريو والمغرب في بداية ىتسعينيات القرن الماضي ولكن ابن اوى المغربي الملك الحسن الثاني ما أراد الاستفتاء لان النتيجة معروفة مسبقا و اراد فقط اسكات افواه البنادق التي كانت تقض مضجعه ليل نهار لانها تصدح بالحق فأراد اسكات الحق وكان له ذلك فلا الامم المتحدة ولا التحاد الافريقي ولا جبهة البوليساريو نفسها عرفت كيف تفك لعنة الايتفتاء, فبقت تراوح مكانها والاعتماد الاعتماد على النضال السلمي على مدى عقدين من الزمن ويزيد وما ضاع حق ورائه مطالب.
ها نحن اليوم في الذكرى الاربعين للكفاح المسلح نحصد مازرعنا ونتوقف مع ذواتنا في ظلال محطات نضال شعب اراد الحياة فعلينا ان نقوم الاخطاء و نستفيد من الماضي، لانه عندما نتأمل المستقبل بعد اربعة عقود من الكفاح المسلح والسلمي معا نجد ان كفة السلاح حققت في ثمانية عشر عاما مالم تحققه الجولات والتفاوض المبتشر وغير المباشر على مدى اثنتين وعشرون سنة.
فلله درك ايها الصحراوي اينما كنت .
بقلم : بلح ولد عثمان 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *