-->

نصف قرن من استقلال موريتانيا

نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يخلد جميع الموريتانيين ذكرى الثالث و
الخميس لعيد الاستقلال الوطني , ثلاثة و خمسون عاما من استقلال موريتانيا بعد صراع طويل مع فرنسا التي لم تكن تريد الرحيل عن الأراضي الموريتانية آنذاك , احتلال فرنسا لموريتانيا لم يكن هباء , استمرت فرنسا في بسط قوتها على أراضي الموريتانية لعدة سنوات الاحتلال الفرنسي ولد طاقة لدى الشعب الموريتاني في دخول معركة استقلال التي راح ضحيتها رجال آمنوا بالوطن و ضحوا لأجله , لكن أب الأمة المختار ولد داداه لم يسمح لفرنسا لتنفيذ رغبتها في شعب الموريتاني , وقف في وجه الاستعمار و قفة رجل واحد , ضحى بالغالي و النفيس من أجل أن تستقل بلاده رغم ضغوطات رغم الخسائر رغم اشتعال نيران إلا أن شجاعة الرجل و صرامته و قوته و ذكائه ووطنيته أستطاع أن يخرج الشعب الموريتاني من ظلمات إلى النور و أن يهدي لأمهات الموريتانيات ورقة استقلال بلادهم ليرفرف عالم موريتانيا و تبدأ زغاريت و الفرح يجوب المدينة و يسمح دموع الحزن و يبدلها بدموع الفرح و يفتح أمام الشباب الموريتاني مستقبل واعد و تشرق شمس الحرية من جديد و تبدأ الأحلام تتحقق.
حصلت موريتانيا على الاستقلال 28 نوفمبر 1960 على يد أب الأمة المختار و لد داداه لتدخل بعد ذالك في معارك كلفتها الكثير معارك لا تنتهي، معارك رغم تعديلات الوزارية و الدستورية لا تتغير , فوضى في التسيير و تفشى في حالة الأمن , و الجهل و الفقر، تحكم في المؤسسة العسكرية إرغام المواطنين على تصويت على مأساتهم، و تحويل كل من يرفع صوته ضد الظلم إلى السجن، فمتى يرحل هذا المستعمر؟
لا يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال فنحن لم نستقل بعد، فمتى نستقل من هذه العادات السيئة، متى نستقل من تعبيد الشعوب و تعذيبهم و أكل خيراتهم و الاستحواذ على ممتلكاتهم و تعريضهم للظلم و القهر و الفساد، فمتى نشهد ثورة ضد الظلم متى نعيش أحرار كباقي الشعوب , نعيش من خيراتنا و يحترمنا ملوكنا , نحن شعبكم و لسنا عبيدكم , في الحقيقة نحن لم نشهد استقلال بعد إنما نتمنوه فمتى يتحقق ذلك الاستقلال و على يد من ؟ بعد رحيل أب الأمة ".
رحل المستعمر لكن ترك مستعمرين يجيدون احتلال الشعوب و الاستحواذ على أموالهم و تكريسها لأنفسهم , فوضى في كل المؤسسات و تكتم على الحقيقة و تستر على الجرائم , أوبئة و حوادث , مجاعات و كوارث , تخلف , و فشل , محاولة إصلاح بادت بالفشل, شعب لا يهم أمر بلده.
لا نستحق هذه الفرحة , لسنا كقطر أو الإمارات لنحتفل بعيد الاستقلال , المؤسسات و الحريات لم تصادر و تهديدات لم توجه لمواطنين من أجل أن يتقدموا إلى ما لا مصلحة لهم فيه.
53 سنة على الاستقلال و لا تزال المباني الحكومية كما هي , تتناوب عليها المسؤوليات , 53 سنة من الاستقلال و لا زالت العاصمة تشهد انهيارا و مهددة بالغرق , 53 سنة من الاستقلال ولا تزل الحريات محجوبة , 53 سنة من الاستقلال ولا تزال المؤسسة العسكرية تأتمر لأوامر الحكومة بدلا الشعب , 53 و خمسون سنة من الاستقلال و لا تزال العنصرية و القبلية و الجهوية و الطائفية تنشط في الوسط الموريتاني , 53 سنة من الاستقلال و لا تزال الوزارة التعليم تفشل في إصلاح التعليم و توجيه الطلاب . 53 سنة و لا زالت الممتلكات الدولة تصرف لأشخاص و رؤساء المنظمات , 53 خمسون سنة من الاستقلال , ولا يزال الجوع يأخذ فريسته من أحياء الصفيح , 53 سنة و لا زالت شوارع نواكشوط مظلمة , 53 سنة و لا تزال الحكومة الموريتانية تجبر المواطن على ما يناسبه , 53 سنة و لا يزل الشعب الموريتاني جاهلا غير متعلم , 53 سنة و لا تزال المراكز الصحية لا تتوفر على المعدات الازمة لإنقاذ أرواح البشرية من الموت , 53 سنة و لم تتغير منهجية تعليم و سير المؤسسات الحكومية , 53 سنة من الحرمان و الكتمان و الضرب و الاعتداء و شتم , سياسة فاشلة دستور غير معترف به قانون يجله الجميع , دولة تسير على قانون رجل واحد , حكومة لا تخاف الله في عبادها ولا تخاف الرئيس في أدائها أمور كثيرة تحدث في هذا البلد الصغير تشهد على أيام منذ الاستقلال حتى الآن و نحن نتصارع على معقد النيابي و الرئاسي و البرلماني و البلدي , و لا نتنافس في التقوى و احترام المواطن و اجتهاد في العمل و المسؤولية و نزاهة و شفافية , فهل يحق لنا أن نحتفل بالاستقلال ؟ نحن لم تستقل بعد ما زال المستعمر ينفذ رغباته في أرضيتنا رغم أنف الجميع.
على العموم كل عام و الشعب الموريتاني بخير و الجيش و الشرطة بخير كل عام و بلادي في تقدم و ازدهار حفظ الله موريتانيا من كل شر .
الكاتب : حمودي / حمادي
Istaylo.hamoudi@gmail.com

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *