-->

المواد الخمس والدعوات الخمس في انتظار كبح الدولة لغلاء الأسعار


مخيمات اللاجئيين الصحراويين (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قيل في العدد
خمسة 5 الكثير من الفوائد، وظل مقياسا لأشياء عديدة تولد مع الانسان في احيان، ويطلب منه القيام بها في احيان اخرى، وقد يموت ويفرض على اهله القيام بها بعد وفاته ومنها الحواس الخمس واركان الاسلام الخمس والصلوات الخمس واسباب البر والاحسان الخمس والأدعية المستحبة الخمس من افضل اذكار الصباح والمساء و يدي وأرجل الانسان في كل منها أصابع خمس، وهكذا نجد اهمية لهذا العدد، الذي بفضله تحصل العبادات والعادات والوظائف الجمسية على ماتريده ومايشعر به صاحبها في هذا العالم من شتى انواع الحاجيات، لكن بالمقابل قد يكون ذات العدد مقياسا لسقف معاناة انسان واخر وثالث ورابع وربما عاشر او يتجازو الرقم عتبة العشرين، لكن هذا الرقم سيظل يؤدي نفس القيم والفوائدة التي يحققها العدد خمسة، أما اذا زادت اخطاره وتعددت سلبياته لتحيط بشعب بأكله مازال ـ الى اليوم ـ يعدد الحواس الخمسة في جسمه، فهذا امر يتطلب التوقف عند ذات العدد لمعرفة من المسؤول عن ارتفاع معدل المعاناة وتنوع الانشغالات والهموم حتى قاربت هذا الرقم في مقياس ريختر لحساب قوة الزالازل التي تصيب انحاء متفرقة من العالم، تماما كما شكلته المواد الاستهلاكية الاكثر طلبا من لدن المواطنين الصحراويين في مخيمات اللاجئين.. 
الى هنا كنا نقيس العدد خمسة بفوائده ولم نصل بعد الى كوارثه التي ذهبت ببعض المواطنين العاديين الى البحث عن مضاد حيوي له يكون من ذات الرقم، مادفع بالمواطن السالك معيل أسرته الموكنة من اربعة عشر فرادا الى التخلي عن شراء كيس السكر(خنشة) واستبداله بعلبة الكليوغرام لعجزة عن تسديد ثمنه الذي اصبح يتجاوز 4000 دج وهو مجرد مقاتل بسيط لاتتجاوز دخله ماقيمته 6500 دج في الشهر، ماجعل العائلة الكبيرة تقوم بصنع الشاي مرتين فقط في اليوم بدل اربع مرات الى خمس مرات في اليوم حيمنا كان كيس السكر لايتجاوز 2000 دج قبل خمس سنوات فقط، وهو نفس التعامل الذي اصبحت ذات العائلة تتعامل به مع علبة صغيرة من الشاي التي اصبحت قيمتها تصل الى 120 دج فيمالم تكن لاتتجاوز قيمتها 100 دج قبل عام واحد فقط، ما فرض على الجارة فاطمتوا المجئ كل يوم قصد تناول وجبة الشاي مع عائلة المواطن السالك بسبب غلاء كيس الفحم الحجري (اجمر) الذي أصبح يصل الى 2500 دج في الايام التي يقل في السوق، ولأن الناجم الابن الاكبر للسالك الذي بدوره يعيل زوجته وابناءه الثلاثة كان يعمل منذ سنوات كمعلم بمدرسة 12 اكتوبر، فقد اضطر الى ترك التعليم ليمتهن التبتيب في المحروقات كبديل عن التعليم، ومن اجل عائلته تمت مصادرة سيارته القديمة من نوع نيسان رباعية الدفع التي كان يستعملها في نقل المحروقات ماجعله يبحث عن عمل اخر لكن دون جدوى، واصبح شغله الشاغل تتبع اخبار المحروقات وواقع اهل "لبريكة" في صراعهم من اجل قوت عائلاتهم التي باتت تدفع بأبنائها نحو الهلاك لتحصيل العيش الذي بات يشكل علامة قامتة في واقع المعاناة بالنسبة للعائلات المقيمة في مخيمات اللاجئيين مثلما اصبح اي تحصيل للرزق هاجسا مرعبا في طريق الشباب والبطال منه على وجه الخصوص، لكن اخبار السالك في الايام الاخيرة بدت اكثر عدائية للجهزة الامنية العاملة في منطقة الحدود وخاصة بعدما تم القبض مؤخرا على صديقه الوفي في المنهة محمد وسيارته التي اشتراها خصيصا لهذا الغرض، وهو يناقش عائلته دون ان ينتبه لزوجته الواقفة على رأسه وهي تطلب منه ان يعطيها بعض النقود لشراء نصف كيل من لحم الابل الذي اشتاقت له العائلة بعد أن تراجعت قدرتها الشرائية، مع قلة وفرة الابل ومحدودية أيام نحرها وغلاء ثمنها الذي يصل الى 16 مليون سنتيم للجمل من الحجم الكبير..، لينتبه لها أخيرا بعد اكمال كلامه مجيبا إياها:"الله غالب أمنين انجيب الفضة، الشغلة ماهي خالكة وأنا ماعندي شي والدين كافينا منو ياويلي كل شئ غلا السكر، الورقة (الشاي)، اجمر (الفحم)، المحرقاوت (كازوال)، واتبعهم كاع اللحم ماتلا شي يلتصق.."، ليضيف :"خلونا باطل أنصلوا كان مولان يفتح اعلينا" ... 
الى هنا تبقى في البال صورة هذه العائلة مشهدا حيا على واقع المعيشة امام ندرة هذه المواد وارتفاع لهيب اسعارها لتقى امال الرجاء والتذكير باهمية الصلوات خمس في اليوم والدعاء المستجاب في خمس مواضع واوقات كلها ايام لله صورة راسخة في ذهن الجارة فاطمتوا ذات الخمسين ربيعا الى تردد كلمة أخيرة لطمأنة نفسها والحاضرين بمايوصل الى الحل قبل ان تقوم هي ايضا للصلاة خلفهم، لتقول" ايوا ذاك اللي فيه الخير الى ماعدلت الجبهة سياسة أتوفر بها هاذو المسايل الخمسة لمواطنيها، الا حد يدعي مولانا اخمس مرات في النهار سابق كل اصلى مفروضة كانو إفرج أعلى أعبادو ويهدي قيادتنا اباش تجبر حل ألكل مادة أوحدها، امين".،غير أن الضمير الجماعي الصحراوي سيبقى يركن دوما الى سؤال الأخر عن هل يكفي الدعاء وحده لتعويض عائلة المواطن السالك وانبه الناجم وغيرهم كثير من العائلات الصحراوية عن مخلفات العدد خمسة، وماتركه من ارتفاع رهيب في الاسعار وندرة قد تصبح كارثية في موادها الاساسية الخمس؟، لاشك ان هناك سميع مجيب.. 
بقلم : ابراهيم محمد امبارك المحبس في 02/11/2013,

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *