-->

البرلمان البريطاني يجدد إهتمامه بأوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

لندن ـ بريطانيا (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- أثار يوم الجمعة البرلمان
البريطاني موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من خلال أسئلة موجهة من قبل نواب عن حزب عمال المعارض إلى الحكومة البريطانية يستفسرون فيها عن إهتمام الأخيرة ومتابعتها للمظاهرات التي تشهدها المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في الفترة الأخيرة.
وفي سؤال مكتوب موجه إلى وزير الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والكومنولث، سأل النائب عن حزب العمال السيد "بول فلين:، عن التقارير التي تلقاها الوزير حول إصابات ناتجة عن تدخل قوات الأمن المغربية ضد متظاهرين في مدن العيون والسمارة والداخلة في الصحراء الغربية، وفي الشق الثاني من السؤال تساءل النائب عما إذا كان الوزير سيصدر بيانا بهذا الخصوص.
وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية السيد "هوغ روبيرتسون" في رده على السؤال "أن الوزارة على علم بالتقارير الواردة عن المظاهرات الأخيرة التي شهدتها الصحراء الغربية وواصل الوزير رده المكتوب "نحن نؤكد بشكل منتظم للمغرب على أهمية الإحترام الكامل لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية بما في ذلك أثناء تعامل الشرطة مع المظاهرات". وأكد الوزير الذي زار المغرب في مطلع هذا الشهر أنه أثار أثناء زيارته عدة قضايا تتعلق بالصحراء الغربية بما فيها مسألة حقوق الإنسان.
وفي صياغ متصل وجهت النائب بالبرلمان البريطاني السيدة "كاتي كلارك"، إلى ذات الوزير سؤال من شقين الأول ما إذا كان سيناقش مع سفيرة المغرب ببريطانيا التقارير التي تفيد بتعرض الناشطة الحقوقية سلطانة خيا، رئيسة المرصد الصحراوي لحماية الموارد الطبيعية، لإصابات على يد الشرطة المغربية عندما كانت تشارك في مظاهرات ضد إستغلال الموارد الطبيعية ببوجدور في الصحراء الغربية والشق الثاني ما إذا كان الوزير سيكلف السفير البريطاني في الرباط بالتحقيق في هذه التقارير.
وجاء رد الوزير مؤكدا لوقوع المظاهرات حيث كتب في رده "نحن على علم بالتقارير الواردة حول المظاهرات التي شهدتها مدينة بوجدور مؤخرا، ونحن نؤكد بإنتظام للمغرب على أهمية الإحترام الكامل لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية".
وتعكس الخطوة الإهتمام البريطاني المتزايد بالقضية الصحراوية لاسيما البرلمان الذي أثار في وقت سابق من الأسبوع الماضي مسألة تعاطي الحكومة مع جبهة البوليساريو خصوصا في الجانب الأمني، بالإضافة إلى اللقاء الذي جمع في وقت سابق وفدا صحراويا بمسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية بمقر هذه الأخيرة بلندن.
ويرى مراقبون أن هذا الإهتمام بدأ يثير قلق الجانب المغربي من تحول بريطانيا إلى مساند كبير للقضية الصحراوية في مجلس الأمن خصوصا مع إقتراب موعد مناقشة هذا الأخير للمسألة الصحراوية والتي تطرح فيها بقوة مسألة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ويخشى المغرب كثيرا من أخذ بريطانيا منحى تشدديا في تعاطيها مع مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية خصوصا أنها معروفة بتأييدها لخيار إستفتاء تقرير المصير لحل النزاع وهو موضوع يمثل حساسية كبيرة بل خط أحمر عند المغرب.
وتأكيدا لذلك كتبت صحيفة ألف بوست المغربية مقالا تحذيريا من مواقف بريطانيا المعبر عنها مؤخرا بخصوص قضية الصحراء الغربية، حيث أن الحكومة البريطانية كانت قد إمتنعت عن التصويت على إتفاقية الصيد البحري بين الإتحاد الأوروبي والمغرب كما لم يصوت على ذات الإتفاقية سوى 3 نواب من أصل 73 نائبا بريطانيا في البرلمان الأوروبي. واعتبرت الصحيفة أن ما تشهده بريطانيا من نشاط دبلوماسي لجبهة البوليساريو في السنوات الأخيرة يعكس رهان الأخيرة على هذه الدولة المحورية التي باتت الدولة الأكثر تشددا مع المغرب في مجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء الغربية، واعتبرت ألف بوست أن رهان البوليساريو يبدو ناجحا في مقابل فشل دبلوماسي كبير للمغرب في هذه الدولة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *