-->

الدولة التي تحولت إلى غنائم وأسلاب بسبب ( الطابور الخامس)

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) الأحمق من يعتقد بأن كل
الناس من حوله يحبونه،أما العاقل فهو الذي يؤمن بأنه من كان له عدوا واحدا يجده في كل مكان،ومن كثرت أعدائه فلا أرض تسعه ولا حيطة تقه ،وربما كان هذا هو حال الأنظمة الشمولية،التي سعت في قطع شعرة معاوية التي كانت تربطها بشعوبها، فاتحة بذلك سجل لعداوات لا تنتهي، والظاهر الذي لا يحتاج إلى القول أن طوابير(اميليو مولا)،استفادت من هذه القطيعة أو هذا الجفاء السياسي فتمكنت من التسلل و التوغل بين الصفوف بعد أن فتحت لنفسها ثغرات عديدة، وتعمل الآن كالفائزة بالوضع، الذي نراه الآن، فقد كرست هذه الطوابير في الماضي معني الاعتماد على الجواسيس ،بما أسماه (مولا)،بالطابور الخامس، خلال الحرب الأهلية الاسبانية عام 1936م.
(طوابير مولا) ، هم حفنة من الخونة الذين باعوا أنفسهم والوطن ليس من أجل الإيمان بحقيقة واقعية مشهودة , إنما من أجل مصالح مادية، بحيث يعمل هؤلاء على تقويض صورة النظام من الداخل وإفساد حالة التوحد والاصطفاف وحمل الناس على الانشغال بالمشاكل الداخلية لصرف النظر عن مواجهة العدو الحقيقي وهي بذلك تشن حرب الكلمة المفتوحة الموجهة للنفوس ،والضمائر وهي لا تقل خطورة عن الحرب التي كانت موجهة للأجساد والممتلكات والانتصارات والشرعية، خاصة وأن الظرف الحالي يتوفر على معطيات صعبة ،وأن المناخ السياسي والاجتماعي على وجه التحديد قد يكون مناخ مضياف،لتوفره على بيئة ملائمة لاحتضان أي عمل من شأنه أن يمارس تأثير معين،وقد ساعد كثيرا هذه الطوابير لأنها في واقع الامر لا تعمل في فراغ منفصل عن الحقائق المعاشة بالتركيز على المواضيع المثيرة والجالبة للانتباه فهي تسعى إلى تشجيعنا على الاستسلام بل تعدد لنا خياراته إنها تسهل علينا أمر تقبل الهزيمة في صمت بتصوير لنا صعوبة تحقيق اهدافنا عبر التشكيك بسلامتها وعدالتها .
فهذا اليوناني ( زوربا ) وقد قطع أصبعه الذي أعاقه عن فك مسمار!! وهذا شعبنا الذي يتردد ويعجز عن قطع رأس الدخيل الذي يعيق مسيرته نحو النصر!! إن أكبر امتحان يتعرض له الشعب الصحراوي اليوم هو محاصرة الواقع له, فإما أن يتحد ويتماسك ليستمر في كفاحه ويفرض حقوقه وينتصر لنفسه وإما أن يستسلم ليتحلل ويفشل وتذهب ريحه، ومن الخطأ جدا الاستمرار في المراهنة على الرأي العالمي، لأن إمكانية تدخله المباشر والفعلي من اجل حل قضايا استعصي حلها أمر نادر جدا، وفي نهاية الأمر فأنه أي الرأي العالمي يكن الإعجاب والتقدير لمن يثبت أنه موجود فعلا وقادر على انتزاع حقه لا قولا أو تظاهرا.
والشعب الذي يستحق الحرية والسلام فعلا , عليه أن يكون مستعد للحرب , ومسؤولية كل مواطن صحراوي اليوم باتت تفرض عليه الاستجابة لمختلف الأوضاع عبر بذل مجهود فردي يساعد في إفشال صيغ المعالجات التكتيكية المغرضة للعدو المغربي , خاصة و أن نضال الشعوب لا ينتصر بضربة قاضية , إنما بكثير من الوعي والاحساس بالمسؤولية , ومزيج من الصمود والاستمرارية.
بقلم: ازعور ابراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *