دراسة: الاخطار التي تهدد تراثنا الثقافي الجزء الثاني ـ العوامل الخارجية
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)
الاستاذة عبيدة محمد بوزيد العوامل الخارجية:
2/1 سياسات المستعمر:
أ_ المستعمر الاسباني:
منذ الدخول الفعلي لإسبانيا باعتبارها مستعمرا لأرضنا عمدت إلى استقطاب الصحراويين و إغرائهم بحياة الحضر و الرفاه و بهدف:
• خلق نوع من التقارب و التواصل مع سكان المنطقة
• خلق صراعات داخلية تضعف صفوف المقاومة
• إيجاد جيل متأثر فكريا و ثقافيا بالمستعمر و بالتالي تسهل السيطرة عليه
و قد نجح في بعض الأحيان؛ و كأي مستعمر هدفه الاستيلاء على الأرض و القضاء على الشعب.
فقد عملت إسبانيا جاهدة على خلق صراع ثقافي داخل المجتمع الصحراوي، إذ برز حينها شقين ثقافيين نابعين من بؤرة ثقافية واحدة ، الشق الأول قبل بالتحديث و التأثير الفكري الذي جلبه الاستعمار ، أما الشق الثاني رفض كل أشكال التحديث أو الانصهار في أي ثقافة أخرى ، إذ كان الصحراويون المحافظون الذين لم يتعايشوا مع الاستعمار يوصفون بجملة من الأوصاف ك : (los endógenas)، (los beduinos) كدليل على التخلف و الجهل بغرض السخرية و التشويه و في سبيل خلق نوع من المرونة تمهد للانصهار الثقافي الشامل .
2/1 سياسات المستعمر:
أ_ المستعمر الاسباني:
منذ الدخول الفعلي لإسبانيا باعتبارها مستعمرا لأرضنا عمدت إلى استقطاب الصحراويين و إغرائهم بحياة الحضر و الرفاه و بهدف:
• خلق نوع من التقارب و التواصل مع سكان المنطقة
• خلق صراعات داخلية تضعف صفوف المقاومة
• إيجاد جيل متأثر فكريا و ثقافيا بالمستعمر و بالتالي تسهل السيطرة عليه
و قد نجح في بعض الأحيان؛ و كأي مستعمر هدفه الاستيلاء على الأرض و القضاء على الشعب.
فقد عملت إسبانيا جاهدة على خلق صراع ثقافي داخل المجتمع الصحراوي، إذ برز حينها شقين ثقافيين نابعين من بؤرة ثقافية واحدة ، الشق الأول قبل بالتحديث و التأثير الفكري الذي جلبه الاستعمار ، أما الشق الثاني رفض كل أشكال التحديث أو الانصهار في أي ثقافة أخرى ، إذ كان الصحراويون المحافظون الذين لم يتعايشوا مع الاستعمار يوصفون بجملة من الأوصاف ك : (los endógenas)، (los beduinos) كدليل على التخلف و الجهل بغرض السخرية و التشويه و في سبيل خلق نوع من المرونة تمهد للانصهار الثقافي الشامل .
ب _ المستعمر المغربي:
إن الأطماع المغربية لم تكن وليدة اليوم و لا الأمس القريب في الصحراء الغربية و في سبيل تحقيق تلك الأطماع فقد سعي ملوك و سلاطين المغرب و بكل الطرق للاستيلاء على الأرض ، فمن بعثات السلاطين الأولى إلى المنطقة قصد التقصي أو لاجتذاب الصحراويين للبيعة أو التبعية و بعد أن باءت كل تلك المحاولات بالفشل برفض الصحراويين لأي سلطة أو حماية أو وصاية على أرضهم(1) و نستشهد بقول الشاعر:
الصحرا من تاريخ أبعيد من مدة هارون وهامان
ما قط احكم فيها مليك أولا شيطان أولا سلطان(2)
انتقلت بعد ذلك المحاولات المغربية إلى مساعدة الغزو الأجنبي للمنطقة و التظاهر بالدفاع عن حقوق الصحراويين بعدها، ليس خوفا عليهم و لا حبا فيهم و إنما طمعا في أرضهم.
إن الأطماع المغربية لم تكن وليدة اليوم و لا الأمس القريب في الصحراء الغربية و في سبيل تحقيق تلك الأطماع فقد سعي ملوك و سلاطين المغرب و بكل الطرق للاستيلاء على الأرض ، فمن بعثات السلاطين الأولى إلى المنطقة قصد التقصي أو لاجتذاب الصحراويين للبيعة أو التبعية و بعد أن باءت كل تلك المحاولات بالفشل برفض الصحراويين لأي سلطة أو حماية أو وصاية على أرضهم(1) و نستشهد بقول الشاعر:
الصحرا من تاريخ أبعيد من مدة هارون وهامان
ما قط احكم فيها مليك أولا شيطان أولا سلطان(2)
انتقلت بعد ذلك المحاولات المغربية إلى مساعدة الغزو الأجنبي للمنطقة و التظاهر بالدفاع عن حقوق الصحراويين بعدها، ليس خوفا عليهم و لا حبا فيهم و إنما طمعا في أرضهم.
و في الوقت الذي كانت تشهد فيه القارة الإفريقية فجر التحرر و الانعتاق . لم تلبث الأطماع المغربية أن تكشفت للعلن بعد الغزو المغربي للصحراء الغربية في 31اكتوبر 1975 الذي تلته اتفاقية مدريد الثلاثية في 14 نوفمبر من نفس السنة .
فقد عمدت السياسات الاستعمارية إلى:
• إخماد كافة الأصوات المعارضة
• قتل ما أمكن قتله و تشريد الباقي
• الاستيلاء على الأرض بكافة الوسائل عسكريا أو من خلال ما يصطلح عليه بالغزو الأبيض و هو ما تجسد في المسيرة الخضراء التي ذهب البعض الى وصفها "بحصان طروادة الحديث "(3).
• إيهام العالم بأحقية المغرب في المنطقة ( طلب الرأي الاستشاري للمحكمة الدولية )
• كسب التأييد و الدعم الدوليين لبسط الشرعية على الاحتلال ( اتفاقية مدريد الثلاثية )
بعد حرب الإبادة التي شنها المستعمر المغربي على الشعب الصحراوي الأعزل و بعد التأكد من فشل كل المخططات و بعد أن أسدلت الحرب ستارها بدخول مخطط السلام و وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة من الحرب الصامتة .
و هو ما قد تطرق إليه الفيلسوف الايطالي مكيافيللي في كتابه الأمير حيث عرج على انه لتفرض سياساتك و إرادتك على شعب مغلوب يكمن ذلك في القضاء عليه أولا و إن لم يصح هذا الخيار، تغريقه في البدائل و هي السياسة المغربية الرامية إلى خلق جيل جديد هجين بهدف طمس الهوية الصحراوية؛ ناهيك عن سياسات الاحتواء و الابتلاع.
فموجة التحول التي تشهدها مناطقنا المحتلة تم تنظيمها و برمجتها بشكل محكم، بحيث استهدفت الفئة الشابة بهدف صهرها في ثقافة المستعمر و خلق شرخ بينها و الثقافة الأصلية (بالإبعاد، المغالطة و التشويه)، إذ هدفت المخططات إلى تهجير الشباب الصحراوي بشكل ممنهج إلى الداخل المغربي و ذلك إما لإكمال الدراسات الجامعية أو لتوفر مناصب العمل أو لتجنيدهم في صفوف الجيش أو ضمن التشكيلات الأمنية الأخرى.
فمنذ بداية الألفية الثانية عمدت المخططات المغربية إلى سياسة خطيرة لمحو الهوية الصحراوية بخلق جيل جديد من المستوطنين متصل فكريا و ثقافيا بالأرض و هو ما يصطلح عيه " بالتنشئة الثقافية " و ذلك بخلق روابط تضمن تجذر المستوطنين في الأراضي الصحراوية .
كما عمد المستعمر الى احتواء التراث الصحراوي بكافة أشكاله المادي منه او المعنوي و تسجيله ضمن اللوائح التراثية المغربية لدى اليونسكو . و بهدف إعطاء المصداقية لسياسات الابتلاع عمد الى برمجة عدة مهرجانات تعنى بالتراث الحساني و إن كان الغرض منها الفرجة لا غير إلا أنها تصب أيضا في مجرى الأطروحة الرامية الى الانتمائية الثقافية الصحراوية للمغرب .
• إخماد كافة الأصوات المعارضة
• قتل ما أمكن قتله و تشريد الباقي
• الاستيلاء على الأرض بكافة الوسائل عسكريا أو من خلال ما يصطلح عليه بالغزو الأبيض و هو ما تجسد في المسيرة الخضراء التي ذهب البعض الى وصفها "بحصان طروادة الحديث "(3).
• إيهام العالم بأحقية المغرب في المنطقة ( طلب الرأي الاستشاري للمحكمة الدولية )
• كسب التأييد و الدعم الدوليين لبسط الشرعية على الاحتلال ( اتفاقية مدريد الثلاثية )
بعد حرب الإبادة التي شنها المستعمر المغربي على الشعب الصحراوي الأعزل و بعد التأكد من فشل كل المخططات و بعد أن أسدلت الحرب ستارها بدخول مخطط السلام و وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة من الحرب الصامتة .
و هو ما قد تطرق إليه الفيلسوف الايطالي مكيافيللي في كتابه الأمير حيث عرج على انه لتفرض سياساتك و إرادتك على شعب مغلوب يكمن ذلك في القضاء عليه أولا و إن لم يصح هذا الخيار، تغريقه في البدائل و هي السياسة المغربية الرامية إلى خلق جيل جديد هجين بهدف طمس الهوية الصحراوية؛ ناهيك عن سياسات الاحتواء و الابتلاع.
فموجة التحول التي تشهدها مناطقنا المحتلة تم تنظيمها و برمجتها بشكل محكم، بحيث استهدفت الفئة الشابة بهدف صهرها في ثقافة المستعمر و خلق شرخ بينها و الثقافة الأصلية (بالإبعاد، المغالطة و التشويه)، إذ هدفت المخططات إلى تهجير الشباب الصحراوي بشكل ممنهج إلى الداخل المغربي و ذلك إما لإكمال الدراسات الجامعية أو لتوفر مناصب العمل أو لتجنيدهم في صفوف الجيش أو ضمن التشكيلات الأمنية الأخرى.
فمنذ بداية الألفية الثانية عمدت المخططات المغربية إلى سياسة خطيرة لمحو الهوية الصحراوية بخلق جيل جديد من المستوطنين متصل فكريا و ثقافيا بالأرض و هو ما يصطلح عيه " بالتنشئة الثقافية " و ذلك بخلق روابط تضمن تجذر المستوطنين في الأراضي الصحراوية .
كما عمد المستعمر الى احتواء التراث الصحراوي بكافة أشكاله المادي منه او المعنوي و تسجيله ضمن اللوائح التراثية المغربية لدى اليونسكو . و بهدف إعطاء المصداقية لسياسات الابتلاع عمد الى برمجة عدة مهرجانات تعنى بالتراث الحساني و إن كان الغرض منها الفرجة لا غير إلا أنها تصب أيضا في مجرى الأطروحة الرامية الى الانتمائية الثقافية الصحراوية للمغرب .
2/2 البعثات الدراسية إلى الخارج :
لا يمكننا أن نغفل عن الجانب السلبي و إن قلت نسبته فيما تشكله البعثات الدراسية إلى الخارج ( الجزائر ، ليبيا ، كوبا ...) من حلحلة في التراث الثقافي الصحراوي بحكم السن المبكر الذي يسافر فيه الأطفال الصحراويين إلى البلدان الشقيقة و الصديقة فان التأثير الذي تلعبه ثقافات و عادات و تقاليد هذه الأخيرة يتشكل بصورة عميقة في نفسية الأطفال . يتجلى ذلك التأثير أثناء عودتهم الى المخيمات إذ يتمسكون ببعض الكلمات و الممارسات التي تخرج تلقائيا دون إدراك ، خاصة أثناء لقاءاتهم ببعضهم كتعبير عن الحنين أو في سبيل الذكرى ، إلا أنها شيئا فشيئا تصبح ظاهرة ثقافية جديدة على المجتمع سرعان ما يتم التمسك بها ، و هنا يمكن أن نشير الى بعض الألفاظ التي أصبحت شائعة الاستخدام :
• كيف كيف بدلا عن سياني
• امليح بدلا عن زين أو زينة
• والو بدلا عن ابداي
مما يساهم في خلق " مجرى ثقافي " لغوي قد لا نلمسه إلا بعد فوات الأوان.
• كيف كيف بدلا عن سياني
• امليح بدلا عن زين أو زينة
• والو بدلا عن ابداي
مما يساهم في خلق " مجرى ثقافي " لغوي قد لا نلمسه إلا بعد فوات الأوان.
2/3 الوفود الأجنبية:
إن المتبصر فيما يحدث لمجتمعنا داخل المخيمات فلا بد أن يلحظ ظاهرة غريبة عن نمطية المجتمعات الأخرى. فان درجة كرم و نبل ضيافة الصحراويين جعلتهم يفرضون عادات الغير عليهم دون أن يكسبوه و لو جزئيا من عاداتهم ، فتجد المرأة الصحراوية و بوفود الضيوف الأجانب عليها تسعى جاهدة للبحث عند جاراتها عن مقومات الضيافة من الملعقة إلى الشوكة إلى الأطباق المتعددة غير المتوفرة في الخيمة الصحراوية البسيطة و الغريبة أيضا عن عاداتنا و ممارساتنا ، هنا تتكلف النساء الصحراويات العناء الشديد لتوفير أقصى مقومات الراحة للزائر إلا انه يتم تناسي أو الغفل عن جزء مهم و ضروري من ممارساتنا الاجتماعية و نتجاوز أن الوفود الأجنبية إنما تفد بحثا عن طقوس و عادات غريبة عنها رغبة في استكشافها و التعرف عليها . و في نهاية المطاف نجد أننا قد اكتسبنا العديد من الممارسات الغربية الأجنبية عنا دون أن نكسب الأجنبي الغربي طقوسنا و ممارساتنا.
2/4 الجاليات بالمهجر :
إن حالة الفقدان الثقافي ، و أثرها على الشخصية لدى أفراد الجالية المغتربة بالدول الغربية ، حيث و قع هؤلاء في حالة من التذبذب بين التمسك بثقافتهم السائدة في مجتمعهم الأصلي ، و بين الثقافة الغربية المفروضة عليهم في تلك البلدان ، و قعوا بموجبها في حالة من التذبذب الثقافي فقد فقدوا الأولى جزئيا و لم يتقبلوا الثانية كليا و بالتالي تم خلق ثقافة هجينة و مشوهة نوعيا .
يتم استيراد تلك الثقافة على المستوى الداخلي للمجتمع الأصلي ( المخيمات، المناطق المحتلة ) على أنها نوع من التطور و التقدم؛ و دون دراية نجد أنفسنا في خضم ثقافات لا تبت لنا بصلة.
بعض المراجع/ ـــــــــــــــــــ(1) د. محمد عصمت بكر " الشعب الصحراوي قصة كفاح" دمشق 2004
(2) قاف للشاعر بيبوه بدي الحاج(3) د. محمد عصمت بكر " الشعب الصحراوي قصة كفاح" دمشق 2004
إن المتبصر فيما يحدث لمجتمعنا داخل المخيمات فلا بد أن يلحظ ظاهرة غريبة عن نمطية المجتمعات الأخرى. فان درجة كرم و نبل ضيافة الصحراويين جعلتهم يفرضون عادات الغير عليهم دون أن يكسبوه و لو جزئيا من عاداتهم ، فتجد المرأة الصحراوية و بوفود الضيوف الأجانب عليها تسعى جاهدة للبحث عند جاراتها عن مقومات الضيافة من الملعقة إلى الشوكة إلى الأطباق المتعددة غير المتوفرة في الخيمة الصحراوية البسيطة و الغريبة أيضا عن عاداتنا و ممارساتنا ، هنا تتكلف النساء الصحراويات العناء الشديد لتوفير أقصى مقومات الراحة للزائر إلا انه يتم تناسي أو الغفل عن جزء مهم و ضروري من ممارساتنا الاجتماعية و نتجاوز أن الوفود الأجنبية إنما تفد بحثا عن طقوس و عادات غريبة عنها رغبة في استكشافها و التعرف عليها . و في نهاية المطاف نجد أننا قد اكتسبنا العديد من الممارسات الغربية الأجنبية عنا دون أن نكسب الأجنبي الغربي طقوسنا و ممارساتنا.
2/4 الجاليات بالمهجر :
إن حالة الفقدان الثقافي ، و أثرها على الشخصية لدى أفراد الجالية المغتربة بالدول الغربية ، حيث و قع هؤلاء في حالة من التذبذب بين التمسك بثقافتهم السائدة في مجتمعهم الأصلي ، و بين الثقافة الغربية المفروضة عليهم في تلك البلدان ، و قعوا بموجبها في حالة من التذبذب الثقافي فقد فقدوا الأولى جزئيا و لم يتقبلوا الثانية كليا و بالتالي تم خلق ثقافة هجينة و مشوهة نوعيا .
يتم استيراد تلك الثقافة على المستوى الداخلي للمجتمع الأصلي ( المخيمات، المناطق المحتلة ) على أنها نوع من التطور و التقدم؛ و دون دراية نجد أنفسنا في خضم ثقافات لا تبت لنا بصلة.
بعض المراجع/ ـــــــــــــــــــ(1) د. محمد عصمت بكر " الشعب الصحراوي قصة كفاح" دمشق 2004
(2) قاف للشاعر بيبوه بدي الحاج(3) د. محمد عصمت بكر " الشعب الصحراوي قصة كفاح" دمشق 2004