-->

التاهب المغربي، لصد هجوم ارهابي ام صورة لعربدة المخزن؟

استنفرت المغرب قواتها العسكرية و نصبت منصات صواريخ ارض-جو الى القرب
مما تسميه منشات حيوية ، وف محيط مدن رئيسية وفي الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية ، وصباح الاثنين اعلن عن حشد للقوات في الحدود الشرقية مع الجزائر وبدت مروحيات تابعة للدرك وهي تقوم بعملية تمشيط واسعة للمنطقة الحدودية على عُلو منخفض.
ومنذ حالة الاستنفار تلك لم تكلف اي جهة رسمية بما في ذلك محمد السادس في اخر خضاباته نفسها عناء التوضيح للراي العام المغربي عن اسباب خروج الجيش الى الشوارع اهو بالفعل بسبب ما راج ويروج في وسائل الاعلام من قرب شن هجمات ارهابية على البلاد ام هو التصدي لمحاولة انقلابية او ثورة شعبية ام بسبب التطورات الحاسمة المفترض ان يشهدها ملف الصحراء الغربية ؟
وباستثناء مدراء مراكز البحوث والدراسات الذين طلوا من نوافذ مواقع تحسب على الجهات الامنية والاستخباراتية المخزنية ، طلوا على المتابعين والمتعطشين وكل من له فضول في معرفة ما الذي سيقع في الذكرى 13 لهجمات 11 من سبتمبر للتاكيد على جدية التهديدات وعزمها استهداف المغرب كاسلوب في التحدي وايقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وخلق حالة من الرعب وسطهم ، لم يتقدم اي مسؤول مخزني كي يبرهن ويبرر للراي العام لماذا المغرب ؟ .
ولن نحلل اكثر مما ذهب اليه عبد الفتاح الفاتحي في لقاء مع احدى تلك المواقع المشار اليها سلفا ، من أن مسار طائرات العدو الإرهابي المحتمل طويل جدا لا تحتمله بساطة التجهيزات العسكرية للطائرات الليبية المتهالكة بسبب الحرب الأهلية وظروف الصيانة وغيرها، وكذا لأنها ستكون هدفا لصواريخ جزائرية منذ انطلاقها إلى لحظة وصولها إلى الأجواء المغربية
مضيفا انه لا يتوقع أن تكون دواعي هذا التأهب العسكري الكبير والنادر في التاريخ الحديث للمخزن إلى التهديدات الإرهابية المزعومة للطائرات الليبية بقدر ما هي التطورات الحاسمة لقضية الصحراء الغربية .
لكن ما هي الاسباب والدواعي التي جعلت المخزن يوجه مثل هكذا رسائل ؟ وهل يعي تداعياتها السياسية والديبلوماسية والامنية بل والعسكرية ايضا ؟ ثم هل هو قرار مخزني صرف ، ام ان جهة ما لمزته لفعل ذلك ؟
ما من شك في ان المخزن بقي معزولا عن محيطه الاقليمي والقاري بشهادة مسؤوليين كبارا ، لايكفي التذكير باتهاماته المتكررة للجزائر بمنعه من حضور ملتقيات اقليمية تعالج مسالة الامن ومحاربة الارهاب ، اضافة الى الجفاء في علاقاته مع موريتانيا بسبب استمرار تعامله مع سلطتها بنوع من الدونية والاستخفاف ويستضيف معارضا في مراكش.. ويتواصل مع اخر في بوركينا فاسو هو احدى حلقات الوصل بينه وبين جماعات الاجرام والارهاب .
أما على مستوى علاقاته مع حلفاء الامس من دول الغرب التي طالما تغنى مثقفيه بصلابتها وباتوا يوهمون انفسهم أنهم بتلك العلاقات سيبقون في الصحراء مثلما هي قوانين الكراء و"على المتضرر ان يلجا الى القضاء الذي يمكن ان يتحذ تسعين عاما لاتخاذ قراره وقد لايكون حينها لصالح المالك ".
واقع قد يطبق في المغرب ، اذا ما اعتبرنا سلوكيات المواطن في هذا البلد وطبعه وتطبعه ، الذي يستبعد التمرد على سلطة المخزن ، ولايملك حينها الا ان يقبل الواقع كما هو، او يرفع كفيه الى خالقه بدعوة مظلوم او يواجه فيكون مصيره مثل من سبقوه.
حلفاء الامس هم اليوم من يتزعمون الركب في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ، قد يكون ذلك عجبا عجابا للعديدين ، لكنها الحقيقة الغير قابلة للتصديق مثلما هي معارك الواركزيز الخالدة في اذهان من عايشوها او استمعوا واستمتعوا بتفاصيلها او ملاحم لايتسع المقال لذكرها ...
ولا نحتاج للتاكيد ان تغير تلك المواقف ليست بدافع الانسانية او الشفقة على شعب مضطهد يملك كل الحقوق التاريخية والقانونية لنيل استقلاله ولكنها اتت بفضل فعل نضالي متصل بين من هم في اللجوء ومن هم في الارض المحتلة وجنوب المغرب وفي الشتات جميعا تحت لواء راية واحدة شكلت عقدة معقدة لخصومها .
ولما لم يستطع العدو فرض مقاراباته لحل المسالة ولو بدعم واسناد من الماما فرانس وجارتها الجنوبية ، بسبب ان الاولى باتت في وضع يزيد من تشويه صورتها وسعي ساكن الالزيه لاعادة رسمها من جديد وفق رؤية استراتيجية "اقتصادية-امنية" قد لاتكون لصالح المخزن
ان هذا الاخير ومن منطلق شيزوفرنيا يعيشها حينما يقدم نفسه وسيطا لحل عدد من المشاكل وبوابة للديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان بل والمثلية وتسامحه حتى مع من اخطأو في حق اطفاله الخ .... وبين كونه صلب مشكل قضية الصحراء لم يجد مساندة فعلية لفرض حل يلغي معه تقرير المصير الذي لن يعصف بالملكية فقط بل سيجعل من المغرب بلدا منكمشا لا يملك من الموارد ما يعطيه قيمة بين الامم في مقابل بروز قوة خصومه السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية ايضا او هكذا يرى منظرو القصر ....
وفي ظل فشل كل سياسات المخزن الميدانية ، والديبلوماسية ، والاعلامية خرج مسيو عمر هلال هازم الاحزاب في جنيف ، ومهدي محمد السادس المنتظر الذي عينه لفرملة كل قرار يزعج المغرب ، خرج لينفى ما سبق وان روجت له وسائل اعلام مغربية من استقالة مؤكدة لروس ، وليؤكد ما سبق وان قاله عميد الديبلوماسية الاميركية من ان المهم في عملية المفاوضات هو العملية ذاتها وليس الشخص وليؤكد بغير رغبته ما سبق وان اشارت اليه غرفة وموقع صوت الانتفاضة ملحمة اقديم ايزيك في افتتاحية سابقة بعنوان "لهذه الاسباب لن يستقيل روس "
بعد فشل جهود المخزن و مع اقتراب موعد الحسم الذي سبق وان قرع السادس جرسه ، لايملك المغرب الا ان يرفع من تاهبه ويعربد ، ان ابقى في الصحراء او احرق الاخضر واليابس ، فهل هو تهور سياسي اذا ما اعتبرنا اهمية المنطقة جغرافيا وامنيا واقتصاديا ؟ ام هو قرار املته الماما فرانس بعد استنفاذها لكل اساليب الضغط ؟
وفي انتظار ما ستسفر عنه الاشهر القادمة ، من نتائج للمعركة الدائرة بين المنظمة الدولية و المغرب ستستمر معركة الشارع الصحراوي الذي لم ترهبه طائرات الجاكوار والفانتوم والميراج والتي استبدلت ببطاريات صواريخ ارض جو و سيخرج الشعب للترحيب بروس الذي اقر باحقية كلمة الشارع الصحراوي ونضاله . في المقابل سيشهر المغرب اخر اوراقه " مسرحيات مملة – كالنسخة الثانية من اكجيجات ، ورشى يقدمها الى الجماهير علها تجنبه الغضب الشعبي الاتي لا محالة .......
ولا نرى من تشبيه لوضع المخزن سوى ذاك الجندي المغربي المرتبك بفعل رصاصة طائشة اطلقها مقاتل صحراوي ، فافرغ الجندي رصاص مدفعيته خوفا وهلعا من الموت او وقوعه في الاسر .....
المصدر: غرفة وموقع صوت الانتفاضة ملحمة اقديم ايزيك

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *