صورتهم او صورتنا : الدعاية الإعلامية و لو على حساب القضية الوطنية!
مدريد (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)
قبل أن تواصل قراءة المقال، تمعن جيدا في المخطط البياني ، تمعن في الأسماء و في المناصب التي يشغل كل واحد منها، ثم تمعن كذلك في الترتيب، و في الوزن السياسي و الديبلوماسي لكل الأسماء المذكورة في أول اللائحة، بالمقارنة مع الوزن الديبلوماسي للفئة الثانية و التي تظهر في أسفل الترتيب، هل لاحظت عزيزي القارئ أمر غريب؟ هل تعتقد أن هناك من يتواجد في غير المكان الذي ينبغي أن يتواجد فيه؟
في الحقيقة، إن المخطط جاء في غاية الوضوح و البلاغة ، و لا يترك لنا مجالا لإضافة أي شيء ، هذا المخطط يوضح لنا نسبة الظهور لأشخاص محددين في وكالة الأنباء الصحراوية. لقد قمنا بإختيار عشوائي لبعض أعضاء السلك الديبلوماسي الصحراوي و قمنا بإضافتهم إلى 3 من القيادة الوطنية الوازنة، و لتكون لدينا الرؤية الشاملة قمنا بإدراج إسم كل واحد منهم (بالعربية) في خانة البحث الخاصة بوكالة الأنباء الصحراوية ، و ما يظهر في المخطط هو النتيجة التي تحصلنا عليها خلال هذا البحث.
من حيث المبدأ، تتمثل مهمة السلك الديبلوماسي في نشر القضية بالخارج ، و من الغريب أن نلاحظ من خلال المخطط أن بعضهم بدل أن يهتم بنقل صورتنا و قضيتنا إلى الخارج يقوم بالترويج لنفسه في الداخل، بمعنى أن العاجزين عن نقل صورة القضية و الشعب إلى وسائل الإعلام الأجنبية ، يقومون بغزو وسائل الإعلام الوطنية من أجل تلميع صورتهم الشخصية، كل هذا من أجل محاولة تعويض نقائصهم و نقاط ضعفهم، كعدم إجادة اللغة الرسمية للمكان الذي يتواجدون به، أو عدم معرفة الاحزاب و الجمعيات المتضامنة على المستوى المحلي. هذا النقص في التطابق الحاصل على مستوى المخطط أمامنا هو نتيجة للإستعمال "الدعائي" الذي يقوم به البعض عن طريق وكالة الأنباء الرسمية.
لا شك أن عمل ممثلينا في الخارج يرتكز أساسا في الحفاظ على جميع أنواع اللقاءات و الإتصالات مع أكبر عدد من الشخصيات في المكان الذي يمثلوننا فيه، هذا هو في الأصل عملهم اليومي، إذن بأي منطق يمكن أن نفسر أن عملا من المفترض أن يكون عملا "روتينيا" كعقد لقاء يمكن أن يتحول إلى خبر صحفي ؟!. إذا أخذنا بهذه القاعدة كذلك بنبغي أن نعتبر "خبرا" أن الطبيب "فلان" أعطى وصفة طبية بضرورة تناول "أسبيرين" لمريض مصاب بالصداع في مستشفى "بئر لحلو" ، أو ان المعلم "فلان" قدم لطلبته الدرس الخاص بالطرح أو القسمة في مدرسة كذا من ولاية الداخلة!!
لكي نتفادى هذا التزييف للحقيقة الذي يعبر عنه المخطط ، ينبغى على مسؤولي وكالة الأنباء إعادة النظر في شروط النشر ، نشير هنا أن الإذاعة الوطنية تتخذ من وكالة الأنباء مصدرا للأخبار التي يستمع لها الصحراويون في خيمهم و تحت "طلح" تيرس و زمور، هذا التزييف للواقع ينتج عنه حتما أن يلف المستمعون بعض الأسماء التي لا يتوافق ما يروج عنها مع الواقع.
إذا كان هذا التزييف للحقائق يحدث في محطة للأنباء الرسمية كما هو الحال بالنسبة للوكالة، فإن الأمر يصل إلى أبعاد كارثية إذا تحدثنا عن وسائل الإعلام المستقلة الناشئة.
رغبة الظهور في كل مكان تبقى جلية في المخطط التالي، فبعد أن لم يكتفي هؤلاء بإرسال قصصهم (التي لا أعدها أخبارا) إلى وكالة الأنباء، يسرعون كذلك إلى غزو وسائل الإعلام المستقلة، و ذلك بغية أن تبقى أسماءهم دائما في العناوين الرئيسية. يقومون بإستغلال الصعوبات التقنية و نقص التعداد البشري لدى بعض المواقع الإلكترونية ، من أجل إرسال الأخبار التي ينشؤونها و يحررونها بأنفسهم، و بذلك فإن هذه المواقع توفر على نفسها الكثير، حيث تكتفي بنشر هذه الأخبار التي تأتيها جاهزة.
لكي نقوم بتوضيح المخطط التالي قمنا بإختيار نفس الشخصيات الديبلوماسية السابقة و بحثنا عنهم في موقع من المواقع الصحراوية المستقلة المعروفة و قد كانت النتيجة مربكة ومحيرة. أعتقد أن المواقع الإلكترونية المستقلة ينبغي أن تنظر هي الأخرى في سياسة النشر إذا أرادت أن لا تصبح مجرد وسيلة للدعاية.
مهما قيل، فإنه لا يوجد مبرر يفسر أن يظهر أحد الممثلين في أول القائمة و أن تكون نتيجة ظهوره ضعف الذي يليه في نفس القائمة، و من جهتها فإن المواقع المستقلة لديها العادة السيئة في إرفاق الأخبار التي ترسل لهم بصورة الممثل الذي حرر و أرسل الخبر، و هم بذلك يقدمون له إشهارا بالمجان ، و هو ما يسبب غرورا لبعض الشخصيات في سلكنا الديبلوماسي.
هناك أصوات تطالب وزارة الخارجية منذ مدة بفتح موقع على شبكة الأنترنت، لكي يكون بمثابة الخزان لجميع نشاطات الجبهة الخارجية، ولكن في الوقت الذي ننتظر وزارة الخارجية أن تلبي هذا الطلب، من المستحسن أن يقوم بعض الممثلين بفتح مواقع إلكترونية خاصة بهم علها تسع الكم "الهائل" من الأخبار التي يصدرونها . و لكن حبذا لو يقوم هؤلاء بنشر هذه الأخبار باللغة الرسمية لمكان عملهم و أن يقوموا بذلك من باب جذب الدعم و التعاطف مع قضيتنا من طرف مواطني المكان الذي يمثلوننا فيه.
بقلم : حدمين مولود
بقلم : حدمين مولود