-->

سرطان الثدي والحمل بين الأمل، الحلم والكابوس!

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ سرطان الثدي هو النوع
الاكثر شيوعا من السرطانات التي تحدث لدى النساء الحوامل، ويميل الى اصابة النساء في منتصف سنوات الـ 30 واحده من 1000 امراة حامل تقريبا تصاب بسرطان الثدي.
المرض في حد ذاته يؤثر بشدة على كل من الام والجنين الذي في احشائها، ولذلك فانه من المهم جدا ان تحرص المراة الحامل مع طبيبها المعالج، على اجراء اختبارات تشخيصية لكلا الثديين وفحص كل كتلة او علامة مشبوهة بدقة.
مشكلة رئيسية هي ان الكثير من التغييرات تحدث في ثديي المراة خلال اشهر الحمل. مما يجعل من الصعب تشخيص وكشف الكتل الصغيرة. وعلاوة على ذلك فقد يتم الكشف عن الكتل، ولكنها تصنف وكانها جزءا من التغيرات الطبيعية للحمل.
بالاضافة الى ذلك، فان الكتل الخبيثة التي تكتشف في ثدي المراة الحامل عادة ما تكون اكبر واكثر تطورا من الكتل الخبيثة التي لدى غيرها من النساء في نفس الفئة العمرية من غير الحوامل. على الرغم من ان الحمل هو ليس السبب لتطور الكتل السرطانية في الثدي، فان التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال فترة الحمل يمكنها تسريع عملية تطور هذه الكتل.
كيف يتم تشخيص سرطان الثدي اثناء الحمل؟
افضل شيء يمكنك القيام به هو الاستمرار في القيام بزيارات منتظمة الى الطبيب النسائي اثناء فترة الحمل، هذه الزيارات، والتي تدعى متابعة الحمل (او زيارات ما قبل الولادة)، مهمة جدا للحفاظ على صحتك سليمة وصحة جنينك، خلال هذه الزيارات، فان الطبيب يقوم باجراء فحص للثديين للكشف عن التغيرات غير الطبيعية في الثدي.
كذلك من المهم جدا القيام بالفحص الذاتي للثدي بشكل منتظم، طبيبك او الممرضة في العيادة يمكنهم توجيهك في كيفية تنفيذ هذا الاختبار بنفسك.
اذا وجدت لديك كتلة مشبوهة، فمن المحتمل ان يطلب طبيبك اجراء فحص الخزعة. اجراء فحص الماموجرام Mammography لا يكفي لان كثافة نسيج الثدي تزيد اثناء اشهر الحمل. يمكن ايضا اجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية.
خلال اخذ الخزعة، يتم اخذ عينة صغيرة من النسيج المشبوه، يتم ازالة النسيج بواسطة ابرة او عن طريق اجراء شق صغير في الثدي. ثم تاخذ العينة للفحص بواسطة المجهر او بواسطة وسائل اخرى من اجل محاولة ايجاد الخلايا السرطانية في النسيج.
ماذا يحدث للجنين في حال سرطان الثدي والحمل؟
بادئ ذي بدء، اجهاض الحمل لا يحسن من فرص شفاء الام من مرض سرطان الثدي.
ثانيا، لا يوجد اي دليل على ان سرطان الثدي يمكن ان يضر بالجنين، الشيء الذي يمكن بالفعل ان يضر بالجنين هي بعض العلاجات لسرطان الثدي، حيث تعطى هذه العلاجات وفقا لدرجة انتشار السرطان.
هذا هو احد الاسباب التي تجعل من المهم جدا الكشف عن سرطان الثدي في مراحل مبكرة بقدر الامكان.
اذا كان السرطان لا يزال في المراحل المبكرة من المرض (المرحلة الاولى او الثانية)، فمن المرجح ان يوصي طبيبك باجراء عملية جراحية لازالة الورم المشبوه (استئصال الورم) او لازالة الثدي باكمله (استئصال الثدي)، استئصال الثدي هو الاجراء العلاجي المفضل خلال الثلث الاول والثاني من الحمل، لان تاجيل العلاج الاشعاعي غير مرغوب فيه، استئصال الورم السرطاني فقط هو العلاج المفضل خلال الثلث الاخير من الحمل، بشكل عام، لا يوجد اي خطر من اجراء العمليات الجراحية في كل مرحلة من مراحل الحمل.
اثناء اجراء العملية الجراحية لعلاج سرطان الثدي، يقوم الجراح بفحص الغدد الليمفاوية لمعرفة ما اذا كانت قد اصيبت هي ايضا، ومن المعتاد ازالة الغدد الليمفاوية اثناء الجراحة لانها هي اول من يصاب عند انتشار السرطان. اذا كانت هناك حاجة لتلقي العلاج الكيميائي، فعادة يفضل الطبيب بتاخير العلاج حتى نهاية الثلث الاول من الحمل، وذلك للحد من احتمال وقوع اضرار على الجنين.
اذا كان سرطان الثدي في مرحلة اكثر تقدما (المرحلة الثالثة او الرابعة) فان الوضع يكون اكثر تعقيدا. اذا كانت هناك حاجة لاعطاء العلاج الاشعاعي فسيكون من الصعب جدا حماية الجنين. وعلاوة على ذلك، فهذا النوع من السرطانات عادة ما تتطلب اجراء عملية جراحية بالاضافة الى العلاج الكيميائي، مما يزيد كثيرا من المخاطر التي يتعرض اليها الجنين.
هناك حالات يكون فيها سرطان الثدي قد انتشر لدرجة ان كل علاج يعطى للمراة لا يمكنها من البقاء على قيد الحياة اكثر من عام او عامين. في هذه الحالات، فان القرارات بشان اعطاء او عدم اعطاء علاجات معينة او تعريض الجنين او عدم تعريضه للمخاطر المنطوية على ذلك، يمكن ان تكون صعبة جدا بالنسبة للمراة واسرتها.
هل يمكنني ارضاع طفلي اذا كنت مصابة بسرطان الثدي؟
لا يوجد اي خطر على الطفل من الرضاعة اذا كنت مصابة بسرطان الثدي. وعلاوة على ذلك، لا يوجد اي دليل علمي على ان وقف تدفق الحليب من شانه تحسين حالة سرطان الثدي.
ومع ذلك، اذا كنت تخضعين للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي، ينصح بشدة بعدم ارضاع طفلك، وذلك لان ادوية العلاج الكيميائي القوية يمكن ان تصل الى طفلك من خلال حليبك.
هل يمكنني الحمل بعد نجاح علاج سرطان الثدي؟
الحمل لا يغير من متوسط ​​العمر المتوقع للمراة التي تم شفائها من سرطان الثدي. اليوم يبدو ان الاطفال الذين يولدون لنساء تعافين من سرطان الثدي في الماضي، هم سليمين وطبيعيين. ومع ذلك، فمن المحتمل ان يكون الاطفال الذين يولدون للنساء اللاتي خضعن للعلاج الكيميائي، العلاج الاشعاعي، او زرع نخاع العظم يميلون للاصابة بمشاكل مختلفة.
بعض الاطباء يعتقدون بان تاخير الحمل لمدة سنة او سنتين بعد العلاج من سرطان الثدي يقلل من خطر عودة المرض خلال فترة الحمل، والتسبب بالمشاكل التي نوقشت سابقا في هذه المقالة.
المصدر: ويب طب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *