صفعة جديدة للمغرب بتولي صديقة الشعب الصحراوي فدريكا موغيريني ممثلة للسياسة الخارجية الأوروبية
روما (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) حملت معها الانتخابات الخاصة
بالبرلمان الأوروبي تطورات مهمة في دعم قضية الشعب الصحراوي ومحاصرة الاحتلال المغربي والتضييق على مخططاته الاستعمارية، بعد وصول قوى يسارية ويمينية قومية تتبنى مواقف داعمة لجبهة البوليساريو ولحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وباتت تحرج المغرب في ملفات مثل الملف الزراعي والهجرة، والمخدرات والآن يصل الأمر الى كبار مسؤولي المفوضية الأوروبية بعدما تولت منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية الإيطالية فدريكا موغيريني التي تعتبر من ركائز دعم جبهة البوليساريو في إيطاليا، ودعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
واتفقت الدول الأوروبية يوم السبت 30 غشت على اختيار البولوني دونالد تورسك في منصب رئيس مجلس أوروبا، وهو منصب يعادل رئيس الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت ذاته، جرى اختيار الإيطالية فدريكا موغيريني في منصب ممثلة السياسة الخارجية خلفا للبريطانية كاثرين أشتون.
وهكذا، فالبرلمان الأوروبي الجديد يضم مجموعات سياسية لاتعترف باحتلال المغرب للصحراء الغربية كما تتنبى هذه الأحزاب مواقف ضد الواردات الزراعية دفاعا عن المزراعين الأوروبيين، وتشكل أوروبا السوق الرئيسية للصادرات الرزاعية المغربية. في الوقت ذاته، سترفع هذه الأحزاب من دعم جبهة البوليساريو بشكل كبير في البرلمان الأوروبي بسبب وجود قوى يسارية وليبرالية ارتفع عدد نوابها.
وينتقل هذا التطور الآن الى الهياكل المكلفة بتسيير الاتحاد الأوروبي. ورغم أن للاتحاد الأوروبي يمتلك سياسة محددة تجاه شركاءه الأجانب إلا أنها تتأثر نسبيا بالمواقف الشخصية للمسؤولين. ومن ضمن الأمثلة في هذا الشأن، رغم توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاقية الشراكة مع المغرب سنة 2009، إلا أن العلاقات الثنائية لم تطور العلاقات بل شهدت تراجعا في الجودة. ومن ضمن الشهادات هو الاختلاف القائم في الملف الزراعي وتبني الاتحاد الأوروبي مواقف تحترم حق الشعب الصحراوي ولاتعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية.
ويشكل تعين وزيرة الخارجية الإيطالية فدريكا موغيريني ضربة جديدة للمغرب من داخل الاتحاد الاوروبي. فهذه المسؤولة التي كان من المرتقب أن تزور المغرب في الأسبوع الثاني من شهر سبتمر الجاري، وقد تلغى الزيارة بعد تعيينها في المنصب الجديد، تعتبر من مؤسسي حركة التضامن مع البوليساريو في إيطاليا.
وهذه السياسة التي أنجزت بحثا جامعيا حول الفكر المغربي وخاصة محمد عابد الجابري تعتبر من أكبر مؤيدي جبهة البوليساريو، حيث كانت وراء عدد من المبادرات لدعم الجبهة في البرلمان الإيطالي عندما كانت نائبة برلمانية، ومن أبرز هذه المبادرات خلال أحداث أكديم إيزيك في العيون المحتلة.
وليس من باب الصدفة أن تشهد قضية الصحراء الغربية حضورا قويا في الساحة الإيطالية مع وصول فدريكا موغيريني الى الخارجية ومجموعة إقليم توسكانا الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة ماتيو رينزي، وهو الإقليم الذي يعتبر من اكبر اصدقاء الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو في هذا البلد الأوروبي. فقد صادق مجلس الشيوخ الإيطالي خلال بداية أبريل الماضي على قرار يطالب بمنح التمثيلية الدبلوماسية لجبهة البوليساريو وسعي روما ضمن المجتمع الدولي لتتولى قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.
وصول أحزاب سياسية جديدة الى البرلمان الأوروبي وتولي قيادات جديدة المسؤولية في هياكل الاتحاد الأوروبي سيكون من أكبر التحديات التي سيواجهها المغرب مستقبلا في علاقاته الخارجية مع شريكه الرئيسي الذي هو الاتحاد الأوروبي مالم ينهي احتلاله للصحراء الغربية.